«أبو إبراهيم».. رحلة أسير محرر إلى الرجل الذي تخشاه إسرائيل
أعلنت حركة حماس الفلسطينية اختيار يحيى السنوار رئيساً جديداً للمكتب السياسي للحركة، خلفاً لإسماعيل هنية الذي اُغتيل في إيران في 31 يوليو، وتوجه أصابع الاتهام إلى إسرائيل بتنفيذ العملية.
موقع السنوار في الحركة
وشغل السنوار منصب رئيس الحركة في غزة، وتعتبره إسرائيل من أبرز المطلوبين “حياً أو ميتاً”، بحسب تصريحات مسؤولين لموقع أكسيوس الأمريكي، ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن التخلص من السنوار سيعجّل بانهيار حماس عسكرياً وينهي الحرب التي بدأت بهجوم حماس الدامي على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
الاتهامات الإسرائيلية
ويتهم المسؤولون الإسرائيليون “السنوار” بأنه الرأس المدبر لتلك الهجمات، إلى جانب عناصر أخرى في الحركة، بما في ذلك محمد الضيف قائد الجناح العسكري لحماس، ونائبه مروان عيسى.
وصرح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في 6 ديسمبر عن السنوار قائلاً: “يمكنه أن يهرب ويختبئ لكننا سنحصل عليه”، بعد أن حاصرت قوات الجيش الإسرائيلي منزله في مدينة خان يونس.
ورصد الجيش الإسرائيلي مكافأة بقيمة 400 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض على السنوار.
طفولة يحيى السنوار
وولد يحيى إبراهيم السنوار في مخيم خان يونس للاجئين بغزة عام 1962، وأتم عامه الحادي والستين في 29 أكتوبر، وينحدر من عائلة كانت تعيش في مدينة المجدل عسقلان قبل إعلان دولة إسرائيل عام 1948.
التعليم والحياة في السجون الإسرائيلية
وتلقى السنوار تعليمه في مدارس المخيم والتحق بالجامعة الإسلامية في غزة حيث حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، وفي عام 1982، اُعتقل السنوار ووضع رهن الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر بتهمة الانخراط في “أنشطة تخريبية”، ليأتي بعدها في 1988، قضت محكمة إسرائيلية عليه بالسجن مدى الحياة أربع مرات (426 عاماً) أمضى منها 24 عاماً في السجن.
تأثير السنوار ونفوذه
ويوصف “أبو إبراهيم” بأنه صاحب النفوذ الأكبر في الأراضي الفلسطينية، بحسب مجلة الإيكونوميست، ويُعد من الأعضاء المؤسسين لحركة حماس وساهم في تشكيل جهاز أمنها الخاص المعروف اختصاراً بـ (مجد).
ولعب السنوار دوراً محورياً في صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس عام 2011، حيث أطلقت إسرائيل سراحه مع أكثر من 1000 معتقل فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
مسيرته السياسية والعسكرية
وأصبح السنوار بعد تحريره من الأسر قيادياً في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، وانتُخب رئيساً للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة عام 2017، وحاول السنوار تحسين العلاقات بين حماس والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، كما عمل على إعادة تقييم علاقات حماس الخارجية، بما في ذلك تحسين العلاقات مع مصر.
وأدرجت الخارجية الأمريكية يحيى السنوار على لائحتها السوداء “للإرهابيين الدوليين” في سبتمبر2015.
تأثير شخصية السنوار
ويصفه “الشين بيت” الضابط السابق بجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، ميخا كوبي، الذي استجوبه لأكثر من 150 ساعة، بأنه رجل شديد الذكاء، وقاسٍ، ويفتخر بقتله لفلسطينيين اشتبه في تجسسهم لصالح إسرائيل، مما أكسبه لقب “جزار خانيونس”.
ويؤكد الباحث في الشؤون الفلسطينية ميخائيل ميليشتاين أن وحشية هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول تعكس أيديولوجية وشخصية السنوار.