«بريكس».. قوة اقتصادية جديدة في القرن الحادي والعشرين

كتب: عمرو الحاج

اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية متسببة فى أزمة إقتصادية عالمية  شهدتها دول العالم فى الآونة الأخيرة، لذا عملت مصر على إتخاذ قرار بالإنضمام إلى بنك التنمية الجديد التابع لتجمع بريكس، لتحقيق أهدافها التنموية والإقتصادية وتعزيزعلاقتها مع دول التحالف.

وتحدث الدكتور ماهر هاشم، الخبيرالإقتصادى عن مجموعة بريكس قائلاً: هي مجموعة من الدول الناشئة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وتأسست المجموعة في عام 2009، وتشكل  نحو 42% من سكان العالم وتشكل حوالي 23% من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي للعالم.

أهدافها

 وتعمل بريكس على تعزيز التعاون فى مجالات مثل التجارة والطاقة والتعليم والثقافة.

كما تهدف المجموعة إلى تحسين الأمن الغذائي وتشجيع التنمية المستدامة، حيث وضعت لنفسها هدفاً اسمي بأن تكون هي القوى الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين، وهو من الأهداف المعلنة، والأهم من ذلك خلق نظام عالمي جديد متعدد القطبية تقوده لاحقاً، كما تسعى المجموعة الى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي لتحقيق مصالح الدول المشتركة، وأيضاً التأثير في رسم السياسات العالمية الجديدة.

وأضاف كما يوجد أهداف غير معلنة تتمثل في إنشاء مؤسسات دولية موازية للمؤسسات الاقتصادية الحالية، وهدفا لتحرير العالم من قيود المؤسسات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة والدول السبع الكبرى وتأثيرها، والتحكم في رسم السياسات الدولية العامة.

 وأشار بشأن مصير الدولار بعد هيمنة أكثر من 100 عام بريكس آخذ في الصعود، خصوصًا بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة، وعدم مشاركة دول المجموعة على موسكو، وهو ما يعني مزيدا من الاستقلال والسيادة لهذه الدول التي لا ترغب في العيش بعالم القطب الواحد.

   الدولار

 وتابع نتوقع قريباً  ألا يكون الدولار هو العملة   الرائدة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قد دمرت نفسها خلال السنوات القليلة الماضية، أكثر مما كان يمكن لأي عدو خارجي فعله.

 وأضاف ماهر أن من ضمن ما تقدمه “بريكس” كبديل لمؤسسات دولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد، وتمكين مصر من توسيع قاعدتها الاقتصادية ونفوذها السياسي، في أن تكون عضواً فى مجموعة تضم الصين وروسيا وانضمام دول شقيقة خليجية مثل الإمارات والسعودية.

أسباب الانضمام للمجموعة “بريكس”

إن بريكس قوة تتعاظم وتتشكل الآن من 40% إلى 45% من سكان العالم، حيث أن البريكس يتوسع وحدود ال 30% من الإقتصاد العالمي من 16% إلى 20% من التجارة العالمية، حيث أن الصين هي أكبر مستورد للطاقة في العالم، وايضا بإمكان مصر أن تبيع منتجاتها وغازها بعملة غير الدولار الأمريكي واليورو، وأن تتحول إلى البترو-يوان الصيني في المستقبل ما سيحميها من عقوبات اقتصادية محتملة من قبل الولايات المتحدة في حال اتحذت مصر نهجاً سياسياً لا يرضى واشنطن.

  انفراجة

وأوضح لتكون النظرة ايجابية للاقتصاد المصري مستقبلا؛ فمع معاناة مصر مؤخراً من شح العملات الأجنبية، وبالتالي يرجح البعض بأن هذه الخطوة قد تكون بمثابة انفراجة بالأزمة على المدى البعيد بشأن الخروج من عباءة الدولار والتمهيد لإدراج الجنيه المصرفى فى  التعاملات الدولية، خاصة وأن دول البريكس لديها نفس الهدف، وأن تأخذ مصر العمل والانتاج كفكر اقتصادي تطبيقي؛ للحكومة التي ستتحمل معالجة الآثار الاقتصادية الحالية؛ وكذا الايكون غطاء العملة الخضراء فقط بل التوجه للغطاء الذهبي، حيث انضمت مصر إلى بنك التنمية الجديد ( ان بي دي ) الخاص بدول تجمع بريكس، واعتبرها ماركوس ترويخو رئيس البنك، واحدة من أسرع دول العالم نموا، كما تمتلك اقتصادا رائدا بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 حجم المساهمات

