أشرف حجر في حوار خاص لـ«القرار المصري»: التحدي الحقيقي الذي يواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة هو كيفية إدارة عناصر التكلفة والموارد بشكل أفضل.. القياس الدقيق اللحظي وتحليل عناصر التكلفة تمكنان متخذي القرار من إيجاد سيناريوهات لحل الأزمة

بدون السجل التاريخي للمنشأة .. يصبح من الصعب على الشركات الصمود ضد الصعوبات المحلية والعالمية

لابد من التوازن بين جودة المنتج وسعره للحفاظ على استدامة الشركة
تحديث الميزانية لحظيا.. ضرورة ملحة لمواكبة الشركات للعصر وإدارة عملياتها بكفاءتها

المحاسبون القانونيون المصريون  تعتمد برنامج Capital ERB لتقديم خدماتها المالية والمحاسبية

قال الدكتور أشرف حجر، عضو الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال ورئيس شركة المحاسبون القانونيون المصريون، إن مواجهة التحديات في السوق حاليا، تتطلب التركيز على تعظيم المبيعات، خفض التكاليف، وتقليل المصاريف لضمان تحقيق صافي ربح جيد، موضحا أن القدرة على قياس الأداء اللحظي من خلال أنظمة تحليل البيانات الحديثة، تعد أمراً حيوياً لتحقيق النجاح في الأسواق اليوم.

وأشار إلى أن تحليل البيانات بشكل فعال لا يمكن أن يتم بدون وجود سجل تاريخي يتيح فهم ما حدث في الماضي.

ولمساعدة الشركات الناشئة المتوسطة والصغيرة في التغلب على المشاكل والتحديات التي تعيق عملية تحقيق الأرباح، كان لنا هذا الحوار مع الدكتور أشرف حجر رئيس شركة المحاسبون القانونيون المصريون وإلى نص الحوار:

برأيك.. ماهى أبرز التحديات الحالية التي تواجه الاقتصاد المصري، وما تأثير ذلك على قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة؟

لاشك أن الاقتصاد المصري يواجه تحديات كبيرة، وعلى رأسها التضخم، وارتفاع سعر الدولار، ورغم تداول هذه القضايا بشكل مستمر إلا أن القطاع المتوسط هو الأكثر تأثرا بها، ويستحق اهتمامنا في هذه المرحلة الراهنة، وأرى أن الأوقات التي تواجه فيها الاقتصادات تحديات كبيرة تمثل فرصة لإطلاق أفكار وطاقات قد تكون غير معروفة أو مألوفة.

إن التحدي الحقيقي الذي نواجهه، هو كيفية إدارة عناصر التكلفة وموارد المنشأة بشكل أفضل، لذا فأولوياتنا الأساسية هى تركيز كل الجهود الحالية على إدارة التكلفة بشكل أفضل وتحسين إدارة موارد المنشأة، فالانشغال بالعوامل الخارجية ليس حلا، بل الحل يكمن في التركيز على العناصر التي تقع تحت سيطرتي، مثل مراجعة عناصر التكلفة الداخلية، وتحسين الأداء داخل المنشأة.

كيف يمكن إدارة عناصر التكلفة داخل المنشأة لكي يتم الارتقاء بها لمستوى أفضل؟

إننا داخل شركة المحاسبون القانونيون المصريون نعمل وفق قاعدة تقول “ما يمكن قياسه يمكن تطويره”، ففي حالة مواجهة الاقتصاد المصري لتحدٍ اقتصادي كبير، يتم في هذه الحالة لفت نظر الإدارات داخل الشركات إلى أنه لابد من القياس الدقيق اللحظي والتحليل لكل عناصر التكلفة، حيث يوفران رؤية واضحة تمكن متخذي القرار من إيجاد سيناريوهات لحل الأزمة واختيار المسارات الأكثر كفاءة لتحقيق النمو.

