«شباب الأعمال» تستعد لمعركة الوجود الثالثة

كتب: مؤمن ماجد

عندما تأسست جمعية شباب الأعمال منذ ما يقرب من ربع قرن راهن الكثيرون على أنه بعد أشهر قليلة إن لم يكن أسابيع سينفرط العقد وينصرف أعضاء الجمعية إلى أعمالهم الخاصة باعتبارهم يمثلون الجيل الثاني والثالث من كبار رجال الأعمال في مصر.

المعركة الأولى

ومن مكتب في مبنى أركاديا مول تبرع بهما المهندس أحمد نجل الراحل العظيم حسين صبور، بدأت جمعية شباب الأعمال نشاطها لتثبت سريعًا أن الأعضاء يملكون القدرة والرغبة في العمل العام وخدمة المجتمع وتحسين مناخ الاستثمار.
وتواكب ظهور مفهوم التنافسية والحوكمة والمسئولية المجتمعية للقطاع الخاص مع تأسيس الجمعية وتبناه الأعضاء وقدموا أجندة عمل لدعم تنافسية مصر، احتوت على رصد دقيق لجميع المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها مصر مع اقتراح حلول عملية لمواجهتها.
كانت أجندة عمل دعم التنافسية هي المفتاح السحري الذي سمح لجمعية شباب الأعمال بالانتصار في معركة الوجود الأولى لتصبح الجمعية واحدة من أكثر منظمات الأعمال التصاقًا بالمجتمع، وقدرتها على رصد المشاكل و اقتراح الحلول.

المعركة الثانية

جاءت معركة الوجود الثانية بعد أحداث يناير 2011 مع تنامي العداء لرجال الأعمال و انتشار المطالب الفئوية والاحتجاجات العمالية مما جعل الكثيرون يراهنون على أن الجمعية انتهى دورها، أو في أحسن الفروض أصبحت على الهامش.
غير أن الأيام أثبتت أن “شباب الأعمال” تملك الرؤية والقدرة على خدمة الاقتصاد القومي فتبنت الجمعية مبادرة النزاهة ومكافحة الفساد مما جعل الأمم المتحدة تختار الجمعية كشريك أساسي في المبادرة العالمية لمكافحة الفساد.
أصبحت الجمعية معمل تفريخ للقيادات في مواقع السلطة التنفيذية المختلفة وكان لأعضاء الجمعية حضور بارز في كل مؤتمرات الشباب التي عقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي فضلًا عن المشاركة في رسم رؤية خريطة مصر عام 2030.

المعركة الثالثة

الآن تواجه الجمعية معركة الوجود الثالثة، بعد أن تقلص دور معظم منظمات الأعمال وخفت صوت الجمعية وراهن الكثيرون على أن الجمعية فقدت الزخم برحيل معظم المؤسسين حيث ينص قانون الجمعية على أن الحد الأقصى للعضوية 45 عامًا.
تشاء الأقدار أن يتولى المسؤولية في هذه المرحلة الصعبة المهندس بسام الشنواني، وهو واحد من أقدم الأعضاء ومن أكثرهم حماسًا لفكر الجمعية ودورها في خدمة الاستثمار و المجتمع ويمثل امتدادًا لفكر جيل الرواد والعصر الذهبي للجمعية أمثال حاتم خاطر ،نهاد رجب، حلمي أبو العيش، حسن الخطيب، أحمد صبور، أشرف الجزايرلي، عمر صبور، أحمد سالم مشهور، حسام فريد، جمال أبو علي، وغيرهم من رجال الأعمال البارزين .

التشكيل الجديد لمجلس أدارة جمعية شباب الأعمال يضم إلى جانب “الشنواني” كلًا من نورهان الجبلي، وعبد الرحمن عسل نائبين للرئيس، ومحمد أبو باشا أمينًا عامًا، ومحمد إبراهيم أمين صندوق، وأعضاء مجلس الإدارة جمال أبو علي، محمد صباح، أحمد نافع، سامي القديم، علي عناني، مصطفى محمد، ندى الديب، وياسمين قمر وهي مجموعة متجانسة تضم كفاءات شابة لديها القدرة و الرغبة في أن تستعيد الجمعية مكانتها.

تعقد الجمعية مؤتمرًا صحفيًا غدًا الاثنين لعرض استراتيجية وخارطة طريق مجلس الإدارة الجديد و هو ما يعني أن الجمعية استعدت جيدًا لخوض معركة الوجود الثالثة.

الرابط المختصر
آخر الأخبار