مؤمن ماجد يكتب.. انسف إعلامك القديم

لست من معارضى الرئيس ولا حتي من الواقفين في منطقة الحياد الرمادية.. علي العكس أنا من مؤيدي عبد الفتاح السيسي وأثق فيه وأصدقه وإن كانت لي تحفظات في بعض المجالات مثل الحريات.. ولكنني توقفت طويلاً عند حديثه عن الإعلام.

سيدي الرئيس أتفق معك أن الإعلام فاشل وأزيدك.. الإعلام تضرر بصره فلم يعد يري إلا الإنجازات خوف سمعه فبات لا ينصت إلا للشعارات وثقل لسانه فأصبح لا ينطق إلا عبارات التمجيد.. وأظن أن محدودية وأحادية السمع والنطق والرؤية أفقدت الإعلام مصداقيته.

كتيبة الإعلام التي يُفترض أن تكون درعاً وسيفاً تملك وجوها كالحة واقلاما شاحبة وبوصلة ثابتة الإتجاه.. هل قرأت المقال الأخير لياسر رزق؟.. هل تتحمل أن تشاهد حلقتين متتاليتين لأحمد موسي؟.. هل تظن أن الناس تصدق أن عمرو اديب إعلامي محايد أو مستقل؟.. هل يملك كرم جبر رؤية أو رأي في تطوير الصحف القومية؟.. الأمثلة كثيرة وكلها معاول تهدم جسور الثقة بين الشعب والحكومة.

الخطير أن الناس بدأت تبحث عن إعلام بديل فأصبحت أمام خيارين الأول القنوات المشبوهة التي تبث السموم مستغلة خاصة أن اكثر من ثلث الشعب لم ينل حظاً من التعليم وأكثر من النصف لا يقارب الثقافة.. الخيار الثاني هو وسائل التواصل الإجتماعي التي تنشط فيها الكتائب الإلكترونية وتختلط المعلومة بالإشاعة ويمتزج الرأي بالحقيقة ويبرع أدعياء البطولة والباحثين عن مكان أو مكانة حتي لو في عالم افتراضي.

سيدي الرئيس.. إنسف إعلامك القديم وتخير قيادات شابة ووجوه جديدة تؤمن بالحقيقة والصدق والموضوعية ووسع هامش الحرية للمعارضة الوطنية الشريفة.. وقتها ستجد إعلاماً قادراً على خوض حرب الارهاب التي تديرها دول وحكومات وأجهزة مخابرات هدفها الوحيد تدمير الوطن.

momenmaged@yahoo.com

الرابط المختصر
آخر الأخبار