ومول البنك 80 مشروعاً تنمويا خلال السنوات الماضية بدول التجمع برأسمال 30 مليار دولا، في مجالات النقل والمياه والصرف الصحي والطاقة النظيفة والبنية التحتية الرقمية، والبنية التحتية الاجتماعية، والتنمية الحضرية، كما لديه استراتيجية لتوسيع نطاق عمله جغرافياً، ليصبح المؤسسة التنموية الأولى لخدمة اقتصاد الدول الناشئة والبلدان النامية، وأيضاً بالنسبة للتحالف فإن مصر نافذة أكبر على منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، كما أنها بوابة افريقيا والمحطة الاساسية لطريق الحرير الصيني، علاوة على موقعها الذي يؤهلها للقيام بأدوار أكبر لتصريف منتجات دول بريكس في افريقيا، خاصة أن جنوب أفريقيا بحكم موقعها الجغرافي المتطرف، لا يمكنها القيام بذلك الدور في القارة السمراء.

 وأشار إلى المردود الاقتصادي على العالم بانضمام الدول سافلة الذكر لمجموعة بريكس بأن الأرقام الاقتصادية التي صدرت أخيرا عن مجموعة “بريكس”، وإعلان دول عديدة رغبتها في الانضمام إلى المجموعة تؤكد أن هذه المجموعة التي بدأت من خلال 4 دول فقط، وانطلقت من روسيا، ستعمل على تغيير كبير في موازين القوة الاقتصادية والسياسية عالمياً.

 وتابع كشفت الأرقام الأخيرة عن تفوق مجموعة “بريكس” لأول مرة على دول مجموعة السبع الأكثر تقدماً في العالم، وذلك بعد أن وصلت مساهمة بريكس إلى 31.5% في الاقتصاد العالمي، مقابل 30.7 ٪ للقوى السبع الصناعية.

  العملة الموحدة

وأضاف أحمد عز الدين الخبير الاقتصادى، أن بريكس مؤسسة دولية  بدأت دول شمال أفريقيا بالانضمام لها فى 2006، كما بدأت المجموعة  لتطويرالتنمية المستدامة للدول المشاركة وتشجيع التجارة بين دول المجموعة والتقارب السياسى وتقوية العلاقات بين الدول المشاركة  بالمجموعة والتعاون فى مجال  تطوير البنية التحتية ومن جانب أخر سيتم  التبادل الثقافى  بين الدول المشاركة ومصر.

 وأشاد إلى الخطوة التى اتخذتها مصر بالانضمام إلى “بنك  التنمية الجديد” التابع لمجموعة بريكس معلقاً على أنها تعد خطوة  إيجابية للاقتصاد المصرى، حيث سيجعل لمصر القدرة على التبادل التجاري بين الدول أعضاء الجموعة بالعملات المحلية، وسيؤثر ذلك على الاقتصاد المصرى بتخفيف الضغط على الدولار الأمريكى.

 وأضاف بشأن اختيارعملة موحدة للمجموعة بأن الأمور لم  تحسب بعد، وعلى الأرجح سيكون اليوان هى العملة الموحدة.

انتهاء هيمنة الدولار

 وبعد سنوات من إساءة استخدام وضع الدولار الأمريكي كعملة احتياطية، تواجه الولايات المتحدة الآن موجة متزايدة من عمليات إزالة الدولرة العالمية، حيث تتحد العديد من أكبر الدول اقتصاديًا وأكثرها اكتظاظًا بالسكان على هذا الكوكب لإطلاق بديل بالدولار الأمريكي لاستخدامه في التجارة العالمية، ويتوقع الكثيرمن الخبراء حول العالم زوال محتمل للدولار الأميركي، وقريباً سيقضي علي الدولار والبترودولار وهيمنة الدولار، ونرى الدولار يفقد قيمته وعلى حد تعبيره  “يصبح ورق تواليت”.

آخر الأخبار