المحاصيل الخشبية المعمرة تساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي والحد من تغير المناخ

تُعد المحاصيل الخشبية المعمرة من العناصر الأساسية في نظمنا الغذائية واقتصاداتنا العالمية، وتلعب دورا محوريا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، لا سيما في مجالات حفظ التنوع البيولوجي، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، والتخفيف من آثار تغير المناخ، حيث تتكون من طبقات متعددة من النباتات، مثل النباتات العشبية والشجيرات والأشجار.

مساحة المحاصيل الخشبية 

وتغطي المحاصيل الشجرية سوا كانت التفاح، أو الكرز، أو الزيتون، أو المكسرات، أو القهوة، أو الكاكاو، مساحة مذهلة تبلغ 183 مليون فدان في جميع أنحاء العالم، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من النظم البيئية الزراعية.

وبالرغم من ذلك، لا تزال هذه المحاصيل مهملة إلى حد كبير في السياسات الزراعية، حيث لا تحظى بالاهتمام الكافي على مستوى العالم في ظل التركيز الكبير على المحاصيل السنوية مثل القمح والأرز.

تحديات المحاصيل الخشبية 

ويواجه القطاع تحديات كبيرة نتيجة قلة الاهتمام العلمي والسياسي بهذه المحاصيل، فضلاً عن تكثيف زراعتها في شكل زراعة أحادية تعتمد على المدخلات الخارجية بشكل مفرط.

إمكانيات المحاصيل الخشبية 

وسلطت دراسة نشرت مؤخرا في مجلة Nature Sustainability، الضوء على الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها المحاصيل الخشبية المعمرة، حيث أُشير إلى أهمية إدارتها وتحفيزها بشكل صحيح لتدعيم التنمية المستدامة الشاملة.

تحقيق تقدم بيئي واقتصادي 

وأكد الباحثون أن هذه المحاصيل يمكن أن تساهم في تحقيق تقدم كبير في المجالات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، بشرط أن تُدار وتنظم بشكل يتماشى مع مبادئ الاستدامة.

تطوير سياسات مخصصة

ودعا العلماء وصناع القرار، إلى وضع أجندة فعّالة تستهدف الاستفادة من فوائد المحاصيل الخشبية المعمرة بشكل أمثل، وذلك من خلال تطوير سياسات مخصصة تهدف إلى تعزيز زراعتها بطريقة مستدامة تضمن استدامة البيئة وتحقيق التنمية الاقتصادية في نفس الوقت.

فوائد المحاصيل الخشبية 

توفر محاصيل الأشجار الخشبية العديد من الفوائد البيئية، إذ تسهم أنظمتها الجذرية الدائمة في الوقاية من تآكل التربة وتعزيز خصوبتها، كما أن أوراق هذه المحاصيل الكثيفة تُغني التربة، مما يزيد من إنتاجيتها بمرور الوقت.

وتُعتبر محاصيل الأشجار بمثابة خزانات طبيعية للكربون، حيث تحتجز الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتساهم في التخفيف من آثار تغير المناخ.

وتعزز هذه المحاصيل الترابط بين المواطن البيئية، مما يساعد النظم البيئية المجزأة على الازدهار ويوفر حماية ضد تأثيرات الزراعة المكثفة.

ومن خلال تحسين خدمات النظم البيئية وتوفير موائل مستقرة طوال العام، تلعب محاصيل الأشجار دورًا أساسيًا في الحفاظ على التنوع البيولوجي العالمي.

وتتطلب زراعة الأشجار الخشبية استخدامًا أقل للآلات، وتعتمد بشكل أكبر على العمل اليدوي مقارنة بأنماط الزراعة الأخرى، مما يجعلها مصدرًا حيويًا للعمالة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط حيث تنتشر على نطاق واسع.

الرابط المختصر
آخر الأخبار