الدكتورة أميرة سلامة تكتب: سيناء العبور الجديد

تابعت ككثيرين منا محبين لتراب هذا الوطن ومهتمين بنموه وتطوره تصريحات رئيس الوزراء من قلب الحدث ومن وسط كتيبة من كتائب جيشنا العظيم وفخر حضارتنا على مر الأزمان، خير أجناد الأرض، الكتيبه 101، وهو يتحدث من أغلى بقاع وطننا الغالي سيناء، عن خطه الإعمار والتنمية التي طالما حلمنا بها، وعملت عليها كل حكوماتنا السابقة ولكن بصورة للأسف لم تكن كافية.
كانت هناك دائما النظرة المحدودة لسيناء بصورة عامة وشمال سيناء خاصة بالعمل على تركها منطقة نوعًا ما فارغة لأن معظم محاولات النيل من مصر تأتي من هذا الاتجاه كمفتاح لقلب مصر والعالم ومهد حضارات الأرض.
ولطالما كانت سيناء أمل المحتل في حل مشكلته ومحاولة تهجير أبناء فلسطين الغالية لأرضنا، وضياع القضية الفلسطينية إلى الأبد وكثيرًا ما امتدت لها يد العملاء الإرهابيين للاختفاء في وديانها الغالية ومحاولة زعزعة أمن واستقرار مصر، فعانت كثيرًا أرض الفيروز وسكانها الأبطال من وطأة الإرهاب.
لذلك كانت كل خطط التنمية والتطوير تأتي محددة وبسيطة دون أهداف تنموية حقيقية ورؤية مستدامة لتطوير المنطقة بصورة كاملة فانحصرت في إقامة نفق أو منطقة سياحية، وارتكزت بصورة أساسية بعد حرب أكتوبر المجيدة في مشروعين، وهما ميناء شرق التفريعة وما يصاحبها من منطقة صناعية، والاستصلاح الزراعي المعتمد على ترعة السلام دون الاهتمام بربط سيناء الغالية وأهلها البواسل بصورة كاملة بالوطن الأم أو محاولة التعرف على أسباب المعوقات التي واجهت هذه المشروعات وحالت دون نجاحها إلى جانب عدم السعي لسماع رؤيه ووجهه نظر أهل سيناء أنفسهم عن أهم ما يواجههم من مشكلات.
التفتت القيادة السياسية لذلك في 2014، حيث أكد الرئيس مرات كثيره نتيجة لمعرفته ودرايته العسكرية الكاملة بأهمية الاهتمام بنمو وتطوير سيناء جنوبًا وشمالًا بصورة كاملة والاهتمام بإعمارها وحل مشاكل أهالينا بها، خاصةً أنهم ظلوا لفترة طويلة يعانون من نشاط الإرهاب والتطرف والعمل على فصل سيناء عن مصر، وهو المخطط الذي كانت تعمل عليه الجماعات الإرهابية والدول الطامعة لحل مشكلاتها على حساب مصر، وهو ما صرح به الرئيس في الكثير التصريحات على فترات طويلة، وما رأيناه ونعيشه الآن .
ولأن الرؤيه كانت واضحه أمام القيادة السياسية منذ 2014، فقد بدأت محاور التنمية في سيناء وأعلن رئيس الوزراء أنه ما تم إنفاقه على سيناء وحدها 610 مليار جنيه، يأتي هذا الرقم كترجمة لمشروعات التنمية الشاملة لأرض الفيروز وكعادة القيادة السياسية بالإعلان عن النمو والتطوير وهو على أرض الواقع وليس مجرد أرقام وأحلام فأصبحنا نرى سيناء مرتبطة بصورة كاملة بإقليم القناة ومصر شرقًا وغربًا عن طريق 6 أنفاق موجودة وتعمل بصورة واقعية بدلًا من نفق واحد و تصبح لدينا 7 كباري عائمة، بالإضافة إلى شبكة طرق كاملة 3000 كم تربط مصر كلها شرقًا وغربًا في وقت قياسي، مما يساهم في خلق مناطق لوجيستية وإتاحة الكثير من فرص العمل لأهالي سيناء.
كما عملت الدوله أيضًا على حل المشاكل التي واجهت مجال الاستصلاح الزراعي لمنطقه سيناء، وأهمها حل مشكلة المياه، فقامت بإنشاء شبكه مياه شرب مستقرة، وإنشاء العديد من المحطات الموجودة والتي تعمل الآن على أرض الواقع في الشيخ زويد ودهب وطابا، ومحطات تحلية في راس سدر والعريش، مع الاهتمام بالبنية التحتية كصرف صحي في العريش ورفح الجديدة والطور، إلى جانب الاهتمام بإقامة العديد من محطات الكهرباء في شبه جزيره سيناء، ورفع كفاءة محطات كهرباء أخرى كانت موجودة بالفعل، مع إقامة مجمع محطة محولات بحر البقر، وإقامة محطة محولات للطاقه المتجددة في سيناء.
كل ذلك لفهم الدولة الكامل المتمثل في فهم القيادة السياسية أننا إذا أردنا الحفاظ على أرضنا الغالية فعلينا أن نعمل بصورة كاملة على إقامة مجمعات سكنية وتنموية في المنطقة، والحفاظ على طبيعتها السكانية وهويتها، وهو ما قامت به الإدارة السياسية، فأصدرت توجيهات بإقامة مجمعات سكنية كاملة بمنشآتها الخدمية من مدارس ومستشفيات، مع إقامة عدة جامعات على أعلى مستوى حتى يتحقق الاستقرار والأمان لساكني سيناء كسائر ساكني محافظات مصر.

الناظر إلى قطار التنمية في مصر عامةً وسيناء خاصةً يرى أن قطار التنمية والنمو على كافة محاوره الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، التي تقوم على تطوير وتحديث ما هو موجود بالفعل مع بناء وإقامة الجديد، وهي رؤية رشيدة للتنمية والاستفاده الكاملة من كافة الموارد المتاحة مما يحقق أهداف التنمية المستدامة التي نتطلع إليها في كافة ربوع مصر بصورة عامة وفي سيناء الغالية خاصة والتي لا زالت تحتاج إلى المزيد من المشروعات التي تدعم نموها السكاني مع زياده المناطق اللوجيستية لدعم نموها الاقتصادي بعد أن تم بنجاح جعلها متصلة بصورة كاملة بالوطن الأكبر مصر، لأن أرض الفيروز هي مهد الحضارات وقلب مصر النابض وسله غذاء العالم.

آخر الأخبار