يركز الكثيرون اليوم على الشهرة وظهورهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، من خلال مسميات مختلفة قد يكون أبرزها influencer أي (مؤثر)، وهي صفة تعني أن من يمتلكها له تأثير نافد على من حوله، يتبعون سلوكه وعاداته ويعتبرون رأيه موضع ثقة، وأكثر ما يتميز به المؤثرون، في زمن منصات التواصل الاجتماعي التي ألغت التواصل، هو وجودهم الدائم في أهم الأحداث (الفنية، الرياضية، عروض الأزياء، الفنادق، المطاعم) وتقريباً في كل مكان، والسؤال هنا، هل كل شخص ممن أطلق على نفسه مؤثراً هو مؤثر؟.
قالت ريم أبو سمرة، المدونة المتخصصة في مجال السفر التي يتابعها أكثر من 3 مليون شخص على انستغرام، إنّ هناك فهم خاطئ لمعنى التأثير، خاصة لدى جيل الشباب نظراً لتعرضهم إلى كم هائل من الصور المزيفة للواقع، التي يتابعونها من خلال منصات التواصل الاجتماعي، فقد يغيب عن بالهم أن أكثر من 70% مما يعرض على صفحات من يعتبرنهم مؤثرون هو نوع من الإعلان مقابل خدمة أو ثمن، وبالتالي هو ليس نمط حياة ومن الضروري توضيح هذا الفكرة، فليس كل ما نشاهده قابل للتصديق على أنه نمط من أنماط الحياة.
أوضحت أن النقطة الأهم التي يجب على مشاهير التواصل التقيد بها اليوم، هي وجود المحتوى الهادف وعدم الانجرار وراء الربح والإعلانات التجارية فقط دون أي رسالة أو هدف اجتماعي للتأثير، وهذا ما يخلق حالة من عدم الرضا من قبل متابعيهم على اعتبار أنهم يشاهدون أنماط حياة لا تشبه حياتهم، بل تتفوق عليها بكثير (ملابس ومجوهرات ومطاعم وفنادق وسيارات فارهة) وهذا ما يسبب لهم الإحباط، لأنهم لا يدركون في الغالب أن ما يشاهدونه سيناريو معد بشكل جديد ومدفوع ثمنه، وليس نمطاً طبيعياً للحياة.
أضافت “ريم”: لقد وفرت مواقع التواصل الاجتماعي ميزات كثيرة، منها استخدام الفلتر وهو أمر في غاية الأهمية لكل من يحب الظهور بإطلالة جميلة، خاصة أن عدسة الكاميرا لا تستطيع عكس الواقع بصورة صحيحة، ودليل ذلك أن الكثيرين منّا لا يعجبن بصورهم، وهنا تأتي أهمية الفلاتر التي تضيف إضاءة ورونقاً وقليلاً من التجميل دون مبالغة، وهو ما يسهل ظهور السيدات بكل سهولة وثقة وفي كل الأوقات دون تردد، ومن تجربتي الشخصية لاحظت كيف أن عدداً من السيدات أصبحن أكثر ثقة وحباً للظهور بعد استخدام الفلاتر، وهناك جانب إيجابي آخر لاستخدام الفلتر، وهو التقليل من عمليات التجميل، فالكثيرات يلجئن للمبالغة بعمليات التجميل من أجل الظهور بشكل لائق أمام الكاميرا، ويتشبهن بالفنانات والمشاهير لذلك يمكن أن يكون الفلتر حلاً بديلاً.
ومن جهة أخرى، تركز “ريم” على ضرورة أن يلتزم المؤثرون بنقل وتبادل الأشياء الإيجابية التي تبعث على الطاقة والتفاؤل، وأن يدركوا أنه يقع على عاتقهم مسؤولية جيل الشباب الذين يتابعهم، لذلك عليهم احترام العادات والتقاليد وتحقيق الانتشار دون ابتذال ومبالغة، وهو ما تلجأ إليه أبو سمرة من خلال صفحتها، فهي تحرص على تصوير وتوثيق رحلاتها ومشاركتها مع متابعيها.
وقدمت ريم أبو سمرة نصيحة لكل عشاق السوشال ميديا الذين يرون فيها مهنة مستقبلية: “بإمكانك أن تكوني مؤثرة إذا كان لديك رسالة وهدف، ويمكن أن تصلي إلى أكبر عدد دون ابتذال ومبالغة في اختراق العادات والتقاليد والخروج عن المألوف”.