تقرير: شوشة عبدالواحد _ أية صلاح الدين
تولي الدولة قطاع الزراعة أهمية خاصة مع التأكيد المستمر على الدور الحيوي الذي يلعبه هذا القطاع في الاقتصاد القومي، وتبنت الدولة مشروعات التوسع الأفقي والرأسي بما يساهم في زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية الاستراتيجية وغيرها تحقيقًا للأمن الغذائي .
وتوضح الإحصائيات أن نسبة مساهمه الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي تتراوح بين 15%، و17% من الصادرات السلعية بقيمة 3 مليارات دولار بخلاف التصنيع الزراعي، و 9.7 مليون فدان المساحة الزراعية، و 17.5 مليون فدان المساحة المحصولية.
رؤية مصر 2030
وضعت الدولة المصرية ضمن رؤية مصر 2030، أهداف استراتيجية لتدعيم ملف الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة تمثلت في الحفاظ على الموارد الاقتصادية الزراعية المتاحة وصيانتها وتحسينها وتنميتها، وتحقيق قدر كبير من الأمن الغذائي وتقليل فجوة الاستيراد، وإقامة مجتمعات زراعية جديدة متكاملة، وتدعيم القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية في الأسواق المحلية والدولية، وتوفير فرص العمل خاصة للشباب والمرأة، والتكيف مع التغيرات المناخية.
مشروع الدلتا الجديدة
من أهم مشروعات التوسع الأفقي مشروع الدلتا الجديدة العملاق بمساحة 2.2 مليون فدان، مشروع تنمية جنوب الوادي ” توشكى الخير” بمساحة 1.1 مليون فدان، مشروع تنمية شمال ووسط سيناء بمساحة 456 ألف فدان، مشروع تنمية الريف المصري الجديد بمساحة 1.5 مليون فدان، بالإضافة إلى مشروعات أخرى في بعض محافظات الصعيد والوادي الجديد بمساحة 650 ألف فدان.
مشروع الدلتا الجديدة العملاق بمساحة 2.2 مليون فدان والذي يعد مشروعًا تنمويًا متكاملًا وتعادل المساحة المنزرعة والمستهدف زراعتها بالمشروع نحو 30% من مساحة الدلتا القديمة.
ويتميز المشروع بموقعه الاستراتيجي لقربه من المواني البرية والجوية والبحرية مثل ميناء الإسكندرية، السخنة، دمياط ومطاري سفنكس وبرج العرب، ويرتبط المشروع بالطرق الرئيسة والمناطق الصناعية الكبرى مثل مدينة السادات والسادس من أكتوبر وبرج العرب.
محافظات الدلتا
كما يمثل امتدادًا عمرانيًا جديدًا لمحافظات الدلتا ويستهدف المشروع تدعيم ملف الأمن الغذائي وتخفيض فجوة الاستيراد من السلع الاستراتيجية، وتوفير أنشطة مرتبطة بالزراعة مثل أنشطة الثروة الحيوانية والداجنة، التصنيع الزراعي، وإقامة مجمعات زراعية صناعية تعمل على الربط بين الزراعة والصناعة التحويلية والتجارة والخدمات.
وكذلك إعادة توزيع السكان وجذب عدد كبير من المواطنين لتخفيف التكدس السكاني وتوفير فرص عمل جديدة وزيادة تنافسية الصادرات الزراعية وتدعيم رصيد مصر من العملات الأجنبية.
محطة الدلتا الجديدة
محطة الدلتا الجديده لمعالجة مياه الصرف الزراعي و إعادة تدويرها، وهي الأكبر من نوعها في العالم، قد حققت الكثير من الأرقام القياسية، قام بتطوير المحطة تحالف شركات يضم ماتيتو، أوراسكوم للإنشاءات، المقاولين العرب، وحسن علام، بتكليف من وزارة الدفاع وإدارة المياه بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة و تمكنت من تحطيم أربعة أرقام قياسية في موسوعة جينيس العالمية.
مياه الصرف الزراعي
تتميز محطة الدلتا الجديدة بقدرة فائقة تبلغ 7.5 مليون متر مكعب يوميًا من مياه الصرف الزراعي، والتي تأتي ضمن خطة الدولة المصرية لتحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، لتحقيق الأمن المائي من خلال الاستخدام الأمثل للمياه العذبة وتشييد البنية التحتية للمياه الخضراء (المياه الصديقة للبيئة)، تماشيًا مع استراتيجية الحكومة لتوسيع الأراضي الزراعية وبناء مجتمعات أكثر مرونة.
