أول تحرك برلماني لمواجهة نقص اللحوم الحمراء المحلية
وجه الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، طلب إحاطة إلى وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بشأن مواجهة نقص اللحوم الحمراء المحلية، والحاجة إلى رفع الكفاءة الاقتصادية لقطاع الإنتاج الحيواني فى مصر.
وأشار إلى أن تعزيز الأمن الغذائي والقضاء على الجوع هدفا عالميا ضمن أهداف التنمية المستدامة، في ظل تزايد الأزمات العالمية بداية من جائحة كورونا، ثم الصراع الروسي الأوكراني.
وقال “محسب” في طلبه، يواجه العالم تحديات التغيرات المناخية، وقد أدت الصدمات الاقتصادية المتتالية في اضطرابات سلاسل الإمداد، وتراجع قيم العملات المحلية بالدول النامية، وارتفاعات متتالية في أسعار السلع الأساسية على رأسها الطاقة والأسمدة والغذاء، فضلًا عن اتجاهات الاقتصاد الكلي وتحديات التباطؤ الاقتصادي العالمي، كل هذا يأتي بالتزامن مع ارتفاع معدلات هدر الطعام، والتي يترتب عليها مشكلات نقص الغذاء على المدى الطويل، ليواجه العالم أزمة محتملة في الأمن الغذائي تهدد عددًا كبيرًا من الأسواق خاصة النامية والناشئة.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن مصر من الدول التى تواجه مشكلة في الأمن الغذائي، في ظل الزيادة المطردة في عدد السكان، واعتماد الدولة على استیراد الكثیر من السلع الغذائیة الرئیسیة من الخارج، وانعكاس ذلك على زیادة الأعباء على میزان المدفوعات، الذى أثر بالسلب على جمیع برامج التنمیة المستدامة، لافتا إلى أن ذلك دفع الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضع هذا الملف على رأس أولوياتها من خلال تحقيق الأمن الغذائي سواء من خلال توسعة الرقعة الزرعية رأسيا وأفقيا، وتنمية الصناعات الغذائية والتوسع في زراعة المحاصيل الزيتية، وزيادة الانتاج المحلي من السلع الاستراتيجية مثل القمح.
وأوضح “محسب”، أن القطاع الحيواني يعتبر أحد الأنشطة الاقتصادیة الزراعیة الرئيسية، والمنتجة للكثیر من المنتجات الغذائیة، وأھمھـا البروتینـات الحیوانیة اللازمة لغذاء الإنسان، وتتكون اللحوم الحمراء من لحوم الحیوانات المزرعیة، كالأبقـار والجاموس والماعز والأغنام والجمال وغیرھا، وتتجه العديد من المجتمعات إلى زیادة ما إنتاجها من اللحوم الحمراء، لتغطیة المطالب المتزایدة للمستھلكین، من خلال ما یعرف بسیاسة الأمن الغذائى، التى تھدف المجتمعات من خلالھا إلى توفیر أكبر قدر ممكن من ھذه المطالب فى الحاضر والمستقبل.
ولفت إلى أن قطاع الإنتاج الحیواني فى مصر من القطاعات الإنتاجیة الھامة فى بناء الاقتصاد القومى بصفة عامة، والاقتصاد الزراعى بصفة خاصة، حيث یساھم قطاع الإنتاج الحیواني بنحو 11.33 % مـن قيمـة الإنتاج الزراعى فى عام 2019، وتساھم اللحوم الحمراء بنحو 85.77 % من إجمالى قيمة الإنتاج الحيواني فى مصر عام 2019 .
وتابع :’ لكن خلال السنوات الماضية تعرض القطاع لأزمة كبري بسبب الأزمات العالمية وتأثيراتها السلبية حيث واجهت مصر صعوبة في توفير الأعلاف التى يتم استيرادها كاملة من الخارج، وهو ما تسبب في تراجع حجم المعروض من اللحوم، وارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، مؤكدا على أهمية تنمیة قطاع الإنتاج الحیواني ، لمواجهة الاحتياجات المتزايدة، ومن ثم الحد من الاستيراد الذي يكلف الدولة أعباء ضخمة في توفير العملة الصعبة، وهو ما يترتب عليه أيضا الارتقاء بمتوسط نصیب الفرد من البروتین الحیواني فى مصر.
وطالب عضو مجلس النواب، بتحركات رسمية جادة من أجل مواجهة نقص اللحوم الحمراء، من خلال رفع الكفـاءة الاقتـصادیة لقطاع الإنتاج الحیواني فى مصر، ووضع خطة لتعزيز وتنمية الثروة الحيوانية، لتحسين سلالات قطعان الأبقار والجاموس المحلية، وتعزيز السلالات المتخصصة فى إنتاج الألبان واللحوم لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليل فجوات الاستيراد، وتدعيم ورفع مستوى معيشة صغار المربين والمزارعين.
وشدد على أهمية الاهتمام بالصحة والرعاية البيطرية، ودعم المشروع القومى للبتلو، وتطوير مراكز تجميع الألبان، وتوفير احتياجات الرعاية البيطرية من الأمصال واللقاحات، بما يسهم فى توزيعها على أماكن تمركز الثروة الحيوانية بما يسمح بتحصين الحيوانات قبل مواعيدها بوقت كافي، و رفع كفاءة بعض الوحدات البيطرية وتدعيمها بالأجهزة اللازمة، وتطوير مراكز التلقيح الاصطناعى التابعة لوزارة الزراعة.
كما طالب بإجراء حصر شامل للثروة الحيوانية فى كل أنحاء الجمهورية؛ بهدف التخطيط وتحديد الاحتياجات من اللحوم وإدارة ملف الاستيراد، وتحديد الكميات المسموح باستيرادها بما يحقق التوازن المطلوب، وتحديد وتخطيط كميات الألبان المنتجة، من خلال تحديد أعداد الإناث وأعمارها وسلالاتها وأماكن تمركزها؛ لربطها بسلاسل القيمة ومراكز تجميع الألبان، دعم صغار المربيين الأولى بالرعاية من خلال توفير الخدمات التمويلية والتأمينية وأساليب التربية والرعاية لمساعدتهم على زيادة الإنتاجية وتحسين مستوى دخولهم، واستيراد سلالات عالية الإنتاجية، من الألبان واللحوم محل السلالات المحلية، كذلك وضع ملف توفير الأعلاف على رأس أولويات الدولة ، والعمل على إيجاد بدائل محلية خلال السنوات القادمة.