واصل المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، متابعته الميدانية لمشروع حديقة تلال الفسطاط، الذي يعد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، حيث يمتد على مساحة واسعة في قلب القاهرة التاريخية.
وجاءت الزيارة بحضور مسؤولي الوزارة والجهاز المركزي للتعمير والشركات المنفذة، في إطار التأكيد على سرعة إنجاز المشروع وفق الجدول الزمني المحدد.
وأكد وزير الإسكان، خلال الزيارة، أن هناك اهتمامًا كبيرًا من القيادة السياسية بالمشروع، نظرًا لأهميته في تطوير القاهرة التاريخية وإعادة إحياء تراثها.
توجيهات وزير الإسكان
وشدد على ضرورة الانتهاء من الأعمال في التوقيت المحدد، مع تسريع وتيرة التنفيذ، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية، لضمان تقدم العمل دون أي معوقات.
ووجّه بعقد اجتماعات دورية مع الشركات العاملة، وإعداد تقرير شامل عن مستجدات المشروع كل 48 ساعة لمتابعته شخصيًا.
ثراء التاريخ المصري
ويعكس مشروع حديقة تلال الفسطاط ثراء التاريخ المصري عبر العصور المختلفة، حيث يضم مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والترفيهية والتجارية، إلى جانب الخدمات الفندقية والمسارح المكشوفة، مما يجعله مركزًا سياحيًا وتراثيًا متكاملًا.
منطقة ثقافية
ويشمل المشروع منطقة ثقافية تمتد حول متحف الحضارة، وتحتوي على ساحات مخصصة للأنشطة الثقافية والمطاعم، بالإضافة إلى مناطق لإقامة الاحتفالات على مدار العام.
منطقة التلال
ويضم المشروع منطقة التلال، التي تتميز بوجود مرتفعات طبيعية متدرجة تتخللها ممرات ومسارات خضراء، بينما يمر في قلبها نهر صناعي يمنح المكان طابعًا جماليًا فريدًا، ويوفر إطلالات بانورامية على قلعة صلاح الدين والأهرامات.
منطقة استثمارية
وفي إطار تعزيز النشاط الاقتصادي والسياحي، يضم المشروع منطقة استثمارية تطل على بحيرة عين الحياة، وتشمل عددًا من المطاعم والمولات التجارية، إلى جانب مساحة مخصصة للاحتفالات الكبرى، حيث يوجد مسرح روماني ونافورة مائية ضخمة تضيف لمسة معمارية مميزة للموقع.
منطقة الأسواق
وجارٍ العمل على إنشاء منطقة الأسواق، التي تهدف إلى تنشيط السياحة ودعم الحرف اليدوية المصرية، حيث ستحتضن ورشًا متخصصة في صناعة الزجاج، والسيراميك، والغزل والنسيج، إلى جانب محال تجارية وفندق يوفر تجربة إقامة متكاملة للزوار.
وتحتضن الحديقة أيضًا منطقة مخصصة للمغامرة، حيث سيتم إنشاء عدد من المباني الخدمية والبحيرات والمساحات الخضراء، مما يوفر تجربة فريدة لمحبي الأنشطة الترفيهية في الهواء الطلق.
تطوير النادي المصري القاهري
وعلى الجانب الرياضي، يشهد المشروع تطوير النادي المصري القاهري، الذي سيتضمن حمام سباحة أولمبي، ملاعب رياضية، ومبنى إداري حديث، مما يعزز من البنية التحتية الرياضية في المنطقة.
كما يشمل المشروع تطوير ساحة جامع عمرو بن العاص، حيث سيتم إنشاء ساحة جديدة بمساحة كبيرة لخدمة المصلين وإقامة الفعاليات الدينية، إلى جانب تنفيذ أعمال تجميلية تشمل نوافير ونصبًا تذكاريًا ومساحات خضراء واسعة.
ومن المخطط أن تتكامل هذه الساحة مع التصميم العام للحديقة، مما يعكس الطابع التاريخي للمنطقة.
مميزات حديقة تلال الفسطاط
ويتميز المشروع بتصميمه الذي يراعي التوازن بين المباني والمساحات الخضراء، حيث تم الحرص على أن تكون نسبة المساحات المزروعة أكبر من المباني، مما يوفر بيئة طبيعية جذابة للسكان والزوار.
وتم تجهيز الحديقة بأكثر من أربعة عشر بوابة رئيسية وفرعية، تحمل تصاميم مختلفة تعكس الطابع التاريخي والمعاصر في آنٍ واحد، ما يسهل الوصول إليها من مختلف الاتجاهات.
ويعد مشروع حديقة تلال الفسطاط من المشاريع الرائدة التي تهدف إلى تحويل القاهرة إلى مركز سياحي وثقافي عالمي، حيث يجمع بين التراث والطبيعة والتطور العمراني، ليكون وجهة متميزة للسياحة الداخلية والخارجية.
ومع استمرار العمل بوتيرة متسارعة، تقترب مصر من تحقيق حلمها في إنشاء واحدة من أكبر الحدائق التراثية في العالم، بما يسهم في تعزيز مكانتها كواحدة من أهم الوجهات السياحية في الشرق الأوسط.