د. محمود البسيوني يكتب: آمال مؤجلة

 منذ سنوات وسنوات رأيت الآمال تتحقق في صورة حياة جديدة تنتظرني علي شواطئ بعيدة، لم أتردد للحظة، ذهبت مسرعاً لرصيف الميناء، ولم أتكبد عناء النظر خلفي لقد تركت كل شئ علي يقين ان السفينة سوف ترسو من اجلي ، ثم تبحر بي وسط المياه الهادئة.

طالت فترة الإنتظار ولم تصل سفينتي، لقد اعترضتها وتقاذفتها أمواج الواقع المتلاطمة وكسرت جسمها ،ومازالت تلك السفينه تطاردني في احلامي، أراها من بعيد تحتضنها الشعب المرجانية ليظل حطامها مستقر في القاع …. الي الأبد .

منذ سنوات اعتقدت أن الوقت قد حان لبداية جديدة تنتظرني في نهاية الطريق ،حملت معي العديد من الآمال المؤجلة، وسرت بخطي ثابتة لأجد امامي مفترق طرق . اتبعت حدسي ولم اعير انتباهي لاية تحذيرات كعادتي. 

اعترض طريقي رياح الواقع العاتية ،منعتني من الحركة كي لا اصل الي نهايته. مازال هذا الطريق يطاردني في احلامي ، لم أري الآمال وسط الانقاض ،بل رايتها وقد أطاحت بها الرياح كقصاصات من الورق تحاول الالتصاق بجدار وراء جدار ،تدفعها الرياح القوية لتظل وسط دوامة الإعصار ….الي الأبد 

ايتها الآمال المؤجلة…

 بعد كل هذة السنوات لابد انك تعرفني الآن خير المعرفة وأدركتي ما يستلزمه الأمر من قوة كي اتحلي بالصبر واجتاز الألم الذي يفرضه الواقع كي لا نلتقي. 

لقد أصبحتي بمرور الوقت حملا ثقيلاً علي القلب.. أما الروح فهي سجينة داخل أسوارك العالية…

ايتها الآمال المؤجلة… 

لماذا كل هذا الإصرار علي ارتداء الأقنعة والتسلل كل ليل إلي احلامي؟ 

كل ما أريده الآن ان استمتع بكل تفاصيل رحله الحياة والشعور بالامتنان لكل ما لدي وبكل لحظة عابرة…

ازيل الأحمال واتسلق الأسوار العالية….امعن النظر الي السماء ونجومها اللامعة…اكتب السطور واكشف عن خبايا النفس وادق المشاعر. 

ويوما ما إذا أتاح لك الواقع اللحاق بي في قطار الحياة فستجديني وبجواري دائما وأبداً مقعدا شاغرا.

آخر الأخبار