أشرف حجر: القطاع الخاص يحتاج إلى تسهيل الإجراءات وتخفيف الأعباء الضريبية
قال الدكتور أشرف حجر، رئيس شركة المحاسبين المصريين القانونيين، أن القطاع الخاص الوطني يحتاج إلى اهتمام ودعم من الحكومة من خلال تخفيف الضغوط الإجرائية على الأعمال الخاصة والمتوسطة، وتخفيف الأعباء الضريبية.
وأضاف “حجر” خلال لقائه في برنامج منتدى الأعمال مع الإعلامي سعيد الأطروش، أن الصناعة هي حجر الأساس في الأعمال التجارية، وتشجيع الاستثمارات المحلية يجب أن يكون على جدول أعمال الحكومة الجديدة.
البيروقراطية ليست المشكلة
وأكد حجر أن المشاكل التي تواجه الأعمال التجارية واحدة، والكلام عن البيروقراطية لا يعني التخلص منها كليًا، بل نرغب في تخفيض الضغوط لأن التخلص منها كليًا يحولنا إلى الفوضى، ونحن لا نتحدث عن الفوضى، بل عن البيروقراطية العادلة وما يتبعها من تخفيض الرسوم، لأن كلما زادت التفاصيل زادت التكاليف.
الأعباء الضريبية
وقال: “نحن نطمح في أن يكون لدى الحكومة الجديدة توجه لتخفيض الضغوط الإجرائية وتخفيف الأعباء الضريبية وتقسيطها تضامنًا مع القطاع الخاص الذي يعاني كما تعاني الدولة.
القطاع الخاص مرأة الدولة
وقال: “وما يحدث للقطاع الخاص هو انعكاس لما يحدث في الدولة وفي العالم، كل رغباتنا أن نستمر على قيد الحياة لأن الضغوط إذا زادت أكثر من ذلك قد تقضي علينا، ونحن لسنا شركات عالمية ممولة بمليارات الدولارات.”
وأكمل: “أرغب في التحدث عن شركات القطاع الخاص والعائلي، حيث أن انتباه الأعمال يتجه دائمًا نحو شركات عالمية مثل جوجل ومايكروسوفت، التي هي بالتأكيد شركات عظيمة، ولكنها تغطي مجرد جزء صغير من حياتنا، وليس حياتنا بأكملها”.
الاهتمام بالقطاع الخاص
وقال: “الحياة كبيرة جدًا، ولن تتمكن الشركات العالمية من تغطية كل جوانبها بالتأكيد، ويجب أن ننوه على أن القطاع الخاص هو ركيزة الاقتصاد وحجر الأساس الذي يدعم كل أعمال العالم من حولنا، حيث يعتمد معظم النشاط الاقتصادي عليه”.
لوم رجال الأعمال
وأضاف: “وأنا لا أرغب في إلقاء اللوم كليًا على الحكومة والقول إن زيادة الضغوط هي التي جعلت القطاع الخاص يعاني، أحب أن أكون موازنًا، حيث ألقي اللوم بقدر ما يجب على الحكومة، فأنا أيضًا بحاجة إلى أن ألقي اللوم أيضًا على رجال الأعمال”.
وشدد : “نحن كرجال أعمال في القطاع المتوسط نفتقد إلى جزء كبير من المهنية في إدارة أعمالنا، كيف؟ لأننا في القطاع المتوسط غالبًا ما ندير بما نسميه “بالحب” دون رؤية مستقبلية، بدون خطط، بدون هيكل تنظيمي، وبدون قراءة للقوائم المالية والتقارير”.
حال القطاع الخاص
وأشار إلى حال القطاع الخاص، قائلًا: “ألاحظ في القطاع الخاص أننا نتخذ قرارات بمئات الملايين دون دراسة أو رؤية أو استشارة خبراء، وهذا يؤدي إلى أن نتخذ القرارات بشكل عاطفي، وعندما يتم اتخاذ القرار ويتحدث عنه بملايين، نجد أنه لم يتم احتساب كافة الأبعاد بشكل صحيح.
وقال: “هناك نقاط قوة هنا وهناك، لكن الخطأ الذي يمكن أن يحدث قد يكون كافيًا لتدمير كل شيء. لذلك، أنا أرغب في التحدث عن القطاع الخاص وأزماته، حيث أن لدينا 11 من كل 15 سجل يغلق فعلاً، وهذا حقيقة”.
روشتة العلاج
وأكمل: “لذا، ما هي الخطوات اللازمة لعلاج هذا؟ إنها خطوات كبيرة حقًا للقطاع، لأننا نمتلك العباقرة، ولكن العبقرية الزائدة بدون توجيه علمي تتحول إلى فوضى، والفوضى لا تؤدي دائمًا إلى نتائج جيدة”.
وأضاف: “كنت أتمنى أن أتحدث عن الحاجة لإعادة توجيه القطاع الخاص، حتى نتمكن من التحدث في كل اجتماع عن الحكومة، لديها تحديات مثل تحدياتنا، وتحتاج إلى تطوير مستوى أعمالها، فنحن أيضًا كرجال أعمال في القطاع الخاص والعائلي بحاجة إلى تطوير مستوى أعمالنا”.
