«الضربات الامنية ، رفع معدل الفائدة ، و تراجع المضاربات» .. كلمات سر انخفاض الدولار في السوق السوداء
تسيطر علي سوق الصرف حالة كن الارتباك متذ فترة طويلة ، نتيجة وجود سعرين للدولار يتم التعامل بهما في مصر ، السعر الرسمي ” و هو السعر المعلن الذي يتم التعامل به في البنوك الحكومية و التجارية ” ، و السعر الغير معلن وهو سعر الدولار في السوق الموازي ” السوق السوداء” و الذي يسبب صداعا مزمنا في رأس الحكومة لخروجه عن السيطرة و تسجيله مستويات غير مسبوقة ، مما اشعل اسعار الكثير من السلع و علي راسها ( الذهب ، الحديد ، السيارات ، و الاجهزة الكهربائية ) و جميعها سلع يتم تسعيرها علي اساس سعر الدولار في السوق السوداء .
وما زاد من الامر سوء أن تجار السوق السوداء خلال الفترة الماضية كانوا يتعاملون مع الدولار وكأنه سلعة يجمعون الدولار من السوق لإحداث نوع من الإرهاب الاقتصادي وهز ثقة المواطنين في الحكومة ، مستغلين الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية,
و علي ما يبدو ان هناك انفراجة وشيكة في السيطرة علي السعر الموازي للدولار ، حيث
شهد سعر الدولار في السوق السوداء هبوطا ملحوظا خلال الأيام الماضية، بعد أن سجل مستويات وصلت إلى 71 جنيهاً، ليبدأ الدولار في رحلة هبوط إلى مستويات وصلت إلى 56 و 58 جنيها خلال التداولات اليوم .
شح الدولار
و تشهد مصر منذ فترة ليست بالقصيرة ” شح كبير في الدولار ” نتيجة هبوط دخل قناة السويس الناتج عن اضطراب حركة الشاحنات في البحر الأحمر بسبب الصراع القائم بين قوات التحالف الغربية بقيادة الولايات المتحدة وقوات الحوثيين في اليمن .
كذلك أدى هبوط الـ 80% في تحويلات المصريين من الخارج عند مقارنة 2023 بـ 2021 مع وجود توقعات باستمرار الهبوط إلى قلة المعروض من الدولار وزيادة الاختلال بين العرض والطلب في مصر.
اسباب تراجع الدولار
يرجع الهبوط الملحوظ في سعر دولار السوق الموازي لعدة اسباب ، من أهمها انتشار معلومات عن اقتراب دخول سيولة دولارية ضخمة للبلاد خلال الفترة القادمة ، ناتجة عن تنفيذ والاتفاق علي بعض المشروعات التي يجرى تجهيزها مع بعض الاستثمارات الجديدة ، و انتشار تصريحات ومعلومات عن استثمارات خليجية ضخمة بمليارات الدولارات ستدخل مصر الأيام القادمة دفع أيضا لتراجع دولار السوق السوداء.
و لعل من اهم الاسباب ايضا وراء تراجع الدولار الموازي ، قرار البنك المركزي في اجتماعه الاخير برفع أسعار الفائدة 2 % ( 200 نقطة أساس) وهذا أدى لتراجع وهبوط كبير في أسعار الذهب لأن التجار يسعرونه وفقا لدولار السوق السوداء .
و من ضمن الاسباب ، وان لم تكن من اهمها و اكثرها تأثيرا ، ” الضربات الأمنية المكثفة ” التي تم توجيهها من قبل الجهات الأمنية الأيام الماضية وضبط عدد كبير من تجار السوق السوداء وهذا أدى لوقف تداول الدولار بالسوق السوداء وقل الطلب عليه فبدأ سعره ينخفض بشكل ملحوظ.
وأسفرت جهود قطاع الأمن العام بالاشتراك مع الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة ومديريات الأمن خلال 24 ساعة عن ضبط 26 قضية عملات محلية وأجنبية مختلفة بقيمة تقدر بـ14،5 مليون جنيه.
كما أسفرت جهود قطاع الأمن العام بالاشتراك مع الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة ومديريات الأمن خلال 24 ساعة عن ضبط 31 قضية بقيمة 15 مليون جنيه و389 ألف دولار و55 ألف يورو و1500 جنيه إسترليني و8300 ريال سعودي، و تم اتخاذ الإجراءات القانونية.
.
كما أن ارتفاع سعر صرف الدولار بالسوق السوداء خلال الفترة الماضية ووصوله لسعر كبير مقابل الجنيه تسبب في تراجع الطلب عليه فدفع المضاربين لخفض سعره .
كذلك اقتراب صرف بقية دفعات قرض صندوق النقد الدولي واحتمالية زيادة التمويل هذا ايضا ساهم في خفض سعر صرف الدولار في السوق الموازي .
مزيد من الانخفاض
و تزيد التوقعات ، بأن الفترة القادمة ستشهد انخفاضا أكبر في سعر صرف دولار السوق الموازي خاصة بعد ضخ كميات كبيرة من الدولار بالسوق عن طريق البنوك نتيجة توفير العملة الصعبة من قرض صندوق النقد الدولي واستكمال برنامج الطروحات الحكومية ودخول استثمارات عربية وخليجية لمصر الفترة القادمة .
سعر وهمي
اكد عدد من الخبراء والمحللين الماليين ، ان سعر صرف الدولار في السوق السوداء ” وهمي” وغير حقيقي و سيتراجع أكبر الفترة القادمة خاصة إذا حدث تحريك جديد لسعر الصرف .