في ذكرى المولد النبوي الشريف دروس اقتصادية من الهجرة النبوية

كتب: أماني خالد

تحتفل الأمة الإسلامية اليوم 27 سبتمبر 2023، الموافق 12 ربيع الأول بذكرى ميلاد خير الأنام خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتي تتزامن مع ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، وهي تمثل حدثًا فريدًا في تاريخ البشرية يتجاوز حدود الزمان والمكان، فقد احتوت الهجرة النبوية على دروس هامة منها الأزمات الاقتصادية والمنهج النبوي في التعامل معها.

ويرصد لكم “القرار المصري” في السطور التالية أهم الدروس الاقتصادية التي تضمنتها رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم.

الحالة الاقتصادية في المدينة

لم تكن المدينة في حالة اقتصادية جيدة عند قدوم المسلمين إليها مهاجرين من مكة ووقتها حث الرسول صلى الله عليه وسلم على العمل لأنَّه مصدر من مصادر تنمية الاقتصاد وأعطى الإسلام العمل منزلة عالية وقدرًا رفيعًا، لهذا حث عليه ورغب فيه وأدرك المسلمون ذلك فكان كل رجل منهم يتخذ لنفسه حرفة يعيش منها، إلى جانب ما يتلقَّاه من العلوم ويُفيد فيه الناس.

مبادئ التنمية الاقتصادية

وأمام هذه الأوضاع الاقتصادية السيئة وضع الإسلام أسسًا ومبادئ للتنمية الاقتصادية من خلال مواجهة الرشوة والربا والغش، وغير ذلك مما يؤدي إلى الإضرار بالناس.

ولعل هذا هو الذي دفع الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن يجعل لهم المسجد بيتًا ونزلاً، وبنى فيه الصفقة التي كان يأْوي إليها الفقراء من المسلمين.

بدأت الأوضاع الاقتصادية في المدينة في التحسن شيئًا فشيئًا، وخاصة بعدما بدأ المسلمون معاركهم العسكرية مع أعدائهم، وكسبوا كثير من الغنائم .

التجارة الداخلية

نشطت التجارة الداخلية منها التي كانت تتمثل في تبادل السلع المحلية المختلفة من المنتجات الزراعية والحيوانية لأهل المدينة، ومما يجلبه أهل البادية من خيل وإبل وأغنام ومنتجاتها من الألبان والأصواف وغيرها هذا بالإضافة إلى ما ينتجه صناع المدينة من مختلف الصناعات المعدنية من أسلحة وأدوات وحلي وتحف وغير ذلك من الصناعات الأخرى التي اشتهرت بها المدينة.

وقد قامت لأجل ذلك أسواق عدة في المدينة، لتصريف تلك المنتجات وتبادل السلع، ومن تلك الأسواق أسواق كانت مشهورة ومعروفة في الجاهلية، وظلت قائمة حتى قدوم النبي – صلى الله عليه وسلم – والمهاجرين إلى المدينة، نذكر منها سوق زبالة شمال المدينة، وسوق الجسر في بني قينقاع وكانت تعرف باسمهم فيقال لها سوق بني قينقاع، وسوق الصفاصف بالعصبة، ومن تلك الأسواق أيضًا سوق زقاق ابن حين، وكان يقال لموضعها مزاحم،  ومن أسواق يثرب أيضًا سوق الربذة وكان يقال لها أهوى، ولما قدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة واستقر المسلمون بها، أراد – عليه الصلاة والسلام – أن يجعل للمسلمين سوقًا خاصة بهم، فأنشأ سوقًا جديدة جعلها مباحة لجميع المسلمين لا يؤخذ منها ضريبة، وجعلها صدقةً عليهم، وأطلقت على هذه السوق أسماء كثيرة، فكان يقال لها بقيع الخيل، كما أطلق عليها أيضًا اسم البطحاء،  وسميت كذلك بسوق حرض.

آخر الأخبار