تراجع أسعار النفط بسبب التباطؤ الموسمي
تراجعت أسعار النفط، خلال تعاملات اليوم الخميس؛ إذ طغت المخاوف بشأن الطلب؛ بسبب التباطؤ الموسمي خلال الشتاء والتوقعات الاقتصادية غير الواضحة للصين، على توقعات تراجع الإمدادات.
وتلقت أسواق النفط، خلال الجلستين السابقتين، دعمًا من قرار السعودية وروسيا تمديد تخفيضات الإنتاج والصادرات لمدة 3 أشهر إضافية، حتى نهاية ديسمبر، ما دفع الأسعار للصعود إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر 2022.
كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الأربعاء على ارتفاع بنحو 1% مع طغيان مخاوف نقص الإمدادات على التحذيرات من ركود اقتصادي قد يهدد الطلب.
أسعار النفط
بحلول الساعة 06:41 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:41 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر 2023 بنسبة 0.42% (0.38 دولارًا)، ليصل إلى 90.22 دولارًا للبرميل، بعد سلسلة مكاسب استمرت 9 جلسات.
في الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أكتوبر بنسبة 0.46% (0.40 دولارًا) إلى 87.14 دولارًا، بعد مكاسب على مدى 7 جلسات، وفق الأرقام التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ارتفع الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الأميركي) في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد أن مددت السعودية وروسيا، أكبر مصدرين للنفط في العالم، تخفيضات طوعية في الإمدادات حتى نهاية العام.
كانت هذه التخفيضات الطوعية بالإضافة إلى تخفيضات أبريل التي اتفق عليها العديد من منتجي أوبك+ والتي تستمر حتى نهاية عام 2024.
تحليل أسعار النفط
قال المحلل لدى سي إم سي ماركيتس، ليون لي: “في الوقت الحاضر، من الصعب حقًا بالنسبة لنا أن نرى أي عوامل سلبية بسبب قيود العرض.. ومع ذلك، نحن بحاجة إلى النظر في مخاطر الطلب المحتملة، كما هو الحال في الربع الرابع؛ حيث يمكن أن تتباطأ السوق مع انتهاء موسم الذروة لاستهلاك النفط بعد الصيف”.
وأظهرت مجموعات البيانات المختلطة من الصين، انخفاض إجمالي الصادرات بنسبة 8.8% في أغسطس على أساس سنوي وانكماش الواردات بنسبة 7.3%، لكن واردات النفط الخام ارتفعت بنسبة 30.9% على أساس سنوي، أثرت أيضًا في أسعار النفط الخام.
وقال لي إن ضعف البيانات الصينية يتباطأ؛ إذ تظهر بيانات التجارة انخفاضات أبطأ مقارنة باستطلاعات الرأي في السوق، كما أدخلت الحكومة الصينية سلسلة من سياسات التعزيز في الأسواق المالية والعقارية.
وأضاف أنه مع ذلك؛ فلا يزال من السابق لأوانه الحكم على وتيرة انتعاش الطلب في الصين الآن، على الرغم من أنه لا يزال من المتوقع أن يكون أفضل من يوليو، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
إنتاج النفط الإيراني
كما أن المخاوف بشأن ارتفاع إنتاج النفط من إيران وفنزويلا، والذي يمكن أن يوازن جزءًا من التخفيضات من السعودية وروسيا، جاءت بوصفها رياحًا معاكسة على السوق.
وقال محللو بي إم آي ريسيرش: “يتم تقويض تحركات أوبك+ جزئيًا بسبب عودة البراميل الخاضعة للعقوبات من إيران؛ إذ وصل إنتاج الخام الإيراني إلى أعلى مستوى له منذ بداية العام، عند 2.83 مليون برميل يوميًا في يوليو، ارتفاعًا من 2.55 مليون برميل يوميًا في يناير.
وأضافوا: “نلاحظ أيضًا المخاطر الصعودية على توقعاتنا للإنتاج الفنزويلي؛ إذ أفادت التقارير بأن المسؤولين الأميركيين يقومون بصياغة مقترحات لتخفيف العقوبات إذا تقدمت كاراكاس بخططها لإجراء انتخابات رئاسية جديدة”.
وعلى الصعيد الداعم، من المتوقع أن تنخفض مخزونات النفط الأميركية بمقدار 5.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 1 سبتمبر، وفقًا لمصادر السوق نقلًا عن أرقام معهد النفط الأميركي.
ومن المقرر صدور بيانات المخزونات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة الأميركية عند الساعة 03:00 مساءً بتوقيت غرينتش (06:00 مساءً بتوقيت مكة المكرمة) اليوم الخميس.