على مدار عملك في منظومة المحاسبون القانونيون .. ماهى المشكلة الحقيقية التي تواجه رجل الأعمال؟

من خلال عملي على مدار أكثر من 20 عاما في هذا المجال، أأكد أن رجال الأعمال لا يجدون صعوبة في إيجاد حل للأزمة أو التحدي الذي تواجهه المنشأة، وإنما تكمن المشكلة الحقيقية في معرفة التحدي ذاته، فرجال أعمال لديهم القدرة دائماً على إيجاد حلول للتحديات بمجرد التعرف عليها.

ما هو المفتاح للوصول لقرارات أفضل لمواجهة التحدي داخل المنشأة؟

إن القياس والتحليل الدقيق والفوري لنتائج الأعمال والظروف التشغيلية والإدارية هما المفتاح للوصول إلى قرارات أفضل في مواجهة التحديات الاقتصادية الحالية.

ماهو الدور الأساسي الذي يجب أن تضطلع به الشركات والإدارات في ظل الظروف الاقتصادية العالمية والمحلية الصعبة؟

الدور الذي يجب أن نقوم به وأرى أنه يزداد تعلقا وأهمية مع التحديات الاقتصادية التي تمر بها مصر ويمر بها العالم أجمع هو امتلاك القدرة على تقديم بدائل وحلول أفضل تستند إلى قياسات دقيقة للعمليات الداخلية؛ لقياس نتائج الأعمال قياس أفضل للظروف التشغيلية والإدارية، حيث سيمكن بدوره متخذي القرار من الوصول لقرار أفضل، كما أن الدولة المصرية دولة عميقة، تتمتع بميزة تنافسية بفضل سوقها الكبير وسكانها الذين يمثلون قوة شرائية ضخمة، ومن خلال التركيز على الحلول الداخلية، يمكننا مواجهة التحديات الاقتصادية وتحويلها إلى فرص للنمو.

إذن.. فبالرغم من اعتبار مصر بمثابة قوة شرائية ضخمة وفرص واعدة للنمو، برأيك.. ماهو سبب الأزمات الاقتصادية التي يواجهها رجال الأعمال غالبا؟

إن رجال الأعمال الذي يواجهون أزمات اقتصادية غالباً ما يعانون من نقص في الاستعانة بالمستشارين المختصين، فغياب الخبرات الخارجية المتخصصة قد يؤدي إلى عدم القدرة على التعامل الأمثل مع التحديات الاقتصادية وتحديد الحلول الفعّالة.

ماهو دور المستشار القانوني داخل المنشأة؟

يقدم المستشاريون القانونيون، رؤية محايدة وخبرة واسعة، مما يساعد الشركات على اتخاذ قرارات دقيقة ومبنية على تحليل علمي ودقيق للبيانات، وقياس أداء الأعمال بشكل صحيح، وتحديد مجالات التحسين، وتحقيق كفاءة أعلى في إدارة التكلفة والموارد.

في ظل الأزمة الحالية والتحديات الاقتصادية الكبيرة مثل التضخم وزيادة الأسعار.. ماهى الروشتة التي تقدمها لرجال الأعمال أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة للتركيز على عملهم  وتحقيق صافي ربح جيد رغم الظروف الصعبة؟

أولا أود أن أشير إلى أن قائمة الدخل تتضمن 4 أرقام وتشمل رقم الإيراد، رقم التكلفة المرتبطة بالإيراد، مصاريف التسويق والمرتبات والكهرباء والتأمينات، ثم صافي الربح، ولضمان تحقيق معدل صافي ربح جيد، يجب أولاد تعظيم المبيعات من خلال فريق المستشارين، خفض التكاليف، وتقليل المصاريف.

ماهى استراتيجيات تعظيم الإيرادات؟

يتم تعظيم الإيرادات من خلال تعيين مدير تنفيذي متخصص،لفتح باب إيراد آخر، ومتخصص في تكنولوجيا المعلومات لفتح مجال البيع عبر الإنترنت، للانتقال من البيع المحلي للبيع على المستوى العالمي، بالإضافة إلى تعيين مستشار إعلامي وزيادة الظهور في وسائل الإعلام.

