أحمد إسماعيل صبرة يكتب: شروط للتعافي الاقتصادي لمصر.. الصناعة أولًا

تعافي الاقتصاد المصري وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية يتطلب تنفيذ سلسلة من السياسات والإجراءات التي تركز على تعزيز الصناعة وزيادة الصادرات.
تعد الصناعة بمثابة العمود الفقري لأي اقتصاد حديث، وتلعب دورًا حيويًا في تحقيق النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة.

وأرى أن الشروط الأساسية لتحقيق التعافي الاقتصادي لمصر، ودور الصناعة كركيزة أساسية في هذا التعافي، والإجراءات المطلوبة لزيادة الصادرات الصناعية تتلخص في :-

*الإصلاحات الهيكلية*:
– يحتاج الاقتصاد المصري إلى إصلاحات هيكلية لتحسين كفاءة المؤسسات العامة والخاصة ويجب تبني سياسات تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال وتقليل البيروقراطية وتعزيز الشفافية في الإجراءات الحكومية.

*الاستقرار السياسي والأمني*:
– يعتبر الاستقرار السياسي والأمني شرطًا أساسيًا لجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية ومصر نجحت بصورة كبيرة في توفير بيئة مستقرة تعد أمانًا للمستثمرين وتشجع على ضخ المزيد من الأموال في الاقتصاد.

*تحسين التعليم والتدريب المهني*:
– يجب تطوير نظام التعليم والتدريب المهني لتلبية احتياجات السوق وتحسين كفاءة القوى العاملة والاستثمار في التعليم يضمن تزويد السوق بالمهارات اللازمة لتحقيق النمو الصناعي والاقتصادي.

*تطوير البنية التحتية*:
– الاستثمار في البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والموانئ وشبكات الاتصالات، يعزز من كفاءة النقل والإنتاج ويقلل التكاليف، مما يسهم في تحسين تنافسية المنتجات المصرية.

والصناعة بطبيعة الحال تعد أساساً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصناعة المحرك الرئيسي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر للأسباب التالية:

*توفير فرص العمل*:
– تعتبر الصناعة من أكبر القطاعات التي توفر فرص عمل، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. نمو القطاع الصناعي يساعد في تقليل معدلات البطالة وزيادة دخل الأفراد.

*زيادة الإنتاج المحلي*:
– تطوير الصناعات المحلية يقلل من الاعتماد على الواردات، مما يساعد في تقليل الفجوة الدولارية وتحقيق توازن في الميزان التجاري.

*تعزيز التصدير*:
– الصناعة تسهم بشكل كبير في زيادة الصادرات، مما يوفر تدفقات نقدية أجنبية تساهم في استقرار العملة المحلية وتحسين الميزان التجاري.

وأري أن هناك عدد من الإجراءات المطلوبة لزيادة الصادرات الصناعية تتضمن :-

*تحسين الجودة والمعايير*:
– يجب على الشركات الصناعية المصرية تحسين جودة منتجاتها والالتزام بالمعايير الدولية وهذا يتطلب استثمارات في التكنولوجيا والابتكار لتحسين تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية.

*توفير حوافز للتصدير*:
– تقديم حوافز ضريبية ومالية للشركات التي تستهدف التصدير يمكن أن يشجع المزيد من الشركات على دخول الأسواق الخارجية ومن الضروري أن تشمل هذه الحوافز دعمًا ماليًا وإعفاءات ضريبية وتسهيلات في الحصول على التمويل.

*تطوير البنية التحتية اللوجستية*:
– تحسين البنية التحتية اللوجستية، مثل الموانئ والمطارات والنقل البري، يسهل عمليات التصدير ويقلل التكاليف. يجب الاستثمار في إنشاء مناطق صناعية متخصصة بالقرب من الموانئ والمناطق الحرة لتسهيل عمليات الإنتاج والتصدير.

*الترويج التجاري*:
– دعم الشركات المصرية في الترويج لمنتجاتها في الأسواق الدولية من خلال المعارض التجارية والبعثات التجارية يمكن أن يساعد في فتح أسواق جديدة وزيادة حجم الصادرات.

*تسهيل الإجراءات الجمركية*:
– تسهيل الإجراءات الجمركية وتسريع عمليات التخليص الجمركي يقلل من وقت التصدير والتكاليف المرتبطة به. يجب أن تكون هناك منظومة جمركية متطورة تدعم عمليات التصدير بكفاءة وسرعة.

في الختام، تحقيق التعافي الاقتصادي لمصر يعتمد على تعزيز القطاع الصناعي كركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. من خلال تبني السياسات الصحيحة والإجراءات المناسبة، يمكن لمصر زيادة قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية وتحقيق نمو اقتصادي مستدام يوفر فرص عمل ويزيد من مستوى المعيشة للمواطنين.

 

آخر الأخبار