الدكتور فوزي عبدالرحمن الزعبلاوي يكتب: تسقط الأقنعة وتظل مصر باقية

تمر منطقة الشرق الأوسط هذه الآونة بمرحلة فارقة فى تاريخها السياسي والعسكري بل والإنساني، وهى مرحلة تنفيذ سيناريوهات تم وضعها من قبل، بغرض إعادة ترسيم ملامح وشكل المنطقة وفق مصالح الغرب والحفاظ على الكيان الصهيوني، الذى تم غرسه شوكة في ظهر العرب.

 ورغم مرور المنطقة بأزمات كثيرة على مر العصور السابقة، إلاَّ أن ما تمر به الآن يمثل تحدٍ من نوع مختلف، إنه صراع على الهوية صراع من أجل الوجود، ولا أتحدث هنا عن دور مصر فى الدفاع عن نفسها والحفاظ على أمنها القومى وتأمين حدودها هذا أمر طبيعى- لكن الأهم هو دور مصر الإقليمي والدولي.

ويشهد التاريخ أن مصر لم تتوانى لحظة واحدة في مساندة أشقائها العرب وتقديم كافة أشكال الدعم لهم للحفاظ على أمنهم وسيادة أوطانهم، بل بذلت في سبيل ذلك الغالي والنفيس وارتوت الأراضي العربية بدماء أبناء الجيش المصري الأطهار، دفاعاً عن الحق واعتزازاً بعروبتهم بكل جسارة وفخر.

 إن دور مصر في الدفاع عن القضية الفلسطينية يشهد عليه التاريخ ولا يحتاج إلى مزايدة من أحد، وما حدث في 7 أكتوبر 2023، وما تبعه من أحداث يؤكد أهمية الدور السياسي المصري في المنطقة، وجهودها المستمرة عبر عقود من الزمن للمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود 1967، وحقن دماء الشعب الفلسطيني والتصدي للعدو الصهيوني بمختلف الطرق الدبلوماسية والشعبية بل والعسكرية في مراحل سابقة.

 المؤسف فى الأمر، أن بعض الدول العربية التي ادّعت مراراً وتكراراً أدواراً وهمية لها في المنطقة، وروّجت أكاذيبها عبر أبواقها الإعلامية المأجورة، بل وأنكرت لمصر دورها، سرعان ما سقطت أقنعتها المزيفة، واختبأت في جحورها بمجرد احتدام المعركة، تاركةً مصر وحدها في المواجهة مع العدو وضغوط الغرب وتهديداته المبتذلة النكراء، إلا أن مصر وبشهادة التاريخ تظل على العهد كما هى قوية صامدة ضد الباطل مدافعةً وبكل جسارة عن الحق وعن حقوق أشقائها.

 إن رفض مصر على لسان قائدها – وهو لسان حال الشعب المصري كله تهجير أهل فلسطين من أراضيهم في شمال غزة، وقرار تأجيل زيارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى أجل غير مسمى، ومبادرة أبناء مصر الأبرار بوضع خطة لإعادة إعمار غزة في فترة تتراوح من ثلاث إلى خمس سنوات، والدعوة إلى الاجتماع بالدول العربية لاتخاذ قرار عربي موحد وقوي ضد هذا المخطط الصهيوني الأمريكي، ليؤكد مجدداً دور مصر القيادي والرائد في المنطقة، وهذا لا ينفي أبداً أهمية دعم ومساندة الدول العربية الأخرى وخاصة الأردن والسعودية والإمارات وقطر، فليس أحوجنا إلى التكاتف والتوافق على رأى وقرار عربي موحد في مثل هذه الفترة، وهو اختبار حقيقي لعروبتنا.

 

الرابط المختصر
آخر الأخبار