بعض رجال الأعمال، خاصة أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة، يشعرون أحيانًا بأن أرقام المبيعات التي يحققونها هي أقصى ما يمكنهم الوصول إليه، مما قد يسبب لهم إحباطًا وشعورًا باليأس، خاصة إذا كانوا يرون أن الإيرادات لا تغطي التكاليف بشكل كافٍ.. ماتعليقك؟

هذا الرقم في الواقع هو نتيجة لخبراتهم وفكرهم الحالي وإذا لم يتم الاستعانة بمستشارين متخصصين، فإنه من الصعب تطوير الأعمال إلى المستوى المطلوب بالإضافة إلى عدم قياس الأداء اللحظي بشكل صحيح، ويرجع العائق الرئيسي أمام ذلك إلى التكلفة المادية، التي تمنع البعض من اتخاذ هذه الخطوة رغم أن الاستعانة بمستشارين يساهم في زيادة الإيرادات بشكل كبير،، وفي النهاية لابد من الإيمان بأنه لانهاية لرقم البيع وبالتالي سيكون هناك طرح لرؤى وأفكار إما بزيادة عدد العملاء أو بتحسين جودة المنتج وتطوير محتوى التسويق.

ماهو الهدف من قياس الأداء اللحظي؟

إن الاعتماد على أنظمة تحليل البيانات الحديثة، تعد أمراً حيوياً لتحقيق النجاح في الأسواق اليوم، فتحليل البيانات بشكل فعال لا يمكن أن يتم بدون وجود سجل تاريخي يتيح فهم ما حدث في الماضي.

برأيك.. ماهو السبب وراء افتقار العديد من منشآت القطاع المتوسط لرؤية مستقبلية دقيقة؟

تواجه العديد من منشآت القطاع المتوسط تحديات كبيرة بسبب نقص التسجيل التاريخي للبيانات بشكل لحظي، حيث تفتقر الغالبية العظمي من المنشآت في هذا القطاع إلى القدرة على تسجيل وتوثيق ما يحدث لحظة بلحظة، فتتعامل كما لو كنت تتعامل مع شخص فاقد للذاكرة، فعند سؤاله عن القيمة البيعية لمنتج الشركة أو صافي الربح لايمتلك إجابة واضحة ويجيب بكل بساطة “مش عارف”، وهو ما يمنع الشركة من امتلاك رؤية مستقبلية دقيقة، إذن فهو لايستطيع التخطيط ولا خوض الصعوبات داخل الشركة، فقبل الحديث عن التحديات الاقتصادية العامة، سواء في الدولة أو على مستوى العالم، يجب أن نبدأ بمناقشة التحديات الداخلية للمنشأة نفسها: التحديات المتعلقة بالإدارة، والتخطيط، وفهم الأرقام الأساسية التي تشكل العمود الفقري لأي مشروع صغير أو متوسط، فبدون هذا الوعي الداخلي، يصبح من الصعب الصمود وسط الأزمات، ودون هذا السجل التاريخي، يصبح من الصعب على الشركات خوض التحديات والصعوبات المحلية والعالمية.رجال الأعمال من تحديد مواقع الأزمات وحلها بسرعة، لتخفيض التكاليف بفعالية، وإذا توافرت هذه الأنظمة، سيمكننا أن نحدد بدقة أين تكمن المشكلة ونوجه رجل الأعمال لحلها فوراً، أما إذا لم يتمكن من رؤية الأزمة، فإنه في النهاية سيواجه خسائر قد تؤثر بشكل كبير على استدامة عمله.

