أمين مساعد الجامعة العربية: الهوية الثقافية سلاح الدول لمواجهة الإرهاب

أكد عبداللطيف عبيد، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن الهوية الثقافية ودورها في مكافحة الإرهاب والتصدي للتدخلات الأجنبية، هو ضرورة لها العديد من الجوانب التي يجب أن يناقشها الوطن العربي.

وأضاف خلال فعاليات النسخة الثالثة من “منتدى الإرهاب والتدخلات الإقليمية وآثارها على الأمن العربي والأفريقي”، اليوم، أن الأمن القومي له مكونات كثيرة، ضمنها المكون الثقافي، ومن المعلوم أن الإنسان هو كائن ثقافي، وهوية الإنسان العربي هي الهوية العربية الإسلامية الجامعة، غير المقصية لأي علم أو دين أو لغة.

وتابع: “الثقافة العربية والإسلامية بدرجة أو أخرى مكون مهم لثقافة شعوب أفريقيا، والتي تعتبر المشتركات بينها حافزًا لمزيد من التكامل”.

وأوضح “عبيد”، أن الاحتلال الأجنبي في الدول والاستعمار، فتح مجالًا للمستعمر لفرض ثقافته عن طريق التعليم والثقافة والإعلام وأنماط العيش الغربية، مؤكدًا أنه نجح في جعل بعض الفئات تابعة له، وساعدته نخبته المحلية على ذلك، خاصة وأن مجتمعاتنا العربية والأفريقية تعرضت للاختراق الثقافي، مما أحدث شرخًا فيها، يؤكد ضرورة التماسك الاجتماعي والوحدة.

وأشار “عبيد”، إلى أن الإرهاب ظهر وسرعان ما أضرنا كدول عربية وأفريقية، وألحق بنا ضررًا كبيرًا، خاصة وأن أعداد كبيرة من المواطنين في افريقيا انساقت ورائه، وكان للمرأة دور فيه عن طريق جهاد النكاح.

وشدد على أن عدد كبير من المواطنين ما كان لينساق للإرهاب، لولا قابلتيهم لذلك، وهو ما يجب علينا ان نبحث فيه، مؤكدًا أن المواطن العربي والأفريقي ذو الهوية المتوزانة، لا يمكن أن يصبح فاعلًا فيه، متسائلًا: “من أين جاء الإرهاب لبعض المواطنين عامة والشباب خاصة؟”، موضحًا أنها أبواب عديدة مثل الفقر وعدم تكافؤ الفرص.

وأوضح “عبيد”، أن التنشئة الثقافية ونقص الهوية في بلداننا أيضًا من أهم أسباب انتشار الإرهاب، وأحد أكبر منابعه، في الوقت الذي يُعد فيه التعليم الديني المتشدد والمناهج غير العصرية وغير العقلانية، بيئة ملامة لتقبل الإرهاب والمساعدة عليه، وفي المقابل التعليم الأجنبي تهيمن فيه القيم واللغة الأجنبية كثيرًا، ما نتج شباب مفصولين عن بيئتهم، وقابلين أن يصبحوا عملاء للخارج أو متبنين للأفكار الإرهابية، وهذا ما أوضحته الدراسات المختلفة.

وأكد بأن التربية والتعليم خاصة، والعناية بهما وبهويتنا، هو مدخل رئيسي للوقاية من الإرهاب ومكافحته، وقطع الطريق أمامه، وهذا المدخل هو أحد المداخل، ولكن ظهير الإرهاب هو ظاهرة معقدة تحتاج النظر إليها من عدة جوانب مثل السياسي والاقتصادي، مؤكدًا أننا قادرون على أن نعدل ونوجه تربيتنا في الاتجاه الصحيح، الذي يخدم أمننا القومي والعربي والأفريقي.

ويعقد المنتدى اليوم برئاسة السفير محمد العرابي وزير الخارجية الاسبق، وبرعاية وزارة الثقافة وتنظيم كل من مجلس التضامن المصري والعربي برئاسة الدكتور زين السادات، والمعهد الثقافي الأفريقي العضو بجامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، والسفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأفريقية، أمين عام المنتدى.

آخر الأخبار