أكد أمين الناصر، الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة أرامكو السعودية، أن الصين لا تزال تقود نمو الطلب العالمي على النفط، مشيراً إلى أن المخاوف بشأن وصول الطلب إلى ذروته في أكبر مستهلك للطاقة في العالم غير مبررة.
وقال الناصر: “ما نزال نرى طلباً جيداً قادماً من الصين“، موضحاً أن الصين والهند تشكلان معاً حوالي 40% من نمو الاستهلاك العالمي للنفط، وأضاف أن “الطلب يتزايد عاماً بعد عام”.
تفاؤل مستمر
وكانت أرامكو متفائلة بشأن الطلب في الصين، أكبر أسواقها، والوجهة الرئيسية لاستثماراتها الكبرى، حتى مع تباطؤ تعافي الدولة الآسيوية من جائحة فيروس كورونا.
وأعرب الناصر في تصريحات سابقة له في أكتوبر الماضي، عن تفاؤله بشأن الصين، مشيراً إلى أن التدابير الحكومية الهادفة إلى تحفيز الاقتصاد ستعزز من الطلب.
وأظهرت مؤشرات على تباطؤ وشيك في النمو، حيث توقعت شركة “تشاينا ناشيونال بتروليوم” توقف نمو الطلب على النفط بعد عام 2025 نتيجة التحول نحو السيارات الكهربائية.
التحول للسيارات الكهربائية
وأشار الناصر إلى أن التحول نحو السيارات الكهربائية قد يؤدي إلى تآكل الطلب على البنزين، لكنه أكد في الوقت ذاته أن شهية الصين للمواد الكيميائية المنتجة من النفط ستستمر في التوسع.
وأضاف: “حتى مع التحول نحو السيارات الكهربائية، سيظل هناك حاجة للنفط كمادة خام لإنتاج المواد المطلوبة لأي انتقال، والنمو لا يزال موجوداً”.
استثمارات أرامكو
واستثمرت أرامكو في عدة مصافٍ في الصين تهدف إلى إنتاج المزيد من المنتجات الكيميائية وتقليل اعتماد البلاد على وقود النقل.
وتهدف الشركة إلى امتلاك حصص تتراوح بين 10% و20% في هذه المشاريع، مع تأمين عقود لتوريد حوالي 60% من احتياجات المنشآت من النفط، مما يضمن طلباً طويل الأجل.
تباطؤ نمو الطلب العالمي
وتشير بعض المؤشرات على تباطؤ النمو العالمي على الرغم من التفاؤل بشأن الطلب في الصين، وزاد استهلاك الصين في العام الماضي من النفط بمقدار 180 ألف برميل يومياً، وهو أقل بكثير من النمو الذي شهده عام 2023.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع النمو بشكل طفيف إلى 220 ألف برميل يومياً في عام 2025، في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها الصين.
تأثير العوامل الجيوسياسية
وأشار الناصر إلى أن انخفاض أسعار النفط بنسبة 3% في العام الماضي كان أحد العوامل التي ساهمت في ضعف نمو الطلب، رغم المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح أن العقوبات الأميركية المشددة على روسيا بدأت بالفعل في تقليص إمدادات النفط إلى السوق، ولكنه اعتبر أنه من المبكر الحكم على ما إذا كانت هذه العقوبات ستترك أثراً مستداماً.
زيادة الطلب العالمي
وتوقع الناصر أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بنحو 1.3 مليون برميل يومياً هذا العام ليصل إلى 106 ملايين برميل يومياً، وهو ما يتجاوز قليلاً توقعات وكالة الطاقة الدولية التي توقعت زيادة قدرها 1.05 مليون برميل يومياً