هل سبق لك العمل مع رجل أعمال يُكلّف منتجًا بسعر معين ثم يبيعه بسعر أقل من التكلفة؟ ولماذا تعتقد أن البعض قد يتبع هذا الأسلوب؟

بالطبع نعم.. فالكثير من أصحاب الأعمال يواجهون معضلة تتعلق بفهم مفهوم العدالة في التسعير، وهى أزمة حقيقية، تجد البعض يريد تقديم “أحسن منتج” بأعلى جودة ممكنة، لكنه في الوقت ذاته يضع تكلفة كبيرة جدًا، ثم يطمح إلى بيع المنتج بأرخص سعر ممكن، وهذا ببساطة يؤدي إلى انهيار نموذج العمل بالكامل، وهنا تظهر المشكلة: هل العدالة التي يسعى إليها صاحب العمل تشمل نفسه وشركته، أم أنها تنحصر فقط في تقديم منتج رخيص للغير دون التفكير في العواقب؟

العدالة الحقيقية ليست فقط مع العملاء، بل تبدأ مع النفس، يجب أن تكون التكاليف محسوبة بشكل عادل يضمن الاستدامة للمشروع، بمعنى آخر، إذا اشتريت شيئًا بجنيه، فلا يمكن أن تبيعه بنصف جنيه بدعوى تقديم خدمة أو منتج جيد للناس، العدالة تضمن تحقيق توازن بين جودة المنتج وسعره للحفاظ على استدامة الشركة أو المنشأة.

في ظل تعقيد الأنشطة الصناعية، قد تجد منتجًا صغيرًا بحجم إصبع اليد، بل وربما أصغر من ذلك، يحتوي على ما لا يقل عن 65 مكونًا، وكل مكون من هذه المكونات له مورد خاص به، وسعر محدد، ومخزون، وتركيبات، وغيرها من التفاصيل، وكل هذه العناصر تتطلب حسابات دقيقة تُجمع في النهاية لتحديد التكلفة.. هل يمكن لصاحب المنشأة الحصول على تقارير لحظية مدروسة لاتخاذ القرار؟ 

بالتأكيد، فمع أنظمة قياس الأداء اللحظي وتحليل البيانات المتطورة والدقيقة، لم يعد هناك مجال لفكرة انتظار نهاية العام لحساب التكلفة، ففي حالة المنتج الصناعي، يجب أن تكون الحسابات لحظة بلحظة، وردية بوردية، منتج بمنتج، مشرف بمشرف، يومًا بيوم، بل ثانية بثانية. أما فكرة الميزانيات التي تُقدم سنويًا أو دوريًا فهي أصبحت أمرًا قديمًا، اليوم، ومع تطور أنظمة البيانات الحديثة، أصبح من الممكن الحصول على ميزانية دقيقة لحظيًا، طالما أن البيانات تُدخل باستمرار إلى النظام، وهو مصمم بطريقة تتيح تحديث المعلومات بشكل فوري، وربما قد تحدث استثناءات، مثل تأخير في إصدار فاتورة أو معاملة غير مكتملة، لكن في المجمل، القدرة على تحديث الميزانية لحظيًا أصبحت ضرورة ملحّة لتواكب الشركات العصر وتدير عملياتها بكفاءة عالية

هل الأنظمة التي تعتمدها شركة المحاسبون القانونيون المصريون تخفض التكلفة؟

إن شركة المحاسبون القانونيون المصريون تعتمد برنامج Capital ERB كأداة رئيسية في تقديم خدماتها المالية والمحاسبية؛ بهدف مساعدة الشركات على قياس أدائها المالي لحظيًا ووضع خطط استراتيجية مبنية على بيانات دقيقة،مما يساعد متخذي القرار على اتخاذ خطوات مدروسة للوصول إلى أهدافهم.

الشركات العالمية تواجه صعوبات في التنبؤ بالمستقبل بسبب إدارة اقتصاد متغير باستمرار، لكن هذا لن يمنعها من إنشاء إدارات متخصصة للتخطيط.. ماذا عن دور شركة المحاسبون القانونيون المصريون في مساعدة الشركات المتوسطة على تجاوز هذا التحدي؟ 

نحن في شركة المحاسبون القانونيون المصريون نساعد الشركات المتوسطة على تجاوز هذا التحدي، من خلال تقديم خطط علمية تغطي فترة عامين، مما يتيح لها وضع البنية التحتية اللازمة لتحقيق أهدافها.

الرابط المختصر
آخر الأخبار