«السياسات الاقتصادية الترمبية» تنذر بالشؤم.. فماذا ينتظر الاقتصاد العالمي؟
يشهد الاقتصاد العالمي حالة من الترقب مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سدة الحكم، بعد فوزه الساحق في الانتخابات الرئاسية.
وتتسم سياسات ترامب الاقتصادية بطابع غير تقليدي ونهج عدواني في المفاوضات، ما يثير تساؤلات حول مستقبل الاقتصاد الأمريكي وانعكاساته على العالم بأسره، ووعد ترامب بإعادة تشكيل الركائز الأساسية للاقتصاد، بما يشمل التجارة، والهجرة، والسياسات الضريبية.
الرسوم الجمركية
ويشكك ترامب في نظام التجارة العالمي، واصفًا “الرسم الجمركي” بأنه “أجمل كلمة في القاموس”، وخططه تشمل فرض رسوم تصل إلى 60% على الواردات الصينية، مما قد يؤدي إلى خفض صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بأكثر من النصف، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على اقتصاد الصين.
وستواجه المكسيك رسومًا جمركية تصل إلى 25%، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لصادراتها، التي تشكل 27% من ناتجها المحلي الإجمالي.
تأثير وضرر عالمي
وتتعرض أوروبا لتهديدات الرسوم الجمركية، حيث يتوقع أن تنخفض صادرات الاتحاد الأوروبي إلى أمريكا، مما يؤدي إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي بنسبة 0.5%، مع تلقي ألمانيا النصيب الأكبر من الضرر.
وستدفع الرسوم الجمركية الشركات إلى نقل مواقع الإنتاج بعيدًا عن الصين إلى دول أخرى في آسيا أو المكسيك، وهو ما قد يعيد تشكيل تدفقات التجارة العالمية.
ترحيل المهاجرين
ويعد الرئيس ترامب بترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين، وهو ما سيؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد المكسيكي والاقتصادات في أمريكا الوسطى، حيث تشكل التحويلات المالية نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي لتلك الدول.
وستؤدي سياسات تقييد هجرة ذوي المهارات العالية إلى دفع العمالة الماهرة إلى نحو دول مثل كندا والمملكة المتحدة.
فوائد محدودة
بينما تواجه أغلب الدول تحديات بسبب سياسات ترامب، قد تحقق دول مثل بريطانيا وأستراليا مكاسب من الإعفاءات الجمركية المحتملة، ومن جانب آخر، تستفيد الدول الصغيرة المصدرة في آسيا من إعادة توطين الصناعات بعيدًا عن الصين.
تنافس المستشارين
وأصبح التنافس بين مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصدرًا للقلق بشأن استقرار سياساته. تشكّل حاشيته مزيجًا غير متجانس من أباطرة وادي السيليكون المؤيدين للهجرة الماهرة، وصقور معسكر “أميركا أولاً” الذين يدعمون فرض ضوابط صارمة على الحدود، إلى جانب مديري صناديق التحوط الذين يعتبرون الرسوم الجمركية أداة للمساومة.
وسيؤدي هذا التنوع الكبير في التوجهات إلى قرارات غير متوقعة وتنافس داخلي يزيد من تعقيد صياغة السياسات.
البيت الأبيض وجماعات الضغط
وتشير توقعات المراقبين إلى أن الرئيس ترامب قد يستخدم الرسوم الجمركية كورقة مساومة تمنح الدول والشركات إعفاءات حسب مدى توافقها مع إرادته، هذا النهج قد يحول البيت الأبيض إلى مركز لجماعات الضغط، ما يهدد بتآكل مبدأ المنافسة الحرة ويضر بسمعة أميركا دوليًا.
ردود الفعل العالمية
ويتمثل عامل عدم اليقين الآخر في استجابة الحكومات العالمية للسياسات الأمريكية التصعيدية، بينما تسعى بعض الدول لتجنب أسوأ السيناريوهات، قد تلجأ أخرى إلى فرض رسوم جمركية انتقامية أو اتخاذ تدابير حمائية.
على الجانب الآخر، هناك أمل في أن تعزز الدول تعاونها، كما حدث مع الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة العابرة للمحيط الهادئ، التي استمرت رغم انسحاب أميركا منها في عهد ترامب الأول.
تشكيل الاقتصاد العالمي
ويشير المحللون إلى أن سياسات الرئيس ترامب قد تعيد رسم خريطة الاقتصاد العالمي، مع تحول مركز الثقل نحو الولايات المتحدة، ومع ذلك، فإن تطبيق هذه السياسات قد يولّد موجة جديدة من التحديات الاقتصادية للدول النامية والمتقدمة على حد سواء.
التجارة الدولية المنفتحة
ويترقب العديد من الشركاء التجاريين الأمريكيين عودة أميركا إلى طاولة المفاوضات في المستقبل، وفي الوقت ذاته، تُبقي الاتفاقات الدولية الأوسع نطاقًا التجارة العالمية مستمرة، حتى وإن تأثرت بتوجهات الإدارة الأمريكية الجديدة.