خواطر إقتصادية: مصر و مجموعة البريكس BRICS


خالد عقل يكتب:
بالأمس و حين تم الإعلان رسميا عن دعوة مصر للإنضمام لمجموعة البريكس قوبل هذا الخبر بالكثير من التناقض فالبعض يراه واحد من أكبر الانجازات الاقتصادية المصرية علي الصعيد العالمي و بمثابة اعتراف بثقل مصر الدولي – و البعض الأخر قام بتسفيه الخبر و التقليل من أثره. و لكن الحقيقة كما يقولون The Proof is in the Pudding أي أن الأمور تقاس بنتائجها (أو انك كي تحكم علي الطعام فلابد من أن تتناوله أولًا)
السؤال الأول: هل انضمام مصر لمجموعة البريكس أمر ايجابي؟
الإجابة: نعم قولًا واحدا
السؤال الثاني: لماذا يعتبر انضمام مصر لمجموعة البريكس أمر ايجابي ؟
الإجابة: لأسباب عديدة أهمها تقليل الحاجة الضاغطة للدولار الامريكي كعملة تداول في حالة الاستيراد و زيادة قدرة مصر التفاوضية كجزء من مجموعة كبيرة و قوية – إضافة الى فرصة زيادة الاستثمارات المباشرة من باقي الدول الأعضاء (مثل مبادرة طريق الحرير الصينية استغلالًا لامكانيات مصر اللوچيستية و موقعها الجغرافي)
السؤال الثالث و الأهم: هل انضمام مصر لمجموعة البريكس يحمل العصا السحرية لحل المشكلة الاقتصادية لمصر؟
الإجابة: بكل الأسف “كلا”
لماذا: أولا : هذه العضوية لا تعني القضاء علي مشكلة الديون المستعصية لأن معظمها بالدولار الاميركي (حوالي ١٧٠ بليون) و هي واجبة السداد بالدولار و لمقرضين من خارج مجموعة البريكس
ثانيا: حتي و اذا كان التبادل التجاري مع دول المجموعة بالعملات المحلية إلا ان الاقتصاد المصري Net Importer أي ان الميزان التجاري مع كافة دول مجموعة البريكس لمصلحة هذه الدول و ليس لمصلحة مصر . مصر بكل الاسف تستورد الحبوب بكافة انواعها من روسيا و الحبوب و اللحوم من الهند و البرازيل و كافة انواع البضائع من الصين (أي ستظل الحاجة موجودة لتوفير الروبل و اليوان و الريال و الروبية و الشلن لتلبية طلبات الاستيراد) – و باستثناء روسيا حيث تعتبر شريك سياحي رئيسي لمصر فإنه مع باقي الدول لا توجد هذه الميزة)

الخلاصة: انضمام مصر لمجموعة البريكس أمر محمود إلا انه مع عدم اصلاح المشاكل الهيكلية بالإقتصاد مثل عجز الموازنة و عجز الميزان التجاري و العودة بقوة لزيادة معدلات التشغيل و التركيز علي الزراعة ثم الصناعات المعتمدة علي الزراعة و استغلال الميزة النسبية للسياحة في مصر – بدون كل هذا لن نستطيع تحقيق أي فائدة من هذه العضوية بل بالعكس قد تنقلب وبالا ضدنا لأنه شئنا أم أبينا فالعقد القادم سيظل أمريكيا بلا نزاع
وفق الله مصرنا لما فيه الخير

آخر الأخبار