تحكي قصة للكاتب الدنماركي هانس كريستيان اندرسن ان اثنين من المحتالين أقنعا ملكًا بقدرتهما علي حياكة ثوب سحري منسوج من ضوء القمر ولا يراه إلا الأذكياء وان الثوب السحري سيجعل الملك قادرا علي إختيار معاونيه من غير الحمقي والاغبياء وفاقدي العقول.
قرر الملك ان تكون حاشيته و بطانته اول من يراه مرتديا الثوب السحري…وبالطبع هلل المريدون لروعة الثوب وتناسبه مع مكانة الملك اما خوفا من أن يكتشف انهم من الأغبياء و اما طمعا في رضا الملك وخطب وده. وعندما خرج الملك علي الشعب التزم الجميع الصمت الا طفلاً صغيرًا صرخ بأعلى صوته.. الملك عار.
تذكرت هذه القصة وأنا أتابع المعركة بين الدكتور أيمن منصور ندا وغيلان الإعلام.. إعلام مثل الثوب السحري نسجه محتالون ولا يستر عورات الوطن.. وحاشية تمجد في روعة الثوب السحري.. وشعب صامت وطفل يصرخ بمنتهي البراءة والصدق.. الملك عار.
كسر أيمن منصور حاجز الصمت بمقالاته الست الأولي ثم قدم اعتذارا مفهوما في المقال السابع ثم دخل في (خناقة شوارع) في المقال الثامن.
غيلان الإعلام منذ المقال الأول شهروا كل الأسلحة.. ولأن تعريف الغول أنه كائن خرافي بشع حملت معركتهم كل الوان البشاعة.
انجرف ايمن منصور في المقال الثامن إلي مستوي يفهمه الغيلان واستخدم كل مخزونه الشحيح من التلميحات الجارحة وترك كل مخزونه الوافر من العلم إلا قليلًا اما ليأخذ (حقه بيده) بعد أن وصموه بكل الموبقات وأما ليحتمي بكل المثقفين و الإعلاميين الذين ايدوه و اما ليموت شهيدا قبل أن يمتص قراصنة الموت دمه.
كانت المعركة في بدايتها فرصة ذهبية لأن نفتح حوارًا حضاريًا حول درع الإعلام وكيف نزيل عنه الصدأ وكيف نستعيد إعلامًا يليق بمكانة مصر لكن الفرصة ضاعت في وجود هيئات لا تختلف كثيرا عن حاشية الملك التي رأته عاريا ورفضت أن تقول الحقيقة اما خوفا ان يكتشف انهم من الأغبياء و اما طمعا في رضا الملك وخطب وده.
الآن أصبحت كل السهام مصوبة إلي صدر ايمن منصور واظن ان باقي القصة معروف.. إذا حدث ما أخشاه أرجوكم لا تتحدثوا عن إصلاح.. يكفيكم نظم القصائد في روعة الثوب السحري وتناسبه مع مكانة الملك.
الرابط المختصر