بحاول الفيلسوف الألماني كتابة سيرة ذاتية تؤرخ لتطور تفكيره الفلسفي و العلمي ، مع التركيز على الظروف و العوامل التي صقلت نظرياته الفلسفية و رؤيته لمسائل الوجود.
يتبنى نيتشه الوجودية الملحدة ، منطلقا منها لترسيخ فلسفته التي بسطها في عديد مؤلفاته ” نقيض المسيح، هكذا تكلم زرادشت، أفول الأصنام، ضد فاغنر ، ما وراء الخير و الشر ، جينالوجيا الأخلاق…” انه يشرح عبر كتابه الظروف التي كان يكتب خلالها مع اعطاء فلاشات عما يميز كل كتاب .
الدين والتدين
في كتاب هذا هو الإنسان تهجم كبير على الألمان خصوصا و على التدين و الدين عموما ، معتبرا الدين غطاء ميتافيزيقي لكل عاجز ، متهما كذالك رجال الدين بالعمل على خلق قيود لتكبيل الانسان .
ان نيتشه أسس لمفهوم الانسان الطبيعي اي الخالي من كل كبت، وهو المفهوم الذي سيطوره سيغموند فرويد و هو يرسي قواعد التحليل النفسي الحديث.
الانسان و الحضارة
من اعجب ما قال في هذا الكتاب ، ” الدعوة الى العفة تحريض عمومي على معاكسة الطبيعة ” في اشارة الى صلب فلسفته الوجودية ، الرامية الى خلق صراع بين الانسان و الحضارة .
ان كتاب ” هذا هو الإنسان ” هو اللبنة الاخيرة التي وضعها نيتشه لاستكمال نظريته الفلسفية و الابستيمولوجية ، مؤلف رائع بلغة شعرية ، يقرأ في حالة الصحو كما في حالة السكر ، و مدخل واسع لاستيعاب المذهب الوجودي الحديث و المعاصر.