الدكتور عبدالرحمن طه يكتب: انضباط التطوير الإداري والنمو الاقتصادي

لاشك أن للخبرة عامل هام ومؤثر في تسيير الحياة الاقتصادية والتشغيلية بشكل يومي وعلى معدلات النمو الاقتصادي لدى المؤسسة التي تتوافر لدى صاحب العمل ومدير المؤسسة سواء كانت عامة أو خاصة أو حتى الدولية، فعند صاحب العمل العديد من المهارات المكتسبة طيلة سنوات عمل وكفاح يدعمه في ذلك تلك النجاحات التي حققها والإيرادات وتجاوزه التجارب والتحديات التي صنعت منه اليوم هذا الرجل الذي يشار له بالبنان أو صاحب العلامة التجارية محل ثقة الجميع.

تلك الخبرة تصطدم وبشكل دائم مع مبدأ “انضباط التطوير الإداري” وبمرور الوقت يحدث تركيز للسلطات في يد المدير وصاحب المؤسسة إما لثقته في تحقيق نجاحات وهي موجودة على أرض الواقع بالفعل وإما لعدم ثقته في المحيطين لذلك تجد دائما تركيز للسلطات في يد صاحب المنشأة و توحيد لنفسه في اتخاذ القرار وعدم إنصات لأحد ولكي يدعم صاحب المؤسسة قراراته يحيط نفسه بأهل الثقة ويجنب أهل الكفاءة والخبرة لا لشئ غير انه يريد إثبات أن قراراته هي القرارات السليمة وأن الإدارة اكبر بكثير مما يعتقدها الموظف مهما علا شأنه، و إذا سلمنا بتلك النظرية فالأمر يكون عرضة للتحول من رجل انتاج لحللال مشاكل رجل ينظر لحل ما يطرأ من مشكلات بدلا من أن يكون بعقد صفقات بشكل دائم ومستمر فتقل الإبداعية والتطوير الإداري ويكثر الفساد و تنتشر الهشاشة الإدارية ويصبح البيت الإداري من الداخل يحتاج لحل سريع و فوري، وما بين التوازن الخبراتي المدعوم بأهل الثقة والتطوير الإداري المدعوم بأهل الكفاءة تقف المؤسسة بين شقي الرحى.

 حسنا ، لا شك أن المجتمعات العربية تعاني بشكل كبير من تلك المسألة الأمر الذي يصب في تأخر النمو الاقتصادي أو ارتفاع العائدات بنسبة أقل مما لو كان هناك تطوير في السياسات العامة والخطط الإدارية والرؤى المستقبلية وعليه فإنه لتجنب الاثار السلبية لتلك المعضلة وإحداث توازن ما بين الخبرة والتطوير الإداري هو أن يعرف المدير او صاحب المؤسسة عامة او خاصة أن التطوير الإداري ما هو إلا وسيلة لاستمرار نجاحات اقتصادية سابقة قد حققها من قبل وأن عدم السعي لوضع سياسات إدارية عامة متطورة ستكون سببا لانتكاسة اقتصادية وتشغيلية لا مفر منها ذلك التطوير مدعوم بأهل كفاءة ولا توجد كفاءة خائنة فلا تقلق فالكفاءة مصحوبة بالثقة.
عزيزي المدير لا ضير من أن تجتمع مع من له رؤية في وضع السياسات العامة لتطوير عملك وتعظيم انتاجيتك لا ضير من أن يكون هناك من يعرف أمرا أنت لا تعرفه إما لأنها معلومة جديدة أو أنك لا تجدها أمامك بسهولة نظرا لكثر انشغالك فتحتاج من يحمل لك مشعل لطريق انت راسمه فأنت لست آلهة تستطيع فعل كل شئ في آن واحد دون خطأ كما أن الناموس الكوني الذي وضعه الله لنا أنه ” لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض” فكيف لك أن تعطل الناموس الإلهي وتنتظر نجاحات مرجوة في عملك ؛ أينعم قد تحقق نجاحات ولكنها متناقصة لا تتناسب وحجم رأس المال المدار . عزيزي صاحب المؤسسة لا غضاضة في أن تسمع وتطبق بشكل جزئي ودائم تطوير إداري وتطبيق للتدريب المهني الإداري بشكل دائم ومستمر حتى تضمن استمرارية نجاحاتك اعتمادا على الشباب الناجح واستغلال اخر ما وصل له العلم
ذلك أن الوقوع في فخ الخبرة وان مبرر عدم الاستماع للآخرين هو نجاحاتك السابقة ستجذب لك بطانة ثقة غير متطورة تعظم من تاريخك وتوافقك قراراتك دون دراسة لا لشئ غير الحصول على رضاك ولن تحصل منهم على نصيحة حتى ولو خاطئة وتبعد عنك نصيحة البطانة الصالحة المتطورة لأنها تخشى بطشك وغضبك حتى من مجرد توجيه النصح و إذا كنت تحب البطانة الأولى دون الثانية فلا بأس أن تجعل للثانية يوما في العام تستمع لهم حتى تقارن بين السياسات المطبقة قبل وبعد وتقارنها بالمقترحات الخاصة بالسياسات العامة ولو تحت شعار “زوروني في السنة مرة “.

الرابط المختصر
آخر الأخبار