مصطفى عبيد يكتب: صناعة السيارات في مصر

بدأت صناعة السيارات في مصر عام 1959 بقرار رقم 913 من الرئيس جمال عبد الناصر بهدف تجميع السيارات في مرحلتها الاولي وذلك بانشاء شركة نصر للسيارات في منطقة وادي حوف طريق حلوان علي مساحة 480 الف متر مربع، وتوسعت حتي أصبحت مساحة النصر للسيارات 1.66 مليون متر مربع.

وكانت تجاور النصر للسيارات شركة اخرى وهي شركة وسائل النقل الخفيف التي كانت تنتج سيارة ملاكي شعبية هي السيارة رمسيس تصنع بالكامل ما عدا المحرك يستورد من ألمانيا الشرقية وتنتج أيضا من وسائل النقل الدراجات والموتوسيكلات بالتعاون مع تشيكوسلوفاكيا.

شركة النصر تدرج الإنتاج فيها وأدت الي نجاحات كبيرة ووصل عدد العاملين الى 12 الف عامل، وعندما تزور الشركة من الداخل كأنك في مدينة مليئة بالحركة وليست مصنعاً.

أنتجت الشركة جميع موديلات السيارات الفيات بداية من 1100 – 1300 – 2300 ثم الزاستافا اليوغسلافية وهي أيضا فيات، ثم الفيات 131 ثم الشاهين التركية بجانب سيارات النقل والاتوبيس 50 راكباً بالتعاون مع دويتس الألمانية وتم تصنيع المحرك بالكامل في مصر.

نجحت شركة النصر في انتاج ما يقرب من 25000 سيارة ركوب سنويا وسيارات النقل والاتوبيس بالمحرك دويتس بعضها يعمل حتي الآن وقامت بتجميع الجرار الزراعي اليوغسلافي IMR والذي نال شهرة كبيرة مع الفلاح المصري وكان يسمي الجرار الأزرق وكانت نسبة المكون المحلي اكبر من النسبة في مصانع السيارات الحالية.

ومن المعلومات التي لا تنسى أن وفدا من كوريا الجنوبية حضر الي مصر لزيارة شركة النصر لدراسة التجربة وكان ذلك عام 1963 وعاد الوفد الي كوريا كل آماله ان يطبق تجربة النصر للسيارات في كوريا من شدة الاعجاب بشركة النصر للسيارات.. الآن كوريا تنتج 3.7 مليون سيارة سنويا.

صناعة السيارات من الصناعات المؤثرة في اقتصاد الدول .. للأسف شركة النصر تعثرت ثم توقفت وأصبحت ذكري.. ومنذ منتصف الثمانينات قامت صناعة السيارات في مصر بشكل تجميعي وبدأت عدة شركات عالمية انشاء مصانع لها في مصر بإنتاج موديلات مختلفة مثل سوزوكي – بيجو – أوبل – نيسان – هونداي … الي أكثر من 30 موديل.. نجحت شركة GM في انتاج سيارات ¼ نقل ونصف نقل وساعدت ودعمت ما يقرب من 83 شركة في الصناعات المغذية.

كان عام 2010 هو العام الذهبي لإنتاج السيارات في مصر حيث اقترب الإنتاج من 120 ألف سيارة وبعد ثورة 25 يناير 2011 بدأ الانخفاض في الإنتاج حتى وصل في 2017 الي 36 ألف سيارة وتعثرت المصانع المغذية للسيارات لأسباب عديده.

وبعد التغيير الوزاري الأخير في يوليو 2024 بدأ الفريق كامل الوزير ومجموعة الوزراء الأعضاء في المجموعة الصناعية وضع خطة استراتيجية لصناعة السيارات أولها إعادة تشغيل مصنع نصر للسيارات – انشاء مدينة جديدة لصناعة السيارات، يتم انشاء مصانع مغذية ومصانع تجميع سيارات بالتعاون مع دول آسيا في السيارات الحديثة الكهربائية وهي سيارات المستقبل وبدأ وكلاء شركات السيارات يعيدون تجميع السيارات ونتوقع ان تنتج مصر حتى 2030 مليون سيارة وهذا ليس ببعيد، كما يجب أن تنتج مصر سيارة شعبية 100% تصميم وانتاج مصري كهربائية لتواكب حداثة صناعة السيارات وتكون قيمتها في متناول الطبقة المتوسطة.

معلومات عن إنتاج السيارات في العالم:

أولا – الدول العربية والأفريقية:

رقم 1: المغرب تنتج مليون سيارة تصدر منها ما يقرب من 70% قيمتها 11 مليار دولار – مع العلم بأن المغرب حديثة العهد بالصناعة – إذًا يجب دراسة هذه التجربة والتعاون مع المغرب في صناعات مشتركة وامدادها بالصناعات المغذية للسيارات.

رقم 2: مصر تنتج مؤخرا 50 ألف سيارة.

رقم 3: السعودية 40 ألف سيارة.

رقم 4: الجزائر 30 ألف سيارة.

رقم 5: تونس 20 ألف سيارة.

ثانياً – دول العالم:

– الصين 28 مليون سيارة.

– الولايات المتحدة الأمريكية عام 2022 (عشرة ملايين سيارة).

– اليابان عام 2022 (7.8 مليون سيارة).

– الهند عام 2022 (5.4 مليون سيارة).

– كوريا الجنوبية عام 2022 (3.7 مليون سيارة).

– المانيا عام 2022 (3.6 مليون سيارة).

– المكسيك عام 2022 (3.5 مليون سيارة).

– البرازيل عام 2022 (2.3 مليون سيارة).

– اسبانيا عام 2022 (2.2 مليون سيارة).

– تايلاند عام 2022 (1.9 مليون سيارة).

– أما في ماليزيا التي تغزو العالم، فتمثل صناعة السيارات 38% من اجمالي الناتج المحلي الإجمالي لماليزيا.

مصر تستطيع أن تكون إحدى الدول الكبرى في صناعة السيارات وأيضا تكون احدى أكبر الدول في تصنيع أجزاء وقطع غيار السيارات والتي تنتشر تجارتها في جميع دول العالم وتمثل نسبة كبيرة من التصدير للصناعات الهندسية المغذية للسيارات بما لديها من قدرات إنتاجية في هذا المجال.

علي سبيل المثال مصانع أكتوبر تنتج مجموعات الفرامل للماركات العالمية و4 مصانع لتصنيع ضفائر الكهرباء واحدة منها مرسيدس التي تنتج في أكتوبر وتصدر لأنحاء العالم بعلامة مرسيدس.

المناخ مناسب للدخول في صناعة السيارات بقوة، ولكن تحتاج المسألة الي الاستماع الى اولي الامر في هذه الصناعة الذين عاشوا عمرهم في مطابخ صناعة السيارات.

الله ولي التوفيق..

الرابط المختصر
آخر الأخبار