أكد الدكتور محمد كفافى رئيس المجلس العالمى للاقتصاد الاخضر ، أن مصر بحاجة لزراعة غابات شجرية لاتقل عن 300 مليون شجرة خلال العام الجارى، تزرع بالقرب من المناطق الملوثة لخفض معدلات تلوث الهواء والتخلص الامن من الصرف الصحي، مشيراً الى أن مليارات من مياه الصرف الصحى تُلقى فى النيل سنويًا، والتى تكون سببًا فى انتشار السرطانات والفشل الكلوى وتعد كارثة إنسانية وبيئية كبيرة تلقى بظلالها على صحة المصريين.
وأضاف كفافى، أن زراعة الغابات هى أحد أهم الحلول الاستفادة من مياه الصرف الصحي، لمواجهة التغيرات المناخية وتعزيز الاستدامة وتحسين جودة الحياة، اضافة الي خفض إستيراد كميات كبيرة من الأخشاب سنويًا، خاصة بعد ان قامت اثيوبيا بزراعة 300 مليون شجرة في يوم واحد وحطمت الرقم القياسي العالمي الذي تحتفظ به الهند منذ عام 2016 بزراعة 50 مليون شجرة في يوم واحد.
وأوضح رئيس المجلس العالمى للاقتصاد الاخضر، أن أزمة التلوث البيئي تعد إحدى اخطر المشكلات التي تواجه حياة الإنسان وعلى الرغم من أنها من صنع يده، فإنه لا يدرك مدى خطورتها إلا بعد فوات الأوان، خاصة ان ملوثات الهواء تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وظاهرة الاحتباس الحراري، والاضرار بالحياة على سطح الكرة الأرضية.
وقال أن منظمة الصحة العالمية أشارت فى تقريراً لها، إن نحو 7 ملايين شخص يموتون سنويًا بسبب الهواء الملوث وأكثر من 90% من الوفيات المرتبطة بتلوث الهواء في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، خاصة في آسيا وإفريقيا ولكن أفقر الناس وأكثرهم تهميشا يتحملون العبء الأكبر، مشيراً إلى إن تلوث الهواء يتسبب في (24%) وفيات البالغين الناجمة عن أمراض القلب، و25% من السكتات الدماغية، و43 % من مرض الانسداد الرئوي المزمن و29% من سرطان الرئة.
وأضاف أن دول العالم قامت بإحياء اليوم العالمي للأرض تحت شعار “الأشجار من أجل الأرض” حيث يهدف إلي زراعة 7.8 مليار شجرة خلال الخمس السنوات المقبلة، مشيراً الى أن التصنيف العالمي للدول في نصيب الفرد لعدد الأشجار الذي يشمل 6 مستويات جائ كالاتى: (1) دول نصيب الفرد اكثر من 1000 شجرة (2) نصيب الفرد من 999 – 500 شجرة (3) نصيب الفرد من 499 – 250 شجرة (4) نصيب الفرد من 250 – 1 شجرة (5) دول عدد السكان اكثر من عدد الاشجار (6) دول غير معروفة، موضحا ان مصر والسعودية واليمن هم اقل دول العالم في نصيب الفرد لعدد الاشجار حيث ياتي تصنيفهم في المستوي (5) اي عدد السكان اكثر من عدد الاشجار في تلك الدول.
وأوضح أن مساحة مصر تبلغ حوالي مليون كيلو متر مربع، إلا أن المساحة المأهولة بالسكان حوالي 8% فقط من إجمالي المساحة، وهو ما جعل مصر بلدا من أعلى الدول في الكثافة السكانية، ففي القاهرة يعيش 38.5 ألف نسمة في الكيلو متر مربع بينما تبلغ النسبة في بريطانيا 428 مواطنا وبلجيكا تبلغ 375 مواطنا لكل كيلو متر مربع، وهو ما يسبب مشكلات كثيرة في حياتنا اليومية، والضغط على البنية التحتية، والطرق وارتفاع نسب التلوث وخلافه.
وأضاف أن مصر تعد أكثر الدول تعداداً فى الزيادة السكانية، في منطقة الشرق الأوسط، ومن أعلى معدل نمو سكاني عالمياً وكذلك الزحف العمراني والبناء العشوائي غول إسمنتي يتمدد على سكينة الأراضي الزراعية والمناطق الخضراء كما تستهلك مصر اكثر من ضعف كمية الموارد التي يمكن لانظمتها الطبيعية اعادة انتاجها، مشيراً إلى أن نصف سكان مصر هم أقل من 25 سنة، ما يعنى الحاجة للمزيد من التوسع العمراني والضغط الزائد على البيئة وموارد الدولة الطبيعية المستقبلية من ماء وغذاء وأرض وطاقة خلال السنوات المقبله.