قال الدكتور عبدالرحمن طه، خبير الاقتصاد الرقمي، إن مولدوفا تواجه تحديات كبيرة في قطاعها الصناعي، حيث انخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 8.5% على أساس سنوي في أكتوبر 2024، وهو أشد تراجع منذ يونيو 2023، مدفوعًا بانكماش حاد في الإنتاج الصناعي بنسبة 13.1%.
وأكد طه أن هذا الانخفاض يُعد ثالث فترة انكماش متتالية، مما يشير إلى ضغط واضح على القطاع الصناعي في البلاد.
التعدين والمحاجر
وأشار طه إلى أن التحديات في قطاع الصناعة تزامنت مع أداء إيجابي في قطاعات أخرى، حيث تسارع النمو في التعدين والمحاجر إلى 20.5%، وحقق قطاع إمدادات الكهرباء والغاز والبخار وتكييف الهواء انتعاشًا كبيرًا بنسبة 57.6% مقارنة بانكماش -6.3% في الشهر السابق. وعلى الرغم من التراجع السنوي، شهد الناتج الصناعي نموًا شهريًا بنسبة 13.9% في أكتوبر، ما يعكس بعض التحسن قصير الأجل في الأداء.
الكهرباء والغاز والبخار
وأوضح طه أن الانكماش استمر للشهر الحادي عشر على التوالي في نوفمبر 2024، مع انخفاض بنسبة 1.1% على أساس سنوي، ولكنه كان أقل حدة مقارنة بشهر أكتوبر.
وأضاف أن الأسعار شهدت انخفاضًا أضعف في قطاع الكهرباء والغاز والبخار (-12.1% مقارنة بـ -23%)، بينما تسارعت وتيرة ارتفاع أسعار التصنيع إلى 1.0%، وفي المقابل، تراجعت تكاليف التعدين بنسبة أقل بلغت -10.7% مقارنة بـ -11.8% في أكتوبر.
الاقتصاد المولدوفي
وأكد طه أن هذه الأرقام تعكس صورة مختلطة للاقتصاد المولدوفي، حيث يعاني القطاع الصناعي من تراجعات حادة في حين تسجل قطاعات أخرى تحسنًا ملحوظًا.
القطاعات الاقتصادية
وأشار طه إلى أن هذا التباين في أداء القطاعات الاقتصادية في مولدوفا يعود إلى اختلاف طبيعة القطاعات وتأثير العوامل الموسمية والسياسات الاقتصادية. فالصناعة تواجه تراجعات بسبب انخفاض الطلب و نقص المواد الخام، في حين أن قطاع الطاقة والتعدين ينتعش بدعم من الطلب الموسمي والسياسات التحفيزية، بالإضافة إلى التحديات الجيوسياسية وضعف الاستثمار في التكنولوجيا يزيدان من الضغط على الصناعة، بينما يستفيد قطاع الطاقة من التحول إلى مصادر أكثر كفاءة. هذا التباين يعكس الحاجة إلى سياسات متوازنة لدعم جميع القطاعات.
استقرار الاقتصاد
ودعا طه إلى تنفيذ سياسات تحفيزية لدعم القطاع الصناعي وتعزيز استقرار الاقتصاد، مع التركيز على معالجة العقبات التي تواجه الإنتاج الصناعي وتشجيع الاستثمار في القطاعات الواعدة مثل التعدين والطاقة.