فاطمة الحديدي: تحديات أسعار المواد الخام تؤثر على تنافسية المنسوجات المصرية.. والقطن يحافظ على تميزه عالميا
كشفت الدكتورة فاطمة الحديدي، رئيس مجلس إدارة شركة باشمينا وعضو المجلس التصديري للمفروشات، عن أن الهدف من تدشين الشركة، هو تطوير الصناعة المحلية، وتقليل الاستيراد بالتركيز على تقديم منتجات مصنعة بالكامل داخل البلاد.
وأوضحت أن فكرة شركة باشمينا بدأت بالاعتماد على الإمكانيات المحلية واستمرت لمدة ٦ أشهر، ما يعكس إصرارها على أن الصناعة الوطنية قادرة على المنافسة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وقالت فاطمة الحديدي في تصريحات خاصة للقرار المصري، من البداية، كان هدفي هو إثبات أن لدينا القدرة على التصنيع المحلي بجودة مقبولة تلبي احتياجات السوق، وبالرغم من التحديات، أثبتت التجربة أن المستهلك مستعد لدعم المنتج المحلي إذا كان يلبي احتياجاته الأساسية.
التعليم المهني
وأشارت إلى وجود فجوة في التعليم المهني والتدريب الصناعي، مؤكدة أن تطوير الكفاءات والمهارات العملية يعد أمرًا حيويًا لدفع عجلة التصنيع.
وأضافت أن التجربة هي المفتاح، ويجب أن نتيح للناس فرص التعلم العملي بدلاً من الاكتفاء بالشهادات النظرية؛ لأن الصناعة تعتمد على التجربة والخبرة الحقيقية.
وطالبت بضرورة توفير تعليم جيد ومناسب يوفر عددًا كافيًا من العمالة المدربة، بحيث يتمكن المصنعون من الحصول على المنتج الذي يحتاجونه بدون ضغوط، مما يسمح لهم بتقديم أفضل جودة وبأسعار تنافسية.
تحديات صناعة المفروشات
ذكرت أن المنتجات المحلية، حتى وإن واجهت في البداية تحديات تتعلق بالجودة، يمكن أن تجد طريقها إلى السوق إذا تم تحسينها تدريجيًا والاستفادة من ردود فعل المستهلكين.
وحول التحديات التي تواجه التصنيع المحلي، قالت إنه بالرغم من إقبال السوق على المنتجات المحلية، إلا أن هناك فجوة واضحة في المهارات والتدريب اللازم لتحقيق الجودة المطلوبة، حيث يفتقر العديد من العاملين في الصناعة إلى التدريب الكافي، والاعتماد على أساليب قديمة وغير فعّالة، مما ينعكس بدوره على جودة المنتج النهائي والتزامه بالمواصفات المطلوبة.
لفتت إلى أنه بالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه صناعة المنسوجات والمفروشات المنزلية في مصر، سواء من حيث المنافسة الخارجية الشرسة أو مشكلات التصنيع والتصدير، إلا أن القطاع مازال يحتفظ بمكانته المتميزة عالميًا، مستندًا إلى جودة القطن المصري الذي يُعد الأفضل على الإطلاق.
وتابعت أن الأسواق الخارجية أقسام تخصص أقسام خاصة تحمل علامة “القطن المصري”، وهو ما يعكس ثقة المستهلكين بجودته.
أكدت رئيس مجلس إدارة شركة باشمينا لصناعة المنسوجات والمفروشات المنزلية، أن الشركة تمكنت من تقديم تصميمات مبتكرة تنافس المنتجات الأجنبية بجودة خامات عالية، ونجحت في الحفاظ على تميز منتجاتها من حيث الخامة والتصميم.
أضافت لكن تبقى مشكلة ارتفاع أسعار المواد الخام عقبة أساسية يجب حلها، حيث نواجه صعوبة في تقديم أسعار تنافسية مقارنة بالمنتجات المستوردة، فضلا عن أن عدم توافر ماكينات حديثة مقارنة بالصين والهند، يجعل المنتج المصري النهائي أقل تنافسية في الأسواق الخارجية رغم رداءة جودة القطن المستخدم في الخارج.