أزمات القطاع الخاص
وقال: “أود أن أتحدث عن القطاع الخاص والأزمات التي يواجهها، حيث إنه واقع أن 11 من كل 15 سجل يقفل فعلاً، وهذه حقيقة صادمة، هذا هو السؤال الكبير الذي يجب النظر فيه، لأن لدينا عباقرة في القطاع الخاص، لكن العبقرية الزائدة دون توجيه علمي تتحول إلى فهلوة، والفهلوة لا تؤدي دائمًا إلى نتائج جيدة”.
وأضاف: “كنت أتمنى أن أتحدث عن ضرورة إعادة توجيه القطاع الخاص، حتى نتمكن من التحدث في كل اجتماع بشكل مناسب بدلاً من التركيز المتكرر على الحكومة. الحكومة لديها تحدياتها كما لدينا نحن، ومن المطلوب منها تحسين مستوى أعمالها”.وقال: “إن من البديهيات والأساسيات في التشغيل في أي عمل تجاري في العالم أن يكون لدينا هيكل تنظيمي”.
وأوضح: “أنا نادراً ما أدخل شركة وأجد هيكل تنظيمي، ستتهموني بالباطل بالطبع وستقولون، لا، بالتأكيد إذا دخلت ستجد أنها مثبتة بشكل جيد ومكتوبة بألوان جذابة،لكن المفاجئة أنها تكون غير مطبقة”
الهيكل التنظيمي
وقال: “أريد أن أخبركم أنني دخلت مرة شركة ذات سمعة، وبعد ذلك سألنا عن الهيكل التنظيمي، رئيس المجلس الإداري ضغط على الزر وجاءت السكرتارية، كنا نريد الهيكل التنظيمي، قالوا لنا بعد إغلاق الباب، جلسنا حوالي 3 أو 4 دقائق وسمعنا أصوات من الخارج وبعد مرور وقت طويل للغاية، عندما جاءت ورقة صفراء مقطعة، كان الهيكل التنظيمي متساقطًا خلف الدولاب”
وأضاف: “لماذا لم يكن مطبقًا؟، نحن نتعامل معه كما لو أنني ذهبت لدورة أو كورس، قالوا لنا أنه يجب أن يكون لدينا هيكل تنظيمي، فأمسكت بورقة وقلم ورسمت شيئًا مشابهًا لما يرسمونه أو حصلت على شيء من الإنترنت ونفذته دون أن أدرك أهمية الهيكل التنظيمي وخطورة تأثيره على العمل، وكانت النتيجة أن المنتج لم ينجز في الوقت المناسب ولا يمكننا عمل عرض تقديمي جذاب، وبعد ذلك لا يمكننا الاستمرار”.
قيد البورصة
وأكمل: “بالطبع، المهندس ذكر أنه تجمع كلمتين مهمتين جوهريتين: الضغوط الإجرائية المرتفعة وفتح باب التمويل الائتماني”
وقال، “نحن نأخذ كلمة الضغوط الإجرائية المرتفعة، ونأخذ معها أيضًا كلمة مجاورة لفتح الباب الائتماني، والذي يعني فتح القيد في البورصة المصرية؛ لأن القيد في البورصة هو مصدر من مصادر التمويل الهامة، ربما هو السبب في عدم شيوع فتح القيد، رغم أنه يوفر فرصًا استثمارية”.فتح باب قيد الشركات.
الاستثمارات المحلية
وقال: “من الضروري والجوهري للشعب بأسره أن لدينا العديد من الاستثمارات المحلية التي تبحث عن استثمار آمن ومضمون من الدولة.
وطالب”حجر” بفتح باب القيد لشركات المقاولات لزيادة رأس المال في البورصة المصرية يمثل فرصة مهمة لهذه الشركات للعثور على التمويل الذي تبحث عنه، ويتوافق مع احتياجات المستثمرين في الحصول على استثمار آمن ومحمي من الدولة والحفاظ على قيمة رأس المال”.أهمية الهيكل التنظيمي.
القطاع الخاص
وأكمل: “ذكرت، نحن نتحدث عن ضرورة تطوير منهجية إدارة الأعمال في القطاع الخاص، وتطوير هذه المنهجية يحتاج إلى خطوات محددة، وأول هذه الخطوات هو الهيكل التنظيمي، هذه الكلمة قد تبدو كبيرة بعض الشيء وتثير بعض التوترات”.
وأضاف،كان أساتذتنا ومشايخنا في المهنة يدرسون هذه الأمور في الكلية، وكانت لدينا تعامل معها كموضوع ترفيهي.
الهيكل التنظيمي
وقال، إن الدكتور كان يشرح الهيكل التنظيمي أمام البروجكتور، وكنت أنا وزملائي نناقش قضايا الأمة، وكنت أعتبر ذلك موضوعًا بسيطًا، ولكن بعد أن شعرت بالنضج، اكتشفت أن هذه الكلمات كانت من ذهب، وكان أساتذتنا يرمونها كأنها لا شيء.
وأضاف: “اليوم، في القطاع الخاص، أعاني عندما أتحدث إلى عملائي في القطاع المتوسط، حيث يسمعونني وأنا أتحدث عن الهيكل التنظيمي كموضوع فلسفي ترفيهي، دون أن يدركوا أن الحياة التي يعيشونها تنبع من مصطلحات كهذه التي أتحدث عنها”.