شركات الأسمدة تستعد لعام أكثر استقرارًا بعد تحسن إمدادات الغاز وزيادة الطلب العالمي
تستقبل شركات الأسمدة والبتروكيماويات في مصر مؤشرات إيجابية مع بدء العام الجديد، بعد عام من التحديات التي فرضتها أزمة نقص إمدادات الغاز الطبيعي خلال صيف 2024، مدعومةً بتحسن إمدادات الغاز وتوقعات بزيادة الطلب العالمي على منتجاتها، خاصة في الربع الأول من 2025.
وتأتي هذه التطورات في ظل تعاون مصر مع شركات أجنبية لزيادة إنتاج الغاز، مما قد يُعزز إنتاج الأسمدة ويُنهي حالة التراجع التي شهدها القطاع العام الماضي.
تحسن إمدادات الغاز
وشهد صيف 2024 أزمة حادة في إمدادات الغاز الطبيعي، مما عرقل تحقيق طفرة في مبيعات الشركات، لا سيما خلال الربع الثالث، ولكن مع توسع مصر في التعاون مع شركات دولية لتعزيز الإنتاج، بدأت بوادر الاستقرار تلوح في الأفق.
ويرى خبراء أن هذه الخطوة قد تسهم في رفع الإنتاجية بنسبة تصل إلى 30% خلال العام الجاري، وفقًا لتقديرات أولية.
أرباح قياسية رغم التحديات
وحققت أبرز 7 شركات أسمدة مقيدة في البورصة المصرية نموًّا سنويًّا في الأرباح بلغ 51% خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024، متجاوزةً حاجز 25 مليار جنيه، مدعومةً بضعف الجنيه المصري الذي عزز تنافسية الصادرات.
وأوضح محمد لطفي، العضو المنتدب لشركة أسطول لتداول الأوراق المالية أن انخفاض العملة المحلية كان عاملًا محوريًا في امتصاص صدمة أزمة الغاز، لكن النمو الحقيقي يتطلب دعمًا حكوميًّا أكبر للتصدير عبر حوافز ضريبية وتمويلية.
ودعا حسام عيد، عضو مجلس إدارة شركة كابيتال فاينانشال القابضة، إلى زيادة المخصصات المالية لدعم الصادرات، قائلًا: القطاع قادر على مضاعفة إيراداته إذا توفرت بنية تمويلية مرنة وتسهيلات لوجستية، مشيرًا إلى أن صادرات الصناعات الكيماوية والأسمدة قفزت 5% في 2024 لتصل إلى 8.4 مليار دولار، مع توقعات ببلوغها 9 مليارات دولار بنهاية 2025.
السياق العالمي.. فرص للنمو
تزامنًا مع التحسن المحلي، تشير توقعات دولية إلى زيادة الطلب على الأسمدة عالميًّا، خاصة مع تعافي الأسواق الأوروبية واستئناف عمليات الإعمار في مناطق النزاعات، وتستهدف مصر تعظيم حصتها في هذه الأسواق عبر خطط لرفع جودة المنتجات وتخفيض تكاليف الإنتاج.