صرح محللون اقتصاديون بتوقع أن يعلن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، اليوم الخميس، خفض ربع نقطة مئوية في أسعار الفائدة، وهو القرار الذي يأتي وسط حالة من الترقب حول تأثير فوز الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في الانتخابات على الاقتصاد الأميركي.
ويُتوقع أن يكون النصف الأول من يوم الخميس هادئًا بالنسبة لرئيس الفيدرالي، جيروم باول، فإن النصف الثاني سيكون حافلًا بالأسئلة المتعلقة بتداعيات عودة ترامب للبيت الأبيض على النمو الاقتصادي والتضخم وتكاليف الاقتراض.
تجارة ترامب
وحقق ترامب فوزًا ساحقًا في الانتخابات الأميركية، مما أحدث تأثيرات كبيرة على الأسواق المالية العالمية. فقد شهدت عوائد السندات الأميركية طويلة الأجل زيادة بنحو 20 نقطة أساس، فيما سجلت الأسهم الأميركية مستويات قياسية.
وشهد الدولار ارتفاعًا ملحوظًا. هذه التطورات تنبئ بتوقعات بنمو اقتصادي أسرع، إلا أن التحديات التضخمية قد تزداد نتيجة سياسات ترامب، التي تشمل فرض تعريفات جمركية شاملة على الواردات الأميركية وتخفيض الضرائب على الشركات والأفراد، ما يعزز التضخم.
تضخم أعلى
وأصدرت مؤسسة “نومورا هولدينجز” توقعات تشير إلى أن التضخم قد يرتفع بمقدار 75 نقطة أساس إضافية في 2025 إذا تم تنفيذ سياسات ترامب كما وعد.
ويتوقع البنك خفضًا واحدًا فقط في أسعار الفائدة من الفيدرالي في العام المقبل، مقارنةً بأربعة تخفيضات كانت متوقعة قبل الانتخابات.
وستزيد تلك السياسات من تكاليف السلع المستوردة للمستهلكين الأميركيين وتحفز الطلب الاستهلاكي من خلال خفض الضرائب، قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم بشكل أكبر.
تحديات الفيدرالي
وكان الاقتصاد الأميركي قبل الانتخابات، يشير إلى سيناريو “الهبوط السلس” مع تراجع التضخم نحو هدف الفيدرالي البالغ 2% دون ارتفاع كبير في البطالة.
وأدى فوز ترامب إلى ظهور مجموعة جديدة من المخاطر، أبرزها الارتفاع المحتمل في التضخم، في ضوء هذه المخاطر، سيحرص الفيدرالي على التفاعل بحذر مع هذه التطورات، وقد يتباطأ في قرارات خفض الفائدة بشكل تدريجي إذا بدا أن التضخم يهدد استقرار الاقتصاد.
قرارات الفيدرالي
ويرى خبراء الاقتصاد أن الفيدرالي قد يعلن عن خفض طفيف في الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية هذا الأسبوع ليصبح ضمن نطاق 4.5% إلى 4.75%.
ويأتي هذا القرار بعد خفض نصف نقطة في سبتمبر، ولكن بيانات اقتصادية أقوى من المتوقع تجعل الخفض الأصغر أكثر قبولًا. ومع ذلك، يبقى الوضع غير مؤكد، حيث من المرجح أن يظل الفيدرالي حذرًا في قراراته المقبلة، خاصة مع استمرار الغموض حول السياسات التي سينفذها ترامب بعد عودته للسلطة.