موسوعة جينيس العالمية
حصلت محطة الدلتا الجديدة لمعالجة مياه الصرف الزراعي على أربعة أرقام قياسية من موسوعة جينيس العالمية وهي: أكبر محطة لمعالجة المياه من حيث المساحة وتبلغ 320,600 متر مربع، أكبر محطة معالجة من حيث السعة والقدرة التشغيلية بقدرة 86.8 متر مكعب في الثانية، أكبر مساحة لطلاء الإيبوكسي في المباني، حيث تبلغ مساحته 520,339 مترًا مربعًا، أكبر محطة لمعالجة المياه بقدرة تصل إلى 670.01 كجم.
بحيرة مريوط وساحل البحر الأبيض
تستهدف محطة معالجة مياه الدلتا الجديدة، على النطاق الاستراتيجي، رفع التلوث عن بحيرة مريوط وساحل البحر الأبيض المتوسط في الإسكندرية وبالتوازي زراعة منطقة تتميز بجودة الأراضي الصالحة للزراعة وما يتبعه من أنشطة تنموية في كافة المجالات، كما يساهم مشروع الدلتا الجديدة بشكل فعال في تخفيف التغيرات المناخية على منطقة الدلتا القائمة والمصارف ومحطات الرفع وذلك من خلال تحويل مياه الصرف والسيول التي تساهم في غرق الأراضي بمحافظة البحيرة إلى منطقة الدلتا الجديدة، كما يمكن في مواسم الأمطار والسيول تخفيف التغذية من السد العالي لمياه الري حيث يساهم مشروع الدلتا الجديدة في امتصاص هذا الكم من المياه.
أضخم نهر صناعي في العالم
يحتوي مشروع الدلتا الجديدة على أضخم نهر صناعي في العالم وجاري الآن استكمال أعمال تنفيذه بطول 114 كيلو لاستغلال مياه الصرف الزراعي والجوفية والسطحية في الزراعة بعد معالجتها بمحطة مياه الحمام، حيث إنه من المقرر أن ينتج النهر نحو 10 مليون متر مكعب من المياه.
سيضم هذا النهر الصناعي 22 كيلو مواسير مدفونة تحت الأرض حيث تقوم بنقل المياه الجوفية والصرف الزراعي والسطحي، بعد معالجتها بمحطة الحمام لزراعة 2 مليون و200 ألف فدان بالصحراء الغربية ، فضلًا عن أن المسار المفتوح للنهر يمتد بطول 92 كم، وقد انتهت الدولة من 35% من الأعمال الإنشائية لمواسير نقل المياه، و65% من أعمال المنطقة المكشوفة.
من خلال هذا المشروع تعمل الدولة على ترويض الصحراء الغربية لزيادة الرقعة الزراعية في مصر التي كانت لا تتجاوز 6% من المساحة، والتي يعيش عليها أغلب السكان في البلاد.
قامت الدولة بتنفيذ نهر صناعي، للمساعدة في ري الرقعة الزراعية الكبيرة، والتي يتم مدها بمياه الصرف التي تستخدم في الزراعة، حيث تم تدشين مواسير عملاقة تمرر مياه الصرف الزراعي المعالجة لري المشروع.
أهداف مشروع الدلتا الجديدة
يستهدف مشروع الدلتا الجديدة، تحقيق الأمن الغذائي لمصر والحد من استيراد السلع الإستراتيجية، ومواجهة متطلبات الزيادة السكانية للسلع الغذائية، إلى جانب إضافة 30% مساحات زراعية جديدة من صافي أراضي الدلتا القديمة، فضلًا عن توفير أنشطة متعلقة بالزراعة مثل أنشطة الثروة الحيوانية والداجنة والتصنيع الزراعي.
توفير فرص عمل
كما يستهدف المشروع أيضًا، توفير نحو 5 ملايين فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بحلول عام 2025، بالإضافة إلى إعادة توزيع السكان وجذب عدد كبير من المواطنين، لتخفيف التكدس السكاني بالوادي والدلتا، وكذلك إقامة مجمعات زراعية صناعية تعمل على الربط بين الزراعة والصناعة التحويلية والتجارة والخدمات.
محطات كهرباء مشروع الدلتا الجديدة
تستهدف الدولة إنشاء 17 محطة محولات كهرباء جديدة 8 منها 220 كيلو فولت، والباقي 66 كيلو فولت بمنطقتي الحمام ورشيد، و تهدف هذه المحطات الي توصيل التيار الكهربائي لـ 8 محطات رفع مياه منقسمين في الحمام ورشيد.
وهناك 4 محطات تم البدء في تنفيذها منذ أغسطس 2022، وتم البدء في إنشاء 9 محطات في يونيو الماضي و من المتوقع تشغيلهم منتصف العام المقبل بالكامل.
تكلفة المشروع
يبلغ حجم استثمارات معالجة مياه الصرف الزراعي وتنفيذ البنية التحتية والاستصلاح والاستزراع بالمشروع نحو 300 مليار جنيه.