المهندس مبارك السعودي الهواري يكتب : صناعة رأي عام عربي لنصرة فلسطين الفرصة الأخيرة للوحدة

لا تزال القضية الفلسطينية تمثل الاختبار الأعظم لضمير الأمة العربية والإسلامية، وهي اليوم أمام لحظة فارقة تستوجب موقفًا حاسمًا قبل فوات الأوان.

إن تصاعد العدوان على غزة، وما يلوح في الأفق من مخططات تهجير قسري، لا يهدد الفلسطينيين وحدهم، بل يضرب صميم الهوية العربية، ويفتح الباب لمستقبلٍ غامض قد يعيد رسم خرائط المنطقة بأيدٍ لا تملك لنا الخير.

إن صناعة رأي عام عربي قوي، يكون صوته مسموعًا على الساحة الدولية، لم يعد خيارًا، بل ضرورة وجودية. فالضغط الشعبي والإعلامي، حين يكون منظمًا ومؤثرًا، قادر على فرض القضية الفلسطينية في صدارة الأولويات الدولية، ومنع تمرير مخططات التهجير والتصفية. وعلى الدول العربية أن تتجاوز مواقف الشجب والإدانة إلى التحرك الدبلوماسي الجاد، مستثمرة نفوذها السياسي والاقتصادي في توجيه رسالة واضحة للإدارة الأمريكية، مفادها أن تهجير الفلسطينيين ليس مجرد قضية داخلية، بل مسألة أمن قومي عربي، قد تترتب عليها تداعيات لا يمكن احتواؤها.

إنها لحظة الحقيقة التي قد تكون الفرصة الأخيرة للوحدة العربية والإسلامية. فالقضية الفلسطينية لطالما كانت المحور الجامع، والعامل القادر على توحيد الصفوف رغم الخلافات. والتاريخ يثبت أن الوحدة، حين تتحقق، تُحدث فرقًا. ولنا في حرب أكتوبر 1973 خير مثال، حيث جسّدت الدول العربية أروع صور التضامن، فكان التنسيق العسكري والسياسي، والمقاطعة النفطية، عوامل قلبت موازين القوى وأجبرت العالم على إعادة حساباته تجاه العرب وإسرائيل.

اليوم، أمامنا فرصة جديدة لصياغة موقف عربي موحد، ليس فقط لنصرة فلسطين، بل لحماية مستقبل المنطقة بأسرها. فإما أن يكون لنا موقفٌ يكتب في التاريخ، أو أن نترك الأقدار تُفرض علينا دون أن نكون طرفًا في صناعتها.

الرابط المختصر
آخر الأخبار