نقص مدارس التعليم المهني
وأضافت أن التحدي الأساسي يكمن في نقص مدارس التعليم المهني المتخصصة، إذ إن العديد من الصنّاع يتعلمون المهنة بطريقة غير منظمة ومن خلال الممارسة الفردية، مما يؤدي إلى غياب الجودة والتأخير في الإنتاج، وهذا بدوره يؤثر على قدرة المنتج المحلي على المنافسة.
وأشارت إلى أهمية توفير بيئة داعمة للصناعات الصغيرة والمتوسطة تشمل التدريب الفني المستمر، تحسين ظروف العمل وتقديم حوافز للعاملين.
تحسين جودة المنتج المحلي
تابعت أنه إذا تم توفير تدريب جيد وأدوات عمل مناسبة، فسيصبح من الممكن تحسين جودة المنتج المحلي ليقترب من المستورد، حتى لو لم يصل لنفس المستوى في البداية، وسيوفر فرص عمل للشباب.
طالبت الحديدي، بضرورة الاهتمام بجوانب مختلفة مثل تحسين المواد الخام، توفير خطوط إنتاج أكثر كفاءة، وإعادة النظر في طريقة تصميم المنتجات وتسويقها، مؤكدة أن التصنيع المحلي لديه إمكانيات كبيرة لكنه بحاجة إلى دعم مستمر من الجهات المعنية.
ضغوطات صناعة المنسوجات
وأرجعت الضغوطات التي تواجه صناعة المنسوجات في مصر إلى عدة عوامل، أبرزها ارتفاع أسعار استيراد المواد الخام بسبب الزيادة المستمرة في أسعار الدولار واليورو، مشيرة إلى أن هذا الأمر يضع الصناعة تحت ضغط كبير في ظل وجود دول منافسة قوية مثل الهند، باكستان والصين، التي تقدم منتجات بأسعار مخفضة ما يجعل المنافسة أكثر تعقيدًا.
نوهت إلى أن مشكلة النقل والشحن تُعد من أبرز العقبات التي تعيق الوصول إلى الأسواق، وخاصة في قارة أفريقيا، التي تمثل سوقًا واعدًا لصناعة المنسوجات.
وقالت: “إنه بالرغم من الإمكانيات الكبيرة في الأسواق الأفريقية، إلا أن خطوط الملاحة غير الكافية وغياب الخطوط المباشرة لبعض الوجهات يشكلان تحديًا كبيرًا أمام توصيل المنتجات المصرية بشكل فعال”.
وأضافت فاطمة الحديدي، أن هذا الوضع يدفع إلى ضرورة التفكير في إنشاء مراكز توزيع استراتيجية لتسهيل حركة المنتجات والوصول إلى الأسواق المستهدفة بشكل أسرع وأكثر كفاءة ويعزز من التواجد المصري في الأسواق الخارجية.
التغلب على الضغوطات
رأت فاطمة الحديدي، أن المستقبل يكمن في الصناعة، ولا يوجد مخرج آخر لأي بلد أو شركة من المشاكل التي تواجه القطاع سوى التركيز على تطوير القطاع الصناعي.
واستكملت أنه بالرغم من الصعوبات التي ستواجه القطاع الصناعي المصري في البداية، لكنها الطريقة الوحيدة لجذب العملات الأجنبية وزيادة الصادرات لبناء مستقبل مستدام.
حلول لتحفيز القطاع الصناعي
وطرحت “الحديدي” حلولا لتحفيز القطاع الصناعي وزيادة الصادرات، وهى ضرورة توفير مدارس تعليمية متخصصة في الصناعة، لتأهيل كوادر بشرية قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية، توفير بيئة صناعية ملائمة مثل تخصيص أراضٍ صناعية في مناطق قريبة من التجمعات السكنية ومرافق النقل العامة وكذا تخفيض العوائد الضريبية.
الضرائب على التصدير
وأشارت إلى أن أحد العوامل التي تؤثر سلبًا على القدرة التنافسية للقطاع الصناعي هى الضريبة المفروضة على التصدير وقالت: “إذا كانت الشركات تتكبد ضرائب مرتفعة تصل إلى 22% على الصادرات، فإن هذا يشكل عبئًا كبيرًا على هامش الربح، فإذا تم تقليص هذه النسبة، فإن ذلك سيسهم في زيادة الصادرات وتعزيز قدرة الشركات على المنافسة في الأسواق العالمية”.