في ذكرى سرقة الموناليزا.. تعرف على حكايات أشهر السرقات في العالم

 

كتب : سلمى عاكف

تحل اليوم ذكرى سرقة  الموناليزا أشهر لوحة فنية من متحف اللوفر و التي وقعت في مثل هذا اليوم عام 1911، و بالرغم أن قيمتها الفنية لا تقدر بثمن إلا أن سعرها بلغ هذا العام حوالي مليار دولار.

شغلت هذه السرقة المحققون الفرنسيون  لأكثر من عامين، واستدعوا الشاعر غيوم أبولينير والفنان بابلو بيكاسو على أمل حل هذه القضية، حتى تم القاء القبض على السارق فينتشنزو بيروجى و الذي أستغل عمله كمرمم لإطارات اللوحات الموجودة بالمتحف، وقام بالإختباء في المتحف بعد إغلاقه، وأزال لوحة الموناليزا من إطارها وأخفاها بوضعها تحت معطفه وسار بكل بساطة للعبور من خلال بوابات الخروج وبكل تأكيد لم يشك أحد فى فينتشنزو بيروجى نظرًا لأنه من الموظفين الموجودين بالمتحف، وعلى هذا الأساس مر من أمام البوابات دون أى معوقات اعتُبر  بطلًا وطنيًا في موطنه إيطاليا، وقضى السارق ستة أشهر في السجن لارتكابه الجريمة واسترد متحف اللوفر اللوحة من فلورنسا في 12 ديسمبر عام 1913.

“كاتدرائية سان بافو في مدينة غنت “

صُنِعَت القطعة الفنية مُتعددة الألواح، التي رسمها الفنانان  هوبيرت وجان فان أيك، في القرن الخامس عشر لكاتدرائية سان بافو في مدينة غنت البلجيكية. العمل الضخم -عرضه 14 قدمًا تقريبًا وارتفاعه 11 قدمًا ووزنه أكثر من طنين- الذي يُعد أحد أهم الأعمال الفنية في التاريخ كونه الأكثر سرقة، سبع مرات على الأقل. من بين أبرز مغامراته التعيسة: محاولة الكالفينيون المتمردون نهبه وحرقه في القرن السادس عشر، وفي العام 1794 سرقت قوات نابليون بونابرت العديد من اللوحات، التي انتهى بها الأمر في متحف اللوفر.

في أوائل القرن التاسع عشر، تم سرقة اللوحات و التي ظهرت فيما بعد في متحف برلين و بحلول نهاية الحرب العالمية الأولى عادت جميع المكونات إلى موطنها الأصلي، لكن لم الشمل كان قصيرًا. ذات ليلة من عام 1934، اقتحم لصوص الكاتدرائية وسرقوا اللوحة اليسرى السفلية مطالبين بفدية، ولم تظهر اللوحة مرة أخرى.

تعرض العمل الفني بأكمله خلال الحرب العالمية الثانية لأكبر تهديد له حيث سرقته من قبل النازيين وإخفائه في منجم ملح نمساوي، إذ اعتقد هتلر أنه خريطة مشفرة للآثار المسيحية القديمة، وفي الوقت نفسه كان هيرمان غيورنغ يطمع به من أجل مجموعته الشخصية. وأخيرًا استعاده رجال الآثار في نهاية الحرب.

سرقة على طريقة شيرلوك هولمز

بنك بيكر ستريت تم سرقته على طريقة إحدى قصص شيرلوك هولمز للمخرج آرثر كونان دويل “The Red-Headed League”، حاول مجموعة من الرجال سرقة قبو بنك بحفر نفق تحته من مبنى قريب، وبعد مرور ثمانين عامًا على نشر القصة، حدثت عملية سطو مشابهة جدًا في الشارع نفسه الذي أقامت فيه شخصية هولمز الخيالية.

في عام 1971، استأجر مجموعة من اللصوص متجرًا في الطابق الأرضي بالقرب من فرع بيكر ستريت لبنك لويدز في لندن. سبق وأن اكتشفت المجموعة أنّ للبنك قبوًا مليئًا بصناديق الأمانات وأن أجهزة الإنذار والاستشعار في القبو كانت مغلقة لإطلاقها إنذارات خاطئة بسبب أعمال الطرق القريبة. حفر اللصوص نفقًا من المتجر المأجور استخدموه لدخول القبو عبر أرضيته في أوائل سبتمبر.

في الواقع، سمع أحد الهواة المبتدئين للتخاطب عبر الراديو اللاسلكي ، وهو روبرت رولاندز، اللصوص وهم يدردشون على أجهزة راديو الإرسال والاستقبال في أثناء السرقة، فأبلغ الشرطة. فتش الشرطة باب القبو في فرع شارع بيكر بينما كان اللصوص بداخله، لكن لأن الباب كان ما يزال مغلقًا،ظنوا أن لا شيء مشبوهًا هناك.

