قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، إن التغيرات المناخية وآثارها السلبية تنعكس على كافة مناحي التنمية الاقتصادية، كما أن الصدمات المفاجئة في سلاسل التوريد العالمي والتي تفاقمت بسبب جائحة كورونا والأزمة الجيوسياسية في أوكرانيا، ألقت بظلالها على الأوضاع الاقتصادية فتسببت في زيادة معدلات التضخم في الدول النامية ومختلف دول العالم، مضيفةً أن التخفيف من آثار وتداعيات التغيرات المناخية يتطلب تضافرًا في الجهود وتنفيذ المساهمات المحددة وطنيًا NDCs والاستراتيجيات طويلة الأجل، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وجاء ذلك خلال كلمتها الافتتاحية في المؤتمر رفيع المستوى الذي نظمته دولتي ألمانيا وبيرو بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حول “بناء اقتصاديات المستقبل.. أهمية الاستثمار في المساهمات المحددة وطنيًا NDCs والاستراتيجيات طويلة الأجل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس للمناخ”، حيث استهدف المؤتمر مناقشة وإظهار الفرص التي تتيحها المساهمات المحددة وطنيًا لتنفيذ اتفاق باريس للمناخ، والتحديات والتجارب الواقعية التي تواجه تمويل العمل المناخي، كما استعرض المؤتمر التجربة المصرية في مبادلة الديون من أجل التنمية والعمل المناخي في إطار برنامج “نُوَفِّي”.
تعزيز العمل المناخي
وسلطت وزيرة التعاون الدولي، الضوء على مسيرة مصر نحو إصدار وتحديث المساهمات المحددة وطنيًا NDCs، لتمهيد الطريق نحو تطوير مشروعات ومنصات وطنية ومبادرات مستدامة، للمضي قدمًا نحو تعزيز العمل المناخي، لافتة إلى أن الحكومة قدمت أول تحديث للمساهمات المحددة وطنيًا في يوليو 2022، بما يعكس التزام مصر بالعمل المناخي والمواءمة بين جهود التنمية والتحول الأخضر ورؤية مصر 2030، ثم قامت في يونيو 2023 بإصدار تحديث جديد لتلك المساهمات بما يؤكد سعي الدولة لتسريع وتيرة التنمية منخفضة الكربون من خلال تبكير هدف زيادة نسبة الطاقة المتجددة لتصبح 42% لعام 2030 بدلًا من 2035، وذلك تماشيًا مع الإعلان السياسي الصادر عن مصر والولايات المتحدة وألمانيا في مؤتمر المناخ COP27.
وصرحت”المشاط” بأن برنامج “نُوَفِّي” نتاج الجهود الحكومية في إصدار الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية والمساهمات المحددة وطنيًا NDCs، لتأكيد التزام الدولة في تعزيز العمل المناخي من خلال منصة وطنية مبتكرة تعزز جهود حشد الاستثمارات وأدوات التمويل المبتكرة ومبادلة الديون لمشروعات التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية.