تتحدى ترامب.. خطط مصرية لإعمار غزة دون تهجير

في ظل التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، تبرز مبادرات مصرية لتصحيح المسار وتقديم حلول عملية لإعادة إعمار القطاع دون المساس بحقوق الفلسطينيين أو هويتهم.

اقترح رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة خلال ثلاث سنوات، مستندًا إلى الخبرات المصرية في تنفيذ مشروعات الإسكان الكبرى. وأشار مصطفى إلى أن هناك ما بين 1.2 إلى 1.3 مليون شخص في غزة بلا مأوى، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، مما يتطلب بناء 200 ألف وحدة سكنية بمساحة 100 متر مربع لكل وحدة، بإجمالي 20 مليون متر مربع من المباني.

تكلفة المشروع

تُقدَّر تكلفة بناء الوحدات السكنية بحوالي 20 مليار دولار، بناءً على تكلفة 1000 دولار للمتر المربع الواحد. بالإضافة إلى ذلك، تشمل الخطة تطوير البنية التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحي، والخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية، بتكلفة إضافية تُقدَّر بـ7 مليارات دولار، ليصل إجمالي تكلفة المشروع إلى 27 مليار دولار.

مراحل التنفيذ

يقترح مصطفى تنفيذ المشروع على ست مراحل خلال ثلاث سنوات، بمشاركة 40 إلى 50 شركة مقاولات. تستغرق المرحلة الأولى 15 شهرًا، والثانية 18 شهرًا، بينما تستغرق كل مرحلة لاحقة 3 أشهر، ليتم الانتهاء من المشروع بالكامل في غضون 30 شهرًا.

استشهد مصطفى بتجارب مصرية ناجحة في تنفيذ مشروعات إسكان كبرى، مثل مشروعي “مدينتي” و”الرحاب”، اللذين يضمان 180 ألف وحدة سكنية، بالإضافة إلى 120 ألف وحدة تحت الإنشاء في مشروع “نور”. وأكد أن هذه التجارب تثبت قدرة مصر على تنفيذ مشروعات ضخمة في وقت قياسي.

شدد مصطفى على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية تجاه الفلسطينيين في غزة، محذرًا من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات. وأشار إلى أن تكلفة الإيواء المؤقت للسكان المتضررين تُقدَّر بحوالي 2 مليار دولار، ويمكن للدول العربية توفير هذا المبلغ بسهولة إذا تم تنسيق الجهود بشكل مشترك.

إعادة إعمار غزة

وأكد المهندس ممدوح حمزة، أن إعادة إعمار غزة ليس مستحيلًا، مشيرًا إلى إمكانية تحويل الأنقاض إلى مواد بناء، مستشهدًا بتجارب مماثلة في روسيا وريف هولندا، حيث تم بناء عمارات سكنية بطريقة سريعة وفعّالة.

وأضاف “حمزة” أنه مستعد أن يقدم برنامجًا لإعادة الإعمار يكون أسرع بكثير من أي مخطط لتهجير الفلسطينيين، لأن التهجير يعني نسيان الوطن.

وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، تزداد التوقعات بارتفاع حجم الدمار، مما يجعل خطط الإعمار ضرورية أكثر من أي وقت مضى. وبينما تروج بعض الجهات الدولية لحلول تشمل تهجير سكان القطاع،

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  قد أكد في تصريحات مثيرة للجدل أن “نقل الفلسطينيين إلى أماكن أخرى قد يكون حلاً للأزمة”، وهو ما أثار موجة انتقادات واسعة. في المقابل، تُصر مصر على أن الحل الوحيد هو بقاء الفلسطينيين في وطنهم، مع توفير حياة كريمة لهم عبر إعادة الإعمار، مما يجعل المبادرة المصرية نموذجًا عمليًا لمواجهة التحديات الإنسانية والسياسية التي تعصف بالمنطقة.

الرابط المختصر
آخر الأخبار