سرقة بنك كاليفورنيا المتحدة

في 24 مارس 1972، اقتحم مجموعة من اللصوص بنك كاليفورنيا المتحدة في لاغونا نايجل، كاليفورنيا، بناءً على معلومة مفادها أن الرئيس ريتشارد نيكسون قد خبأ حوالي 30 مليون دولار من أموال حملة غير قانونية هناك. سرق اللصوص ما يقدر بـ 12 مليون دولار، ما جعلها أكبر عملية سرقة بنك أمريكي في ذلك الوقت.

وبحسب الشائعات فإن مبلغ الـ30 مليون دولار كان في الواقع رشوة من جيمي هوفا، الرئيس السابق لنقابة سائقي الشاحنات الدولية. (خفف نيكسون عقوبة سجن هوفا عام 1971). قاد فريق السرقة أميل دينسيو، الذي جند ابن أخيه وشقيقه وزوج أخته ورجلين آخرين لتنفيذ السرقة.

ذكر هاري باربر ابن شقيق دينسيو والمُشارك في السرقة، لصحيفة ديلي بيست في عام 2019: ” ابتداءً، لم يكن نيكسون رئيسًا مفضلًا لدينا، فاستنتجنا أنه لا يستطيع الشكاية لأي أحد، لمن سيشتكي وهو قد سرقها بنفسه”.

سرقة 17 لوحة فنية من متحف إيطالي بقيمة 15 مليون يورو

في عام 2016 كشفت لقطات مصورة، نشرتها الشرطة الإيطالية لمجموعة من اللصوص قامو بسرقة ما يعادل ملايين الدولارات من متحف في مدينة فيرونا في غضون دقائق قليلة.

وتمكن اللصوص المسلحون من اقتحام المتحف قبل إغلاقه بقليل في نوفمبر الماضي، وذلك بعد مغادرة معظم الموظفين وقبل أن يتم تشغيل جهاز الإنذار.

سرقة متحف مونتريال

أكبر سرقة فنية في التاريخ الكندي كان يمكن أن تكون أكبر فبعد منتصف ليل الرابع من سبتمبر عام 1972 أى قبل خمسين عامًا وصل رجل يرتدي قناع تزلج وتسلق إلى سطح متحف مونتريال للفنون الجميلة عن طريق تسلق شجرة قريبة ثم مدد سلمًا إلى اثنين من اللصوص المقنعين المتشابهين في الأسفل، من أعلى المبنى، دخل الثلاثي إلى المعرض عن طريق الهبوط بحبل من خلال كوة مكسورة، بمجرد دخولهم، قاموا بتقييد حراس الأمن وتكميم أفواههم تحت تهديد السلاح وبدأوا في نهب المبنى وتكسير الإطارات وتحطيم الزجاجات بهدف واضح لسرقة كل شيء ذي قيم كانت الخطة، على ما يبدو، هي النزول والصعود، مثل جرينش، عبر السقف، خلال ما كان من المحتمل أن يكون عملية طوال الليل.

ولكن بعد ثلاثين دقيقة من الاقتحام، أطلق أحد الرجال جهاز الإنذار، مما أجبر العصابة على الخروج من الباب الجانبي بكل ما يمكنهم حمله: 39 قطعة، معظمها من المجوهرات والتماثيل، وثمانية عشر لوحة، بما في ذلك اللوحات المنسوبة إلى جوستاف كوربيه ويوجين ديلاكروا ويان دافيدز دي هيم وتوماس جينزبورو وبيتر بول روبنز، كانت القطعة الأكثر قيمة التي أخذها الرجال هي Landscape with Cottages، وهو عمل يُنسب إلى رامبرانت، سيد العصر الذهبي الهولندي، أفاد المتحف أن إجمالى السرقات كان بقيمة 2 مليون دولار.

كانت اللوحات التي تركها اللصوص وراءهم أكثر قيمة: اللوحات التي رسمها بابلو بيكاسو، وإل جريكو، وفرانسيسكو غويا، وبيير أوغست رينوار، بالإضافة إلى رامبرانت، وكلها مكدسة عشوائياً على أرضية المعرض.

يلاحظ كاتب الفنون والثقافة كريس هامبتون وفقا لموقع the walrus أن السرقة حدثت في نفس الوقت الذي وقعت فيه قمة الهوكي الكندية ضد الاتحاد السوفيتي  حيث كتب في Canadian Art: أنه في عام 1972 وضعت شرطة مونتريال اثنين من المحققين في القضية، لكنهما بعد عام، استسلموا فلم يتوصلا لشئ.

آخر الأخبار