بين تصريحات ترامب ونتنياهو.. هل تزيد مخططات التهجير التوتر بين مصر وإسرائيل؟

حالة من التوتر يعيشها الشرق الأوسط على وقع تصاعد التصريحات بشأن مستقبل غزة لاسيما بعد لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، وحديثه عن مقترح تهجير الفلسطينيين وشراء غزة وإعادة بناءها.

الأمر الذي قوبل برفض عربي واسع لمخططات التهجير، لتبدأ بعدها موجه جديدة من التوترات بين مصر وإسرائيل، فجرتها تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، زعم خلالها حصار القاهرة لسكان غزة وتحويل القطاع سجناً كبيرا برفض تهجير الفلسطينيين، وسط عقبات إسرائيلية بشأن استكمال المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة في قطاع غزة، وتعثر في بدء مفاوضات المرحلة الثانية منذ نحو أسبوع.

توتر جديد بين مصر وإسرائيل

وكانت القاهرة قد وصفت تصريحات نتنياهو بأنها مضللة ورفضتها جملة وتفصيلا، حيث بدأت الخارجية المصرية في استخدام ألفاظ أكثر حدة في تعاملها مع البيانات الرسمية بشأن قضية التهجير وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين، حتى أن استخدام عبارة “وعاصمتها القدس الشريف” بدلا من “القدس الشرقية” أثارت ردود فعل غاضبة في الداخل الإسرائيلي، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

وما يراه الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، أن استخدام الخارجية المصرية لمترادفات أكثر حدة خلال البيانات الرسمية الأخيرة بهدف تسجيل موقف مصري واضح تجاه تصريحات التي تخرج من الحكومة الإسرائيلية.

كما يؤكد فهمي أن لـ”القرار المصري” أن الرد المصري المتواصل على كل الأكاذيب والإدعاءات التي تناقلتها وسائل إعلام أمريكية عن نتنياهو تكشف درجة التوتر الذي وصلت إليها العلاقات المصرية الإسرائيلية، وكذلك بما يتعلق بملف تهجير سكان غزة.

وفي تساؤلات حول إمكانية صمود معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية أمام التطورات الأخيرة بشأن مخططات التهجير، يرى الدكتور عبد المنعم سعيد الكاتب والمفكر السياسي، أنه رغم ما تشهده العلاقات المصرية الإسرائيلية من توتر إلا أن الجانبين سيعملان عن التمسك بالاتفاقية.

وأشاد سعيد بطريقة إدارة الخارجية المصرية للأزمة منذ طرح مقترح ترامب بالتهجير، والتي تتسم بالعقلانية الشديدة وبدون مزايدة سياسية، واتخاذها لموقف قوي بفرض تلك المخططات.

وكانت وسائل إعلام أمريكية قد أفادت بأن القاهرة أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية أن “اتفاقية السلام” مع الاحتلال الإسرائيلي تواجه خطرا كبيرا بسبب الخطط المطروحة لتهجير سكان قطاع غزة.

ووصفت وكالة “أسوشيتد برس” معاهدة السلام بأنها حجر الزاوية للنفوذ الأمريكي في المنطقة منذ أكثر من أربعة عقود.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين مصريين لم تسمهم أن القاهرة أوضحت لإدارة ترامب وإسرائيل أن اتفاق السلام “سيكون في خطر” حال الدفع بتنفيذ خطط التهجير، وهي الرسالة نفسها التي أوصلتها القاهرة إلى وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين وأعضاء من الكونجرس، إضافة إلى دول أوروبية من بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

ترامب يتوعد “بالجحيم”

الموقف العربي الموحد لرفض التهجير والتي أعلنت عنه القاهرة على لسان وزير خارجيتها بدر عبد العاطي، بالتأكيد على أنه هناك توافق عربي كامل على رفض تلك المخططات، دفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتهديد بإمكانية وقف المساعدات لمصر والأردن إذا لم يستقبلا اللاجئين الفلسطينيين بموجب خطته لتهجير سكان قطاع غزة.

وفي تصريحات للصحفيين من البيت الأبيض، قال ترامب “ربما أوقف المساعدات للأردن ومصر إذا لم يستقبلا اللاجئين”.

“ما يطرحه ترامب بشأن غزة هو تهديد للمصالح الأمريكية والإسرائيلية في الشرق الأوسط” هكذا يرى الكاتب والمفكر السياسي عبد المنعم سعيد، مؤكدا على أن تعامل القاهرة مع مقترح ترامب كان مثاليا، وأنه لا بد من استعمال كافة أوراق الضغط العربي لدحض هذه المخططات التي قد تنهي القضية الفلسطينية.

وكان ترامب قد توعد بفتح أبواب الجحيم إذا لم يتم إعادة جميع الرهائن بحلول ظهر السبت، مهددا بإلغاء وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقال إنّه سيترك “هذا الأمر لإسرائيل لكي تقرّر” بشأن ما ينبغي أن يحدّث للهدنة الهشّة السارية بينها وبين حماس.

وكانت حماس، قد أعلنت تأجيل تسليم دفعة المحتجزين الإسرائيليين “حتى إشعار آخر” بسبب عدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، من تأخير عودة النازحين إلى شمال القطاع، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق غزة، وعدم إدخال المواد الإغاثية بكافة أشكالها.

الرابط المختصر
آخر الأخبار