الزراعة التجديدية.. الحل المستدام لمواجهة التغيرات المناخية والحفاظ على الأمن الغذائي

لقد باتت التغيرات المناخية تشكل أحد أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي عالميا، فقد أدت تلك التغيرات لتدهور التربة، وجفافها، وأسفرت بالطبع عن تراجع الإنتاجية الزراعية من المحاصيل الاستراتيجية، ومن ثَمّ الإضرار بالأمن الغذائي العالمي.

ومع تصاعد التغيرات المناخية وتزايد تأثيراتها السلبية على الزراعة، وفي ظل الممارسات الحالية للزراعة التقليدية التي تسهم في زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، أصبح البحث عن بدائل أكثر استدامة للزراعة ضرورة ملحّة.

ومن هنا يأتي دور الزراعة التجديدية، التي تسهم في تعزيز التربة والحفاظ على الموائل الطبيعية والتنوع البيولوجي وتمنع تدهورها، وتساعد على التخفيف من تأثيرات المناخ.

الزراعة التجديدية 

وتُعرف الزراعة التجديدية بأنها عملية استعادة الأراضي والتربة المتدهورة عبر استخدام ممارسات أكثر استدامة، مثل: الرعي التكيفي، والزراعة بدون حرث، وعدم استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية بصورة مفرطة،

وتعدّ الزراعة التجديدية، تطويرا للزراعة التقليدية لما لها من نتائج إيجابية في الحفاظ على استدامة القطاع الزراعي والأمن الغذائي العالمي، من خلال تقليل استخدام المياه ومنع تدهور الأراضي، وتحسين التربة والتنوع البيولوجي، وتعزيز القدرة على التكيف لمواجهة تغير المناخ.

أهمية الزراعة التجديدية 

وأظهرت دراسات أجراها معهد نوبل للأبحاث، وتم الإعلان عنها في المنتدى الاقتصادي العالمي، أن الأراضي الزراعية المُستصلحة، يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في التخفيف من آثار تغير المناخ، حيث تُقدر قدرتها على امتصاص ما بين 2.6 إلى 13.6 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

ويعكس هذا الرقم الإمكانات الهائلة للزراعة التجديدية، في تحسين جودة التربة وتعزيز دورها كمخزن طبيعي للكربون، مما يسهم في تقليل مستويات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

وبحسب الدراسات، فإن الزراعة التجديدية يمكنها تحويل  الأراضي الزراعية والمراعي التي تغطي ما لا يقل عن %40 من مساحة الأرض إلى ماصات للكربون.

وأشارت إلى إمكانية خفض الانبعاثات الدفيئة لقطاع الزراعة بنسبة 6% بحلول 2030، في حال تبني خُمس المزارعين حول العالم الزراعة الذكية مناخيًّا مثل (الزراعة التجديدية).

طرق تبني الزراعة التجديدية 

واستعرضت الدراسات، طرق تبني الزراعة التجديدية، باتباع مجموعة من الممارسات المستدامة التي تُعزز صحة التربة وتحافظ على الموارد الطبيعية، وفيما يلي بعض الخطوات العملية:

تجنَّب استخدام وسائل الري التقليدية واتبع الوسائل الحديثة المُوفِّرة للمياه، والتي تحافظ على جودة التربة.

استخدم الأسمدة العضوية لتغذية التربة وتجنَّب استخدام الأسمدة والمبيدات الكيميائية.

حافظ على تناوب المحاصيل كل عام وذلك لمنع انتشار الآفات وتقليل استخدام مبيدات الأعشاب أو المبيدات الحشرية.

شارك المعلومات مع مَن حولك بأهمية اتباع الممارسات المستدامة في الزراعة؛ حفاظًا على التربة.

الرابط المختصر
آخر الأخبار