شهادة للتاريخ يكتبها فؤاد حدرج حبا في مصر ولبنان

أود أن اعبر بهذه الكلمات لأهلي وأصدقائي في مصر عن حبي الشديد لهم فما وجدته في هذا البلد الطيب تعجز كلمات الحب والتقدير عن وصفه. 

فلقد وجدت هنا ‏في أرض الكنانه المساعدة والاحترام لقد عملت وأنشأت أعمالا كثيرة منذ اربعون سنة تواجدت بشكل كامل في مصر لما يقرب من 25 سنة لم اجد ما يعكر صفوي .

ووجدت أن محبة اللبنانيين كبيرة في قلوب المصريين كما تربى اللبنانيين على حب التراب المصري فكانت مصر ولا تزال قبلة لهم ولم نسمع يوما من أي مسؤول لبناني على اختلاف المشارب إلا كل الحب‏ والتقدير لمصر ودورها العربي ودورها المحوري في الشرق الاوسط.

مصر أم للدول العربية وأم لي والأم دائما احن من الأب، فلقد قسي علينا الأب كثيرا حتى بيننا ونحن المغربون عنه ‏نشعر باليتم.

هذا الشعور يا إخواني موجود في نفس كل لبناني الشعور باليتم والشعور بالوحدة والشعور باللا مستقبل، الشعور بالخيبة بسبب ما نراه وما يحدث في لبنان والوضع القائم علي جميع المستويات اقتصاديا وسياسيا ‏واجتماعيا.

‏هذا هو قدرنا وهذا ما جنته أيدينا إذ قبلنا بنظام تمييزي عنصري طائفي مذهبي نبذته كل الدول إلا نحن في لبنان للاسف.

‏وأحمل مسئولية الوضع الصعب في لبنان للقيادات اللبنانية التي ارتاحت لهذا الوضع لانه أمن لها غطاء “قبليا” عنصريا فوصلنا إلى ما وصلنا إليه‏.

عندما قلت انه مصر هي أمي لأنها كانت ومازالت أعطف علي وكانت وما تزال تساويني بابنها المصري وأنا اللبناني ولم تفرق بيننا‏ بل قد تكون انتصرت لي في بعض الأحيان انحيازا للحق وللعدالة.

‏ما يجعلني بكل حب ويقين أن اضع هذه البلد الطيبة و أهلها على راسي هو القضاء الشامخ المحترم ما يجعلني اضع هذه البلد في قلبي وهذا النظام الجدير بالإحترام والذي يعمل ليلا نهار لمحو ما قد خلي ‏من تأخر وتنميته بالعمل والإنتاج وإقامة المشروعات القومية والبني التحتية الغير مسبوقة في التاريخ.

احترم هذا النظام الذي يعمل رئيسه 18 ساعة باليوم وربما أكثر من أجل أن تكون مصر وشعبها‏ محترمين يتمتعون بحياة كريمة ومخيرين وليسوا مسيرين.

‏مشاعر تجول في قلبي وجداني اردت أن أعبر عنها لكم و شهادة للتاريخ نضعها بين ايديكم وأن تكون وثيقة تقدير واحترام وردا للجميل لمصر وشعبها الكريم. 

‏لم اكن يوما مصدرا للإحباط ولم افقد إيماني ولو للحظة‏ بأننا قادرون على تحويل الأزمات إلى فرص ولنا في مصر وقيادتها وحكومتها المثل الواضح.

‏ان ثقتي بقدرات لبنان وأبنائها عالية جدا وثقتي بربي كبيرة اكثر وبإذن الله تعالى ستتجاوز لبنان هذه المحنة‏ عاجلا إن شاء الله ويعود كما عرفناه منارة للعلم والثقافة ومقصدا للعرب أجمع كما كانت جامعتهم ومستشفاهم ‏وأحب البلدان اليهم وسيعود لبنان عن قريب بإذن ‏الله سويسرا الشرق إذا تخلي حكامه عن الأنانية والطائفية و النظام البائد…تحيا مصر ولبنان وشكرا لكم جميعا.

الرابط المختصر
آخر الأخبار