استقرت أسعار الذهب بالقرب من مستوى قياسي بعد تصريحات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن خفض أسعار الفائدة المحتمل في سبتمبر المقبل، إلى جانب التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، مما عزز الطلب على الملاذ الآمن.
أداء الذهب وتأثير الفيدرالي
وشهدت أسعار الذهب ارتفاعاً بأكثر من 5% في يوليو الماضي، حيث حافظت على استقرارها فوق 2445 دولاراً للأونصة بعد صعودها، أمس الأربعاء، ورغم أن بنك الاحتياطي الفيدرالي أبقى على أسعار الفائدة دون تغيير، إلا أن تصريحات جيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي، حول إمكانية خفض تكاليف الاقتراض في الشهر المقبل أدت إلى تراجع عوائد سندات الخزانة والدولار.
أداء الذهب كسلعة أساسية
ويُعد الذهب أفضل السلع الأساسية أداءً هذا العام، حيث سجل سلسلة من الأرقام القياسية وارتفع بنحو 20% منذ بداية 2024، وكان هذا الارتفاع مدفوعاً بعدة عوامل تتضمن عمليات الشراء المستمرة من قبل البنوك المركزية، والطلب القوي على السبائك من المستثمرين الآسيويين، بالإضافة إلى التوقعات المتزايدة لخفض أسعار الفائدة الأميركية وارتفاع التوترات الجيوسياسية.
توجه المستثمرين
ويترقب المستثمرون بعد اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي، صدور بيانات اقتصادية هامة، منها طلبات إعانات البطالة وتقرير الوظائف الأميركية، وبيانات رواتب العاملين في القطاع الزراعي، وغير صناع السياسات النقدية لهجتهم للإشارة إلى قلقهم المتزايد من ضعف سوق العمل.
وقالت تشارو تشانانا، المحللة في مؤسسة “ساكسو كابيتال ماركتس”، إن البيانات الاقتصادية الأعلى قليلاً من المتوقع “لن تمحو الحماس بشأن خفض أسعار الفائدة على الأمد القريب”، مضيفة أن هذا الاتجاه قد يحافظ على دعم الذهب في الوقت الحالي، إلى جانب التدفقات المرتبطة بتجنب المخاطر الجيوسياسية.
الذهب والتوترات الجيوسياسية
وتتصاعد الأمور في الشرق الأوسط، حيث زادت التوترات بعد أن وجه آية الله علي خامنئي الزعيم الإيراني، بشن ضربة مباشرة على إسرائيل، وذلك بعد اتهام طهران لتل أبيب باغتيال الزعيم السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، على أراضيها، وقتل مسؤول كبير في “حزب الله” اللبناني في بيروت.
أسعار الذهب والمعادن الأخرى
واستقر سعر الذهب في التعاملات الفورية عند 2446.53 دولار للأونصة بعد أن قفز بنسبة 1.5% أمس الأربعاء.
وبلغ سعر المعدن النفيس ذروته الشهر الماضي عند 2483.73 دولار للأونصة، كما استقر مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بعد انخفاضه 0.6%.
وتراجعت أسعار الفضة إلى ما دون 29 دولاراً للأونصة، بينما هبطت أسعار البلاتين والبلاديوم.