«البترول»: تعظيم الاستفادة لأسواق الطاقة بالمتوسط وإفريقيا

أعلن المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية أن منطقة شرق المتوسط تمثل اليوم نقطة ارتكاز في معظم المؤتمرات والمحافل الدولية المتعلقة بأسواق الغاز العالمية نتيجة ما تحقق بها من اكتشافات كبرى للغاز الطبيعي بما يؤهلها أن تصبح مركزًا عالميصا لتجارة الغاز.

جاء ذلك خلال كلمة الوزير في افتتاح مؤتمر المرصد المتوسطي للطاقة الذي ينظمه المرصد هذا العام بالقاهرة بالتعاون مع وزارة البترول تحت عنوان “مراكز الطاقة بين التكنولوجيا والمناخ: تعظيم الاستفادة لأسواق الطاقة بالمتوسط وإفريقيا”.

وأضاف الملا، أن المؤتمر يهدف تسليط الضوء على الفرص المتاحة في منطقة البحر المتوسط وإفريقيا ومناقشة القضايا والتحديات التي تواجه جهود إنشاء مركز إقليمي للطاقة بالمنطقة بهدف تعظيم دور سوق الطاقة بالمتوسط وتعزيز فاعليته مع مراعاة الجوانب التكنولوجية وتحديات السوق وتغير المناخ.

وأوضح أن توقعات استهلاك الطاقة عالميًا تشير إلى زيادته بشكل كبير على مدى الخمسين عامًا المقبلة في ظل النمو السكاني وزيادة النشاط الصناعي في الدول النامية، لافتًا إلى أن البترول والغاز مستمران في مقدمة مصادر الطاقة التي تشكل الاستهلاك العالمي لها وذلك بنسبة تصل إلى 80 % وسيعد الغاز الطبيعي أكبر مصدر لاستخدامات الوقود بما يلبي ربع احتياجات الطلب العالمي بحلول عام 2040، وأن الطلب على الغاز الطبيعي في قارة أفريقيا يتضاعف بالتزامن مع زيادة الامدادات المحلية و تطور اقتصاديات دول القارة.

وأضاف الوزير، أنه في مواجهه تحديات تغير المناخ وانعكاساتها على المنطقة، فإن الغاز الطبيعي يعد السبيل الأمثل للتعامل معها و الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وهو ما يدعوإالى الاستمرار في توجيه الاستثمارات وتمويل مشروعات جديدة وتعميم استخدام التكنولوجيات المتطورة بما يؤسس للانتقال إلى مرحلة جديدة من استخدام طاقة أكثر نظافة بالمنطقة.

و أشار الوزير، إلى التطور والزخم الكبير في منطقة شرق المتوسط خلال السنوات القليلة الماضية في ظل اكتشاف احتياطيات هائلة من الغاز بالمنطقة والتي كان لمصر نصيب موثر فيها من خلال اكتشاف حقل ظهر اكبر كشف في منطقة بحر المتوسط والتي يعد علامة مهمه في تاريخ الاكتشافات بالمنطقة ومؤشر مهم على إمكانية تحقيق المزيد من الاكتشافات وحافز قوي علي تعزيز الاستثمار في هذا النشاط في شرق المتوسط.

وأضاف، أن شرق المتوسط حوض غازي عالمي ويتمتع بإمكانيات هائلة من الطاقة تمكنه من أن يعد حافزًا لدعم التعاون الإقليمي في المنطقة ويفتح افاقًا واسعة للتعاون وإقامة شراكات جديدة وتكامل بين الدول والأسواق.

وأشار الي أهمية الدور المصري في المنطقة، حيث إن مصر كدولة متوسطية تعد أكبر سوق للغاز الطبيعي في إفريقيا وشرق المتوسط وأكثرها جاهزية وسرعة للقيام بدور حيوي في تجارة الطاقة العالمية وتدفق الامدادت بين الدول ومن ثم تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية فمصر لديها مفاتيح إقامة مركز إقليمي فعال للبترول والغاز يدعمها البنيه التحتية القوية والموقع الاستراتيجي وخبرات متراكمة في صناعة الطاقة تجعلها قادره علي الاستغلال الأمثل للإمكانات الموجودة في منطقة شرق المتوسط.

وأضاف أن طموح مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة يتطلب جهودًا ضخمة مشدداعلي التزام مصر لبلوغ هذا الهدف بالعمل علي عدة محاور علي كافة الأصعدة، مشيرًا إلى ما تم اتخاذه من إجراءات فعلية علي الصعيد الداخلي والصعيد التكنولوجي والاستثماري وعلي الصعيد السياسي في دعم التعاون مع دول الجوار وحيث أطلقت مصر مبادرة لإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط منذ عام واحد والذي يضم سبع دول متوسطية ومقره القاهرة والذي يعد أليه فاعله للحوار والتعاون بين الدول في كافه مراحل صناعه الغاز الطبيعي في شرق المتوسط، مؤكدًا أن الدول الاعضاء تجمعها نفس الاهداف بغرض تحقيق المصالح والمنافع المتبادلة من خلال هذا التكامل الاقليمي.

وأضاف الوزير في ختام كلمته أن التعاون في مجال الطاقة في حوض المتوسط يأتي في مقدمة أولويات الدولة المصرية خلال السنوات المقبلة، وأن مصر لا تتواني عن بذل المزيد من الجهود المشتركة مع الدول المتوسطية لإقامة سوق طاقة مستقر ومستدام بالمنطقة يسهم في تحقيق تكامل اقتصادي وتعزيز السلام والاستقرار إقليميًا وتحقيق الرفاهية لشعوب المنطقة.

ومن جانبه أكد منصف حربي، رئيس المنظمة أن مصر لها دور رائد في مجال الطاقة بالمنطقة وستلعب دور هام تجاه التحول في مجال الطاقة في القارة الأفريقية وحوض المتوسط ولديها تسهيلات وبنية أساسية لانتقال الطاقة من الدول المنتجة إلى الدول المستهلكة، مشيرًا إلى أن المؤتمر يهدف مناقشة أفضل الممارسات في مجال الطاقة باستخدام التكنولوجيا المتطورة و تحقيق أقصى استفادة ممكنة من البنية التحتية المتوفرة لدى دول المنطقة.

حضر المؤتمر الجيولوجي أشرف فرج وكيل، أول الوزارة للاتفافيات والاستكشاف والمهندس عابد عز الرجال، الرئيس التنفيذي لهيئة البترول، والمهندس أسامة البقلي، رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية، والمهندس محمد عبد العظيم، رئيس شركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول وأعضاء المرصد.

جدير بالذكر أن مرصد المتوسطي للطاقة يعد منصة للحوار المتبادل في مجال الطاقة لدعم التعاون بهدف تطبيق أفضل الممارسات في منطقة البحر المتوسط وتضم في عضويتها 30 شركة في كبريات الشركات العاملة في مختلف مجالات الطاقة تمثل 16 دولة من دول حوض البحر المتوسط.

آخر الأخبار