الشباب هم الحاضر والمستقبل.. هم أصحاب الطاقات التي إذا أُحسِن استثمارها، أصبحت وقودًا للتقدم والنهوض. إن الاهتمام بالشباب وسماعهم لا يعد رفاهية، بل ضرورة مُلحّة لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعصف بالمجتمعات.
في ظل التحديات التي تواجهها مصر، يبرز مؤتمر شباب الصعيد، الذي ينظمه حزب مستقبل وطن، كمنصة واعدة لاحتضان الأفكار وتمكين الشباب على مختلف الأصعدة. هذه الفعالية، التي تنطلق قريبًا من امانة الشباب المركزية بالحزب برئاسة الاخ والصديق احمد حسام عوض تضع حجر الأساس لجسر الحوار بين الشباب وصُنّاع القرار، مما يفتح الآفاق أمام حلول مبتكرة لمشكلاتنا الاقتصادية والاجتماعية.
تجارب دولية عديدة تُثبت أهمية إشراك الشباب في صنع القرار. فعلى سبيل المثال، أطلقت فنلندا “مجلس الشباب الوطني”، الذي يتيح للشباب المشاركة المباشرة في صياغة السياسات العامة، وأثبت نجاحه في تقديم أفكار جديدة تعزز الاقتصاد الرقمي والتعليم المستدام. كذلك، في رواندا، تم إطلاق برنامج “استثمار الشباب” الذي يدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي يديرها الشباب، مما ساهم في تقليص معدلات البطالة وتحفيز النمو الاقتصادي.
ولكن كيف يمكننا استثمار طاقات شبابنا على النحو الأمثل؟ أولاً، يجب أن يتصدر التعليم القائمة، ليس فقط بتطوير المناهج، ولكن بخلق بيئة تعليمية تركز على الإبداع والابتكار. ثانيًا، تمكين الشباب من خلال برامج التدريب المهني وريادة الأعمال، بحيث يصبحون مشاركين فعليين في تنمية الاقتصاد. وأخيرًا، توفير منصات مستدامة مثل مؤتمر شباب الصعيد ليكون الحدث سنويًا، يجمع بين الشباب والمسؤولين للاستماع إلى الرؤى الجديدة، ومناقشة التحديات على أرض الواقع.
إننا بحاجة إلى ترسيخ ثقافة تُقدّر دور الشباب وتمنحهم الثقة في قدراتهم. فهم ليسوا فقط مستهلكين للخدمات، بل صُنّاع الحلول وعماد المستقبل. مؤتمر شباب الصعيد هو خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن الأهم أن نضمن استمراريته، وتوسيع نطاقه ليشمل كافة أنحاء الجمهورية.
في النهاية، لا يمكن لدولة أن تتقدم دون أن تستثمر في شبابها. فطاقاتهم قادرة على دفع عجلة التغيير، وصناعة غدٍ أفضل. لنستمع إليهم، لنمنحهم الفرص، ولنؤمن بأنهم الحل وليست المشكلة.