مزارعو البنجر بالشرقية يستغيثون بوزير الزراعة

كتب : عمرو الحاج – شوشه عبدالواحد

تزامناً مع موسم حصاد بنجر السكر، تعالت صرخات المزارعين من جديد وكأنه بات أمراً حتمياً، وبينما كان ينتظر المزارع موسم الحصاد ليجنى ثمار جهده وتعبه طوال العام أصبح الشعور بالخوف هو المسيطر الوحيد عليه، وكأن الزمن يمضى للوراء حيث تككر الأمر فيما قبل فى عام 2021 عندما رفضت المصانع من تسلم المحصول، علماً بأن التعاقدات المبرمة بينهم منذ سنوات لا تزال سارية، الأمر الذى أصاب المزارعين بحالة من الحزن والغضب، وهم الذين لم يدخروا جهدا ولا مالا، رغم ضيق ذات اليد، حتى خرج محصولهم بجودة عالية، ليجدوا ثمرة كدهم وتعبهم، التى طالما انتظروا حصادها للوفاء بالتزاماتهم وسداد ديونهم، وقد أصابها العطب، بسبب تعنت المصانع فى تسلم الحصص المتفق عليها معهم، مستنكرين موقف المسئولين الذين لم يحركوا ساكنا لصرخات استغاثاتهم منذ بداية الأزمة، متسائلين لمن نلجأ لحل هذه المشكلة؟ ومن سيعوضنا عن الدمار الذى لحق بنا وقد طرقنا كل الأبواب دون جدوى؟

ويعد محصول البنجر من المحاصيل الاستراتيجية للدولة ومن أهم مصادر صناعة السكر الأبيض التى تساهم فى الإنتاج المحلى، لتقليل فاتورة الاستيراد وزيادة حجم ومن ثم عوائد اقتصادية إيجابية لها مردود قوى على الاقتصاد، كما تحتل محافظة الشرقية المركز الثالث على مستوى الجمهورية من حيث الإنتاج وتقترب المساحة المزروعة ببنجر السكر في الشرقية من 90 ألف فدان وتتراوح إنتاجيتة من 25 إلى 30 طن، كما يدخل البنجر أيضاً فى صناعة الأعلاف، وبعض الأسمدة العضوية وغيره، كما يتم زراعة محصول بنجر السكر على 3 عروات “مبكرة، متوسطة، متأخرة”، موضحاً أن العروة المبكرة تبدأ من منتصف أغسطس حتى الأسبوع الأول من شهر سبتمبر، والعروة المتوسطة تبدأ من شهر سبتمبر حتى منتصف شهر أكتوبر، والعروة المتأخرة من منتصف شهر أكتوبر حتى منتصف شهر نوفمبر.

ولكن ما حدث لمزارعي البنجر في محافظة الشرقية كان صدمة بنسبة لهم عندما اخلت الشركات المتعاقدة معهم على المحصول ببنود العقد مما كبد المزارعين خسائر كبيرة.. وعلى ضوء ذلك قام “القرار المصري” عدة مركز بجولة داخل مزارع بنجر السكر بمركز “صان الحجر” حيث التقينا بأحد المزارعين “رشاد فهمي السيد” والذي حدثنا عن حجم المشكلة التى يواجها مزارعى البنجر باالقرية قائلاً: ان عملية حصاد محصول البنجر تمت منذ اكثر من شهر ونصف و لم تاتي الشركات إلي المزارعين للقيام بنقل المحصول إلي المصانع المخصصة لعملية التصنيع مما ادى الى تلف أكثر من 70٪ من المحصول بسبب تقاعس الشركات المتعاقد معها، وأضاف رشاد انه لم يعد قادرا على تلبية احتياجات المحصول الذي يليه بسبب عدم توفر رأس المال موضحاً أن محصول البنجر من المحاصيل التي تستغرق وقت طويل حتى يقوم الفلاح بعملية الحصاد حيث يترواح عمر محصول بنجر السكر في الأرض ما بين 200لـ220 يوم و هذا ما جعله من المحاصيل المكلف بنسبة للمزارعين.

وقال مدحت حلمي، أحد المزارعين انه قد تعددت ديونه لدى البنوك بسبب الخسارة الكبيرة التى الحقت، حيث ان معظم المزارعين يتحصلون على قرض من البنوك حتى يقوم بعملية الحصاد ثم يسدد ما عليه لكن ما حدث من تقاعس للشركات جعل بعض المزارعين عرضه للمسائلة القاانونية لعدم جاهزيتهم لسداد الدين، مضيفاً إلى أنهم أصبحوا غير قادرين على الوفاء بمطالب أسرهم.

وأشار إلى أن محصول البنجر يحتاج إلى عدد كبير من الأيدى العاملة، حيث تتم عملية الحصاد والتقليع باستخدام الأدوات البدائية من خطاف أو منجل، ثم يتم تجميعه وتشوينه فى أحد الأماكن بأطراف القرية، ليتم تحميله بعد ذلك على السيارات وتوصيله إلى الشركات المنتجة للسكر، كما ناشد “حلمى” وزير الزراعة السيد القصير، ووزير التموين الدكتور علي مصلحي، للقيام بحل مشاكلهم قبل عيد الاضحى ليعم السرور والبهجة على قلوب مزارعي محافظة الشرقية.

 

آخر الأخبار