ربما سيرى البعض ان العنوان غريب.. وربما مثير..
وبالطبع سيتساءل البعض الاخر عن العلاقة بين العقار وعصير القصب ..
وفي المطلق ليس هناك اي علاقة بين العقار وعصير القصب .. لكن الواقع غير ذلك ..
منذ زمن ليس بعيد حيث كان لدينا من الرفاهية ان نتجول في الشوارع (نتمشي) وكان لهذا الأمر متعة خاصة تختلف تماما عن التجول داخل المولات التجارية الحديثة على المجتمع .. حيث كانت البساطة هي سمة معظم سلوكيات الناس .. وكان من احد أهم المظاهر التي تميز هذه التجربة هو عصير القصب ..
حيث انه لا خروج للتجول دون الاستمتاع بعصير القصب التي كانت ولازالت تنتشر المحلات التي تقدمه في أغلب الشوارع .. وكان لاختيار محل العصير الذي قد تتوجه إليه مظهر وحافز اساسي .. وهو الزحام ..
فإن كان هناك إقبال علي هذا المحل .. اذا هو يقدم احلي عصير .. ودائما ما يصح التقدير حيث انه لا يقبل الناس الا على المنتج الجيد ..
وهنا ومع الفارق الكبير انتهج البعض هذه الثقافة في عرض العقار .. وأصبح هدف بعض العاملين في هذا المجال لاسيما القائمين على عملية البيع هو خلق حالة من الزحام .. مما يظهر ان هناك إقبال علي مشروعاتهم وهو بالتبعية دليل على جودة المنتج والسمعة الطيبة للمطور العقاري وما إلي ذلك ..
هذا من وجهة نظر من يقوم بهذا النوع من الانشطة الترويجية ..
وهذا الأمر وان نجح مرة في تحقيق نتائج بيعية تشير الى نجاح هذه المنهجية الامر الذي يبرر تكرارها .. الا ان سرعان ما سيكتشف الناس ان الأمر ما هو إلا خدعة.
وحيث ان العقار من السلع الرأسمالية .. ويعتبر احد اهم الأوعية الادخارية المرتبطة بثقافة المجتمع .. لذا لا يصح ان يكون قرار الشراء مبني علي سلوكيات غير مسئولة هدفها الخداع .. في بعض الاحيان.
ومن الإنصاف هو عدم التعميم حيث أن المطور العقاري الذي يقدم قيمة حقيقة وصاحب سمعة طيبة له الحق في اتباع الاستراتيجية الترويجية التي تساعده في الوصول للعميل المستهدف .. وايصال القيمة الحقيقية له .. وهو ما يساعده علي تحقيق مستهدفاته والحفاظ علي حقوق عملائه.
اذا الأصل ان يكون لديك قيمة حقيقية وتسعي لايصالها للناس.
اما أصحاب السلوكيات الغير مسئولة .. ولا يلتزمون بتعاقداتهم مع عملائهم ولديهم من المشكلات الكثير .. فلن تفيدهم استراتيجية عصير القصب.
واخيرا ..
نصيحتي للعميل المقبل علي شراء عقار .. لا أقول لك لا تنخدع بالاقبال .. بل انصحك ان لا تكون مظاهر الزحام هي أحد العوامل المؤثرة في قرار الشراء .. بل عليك ان تقيم احتياجاتك جيدا وتبحث في المعروض بكل طاقتك .. ولا تتمم الشراء الا حين تطمئن من كافة الجوانب .. وأهمها سمعة المطور وسابقة أعماله وكذلك كافة المستندات القانونية للمشروع.
اما صديقي المطور العقاري .. اذكرك بقول الله تعالي في سورة المائدة .. “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ” صدق الله العظيم
ونصيحتي ان تُكرث كل مواردك وادواتك من أجل خلق قيمة حقيقية لعملائك .. واجتهد في تحقيقها .. اسنادا لقوله تعالي في سورة الرعد .. “فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَیَذۡهَبُ جُفَاۤءࣰۖ وَأَمَّا مَا یَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَیَمۡكُثُ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ” .. صدق الله العظيم
وفق الله كل من يُخلِص في عمله ولا ينتهج الادعاء بلا قيمة.
الخلاصة:
العقار .. ليس عصير قصب