هل تؤثر تصريحات ترامب في تغيير مستقبل العلاقات بين واشنطن وكييف؟

حالة من الترقب تسيطر على شكل العلاقات الأمريكية الأوكرانية بعدما ضاعف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومه على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، متهمًا إياه بجر الولايات المتحدة إلى حرب لا يمكن الانتصار فيها.

ترامب أوضح لعدد من الصحفيين المرافقين له على متن الطائرة الرئاسية في طريقها من ميامي إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع، أن زيلينسكي “كان نائماً وغير متاح لمقابلة وزير الخزانة”، مؤكدا على أن وزير الخزانة الأمريكية سكوت بيسنت عومل بوقاحة على حد تعبيره من قبل زيلينسكي، حيث قال:”لقد ذهب سكوت بيسنت إلى هناك بالفعل، وعومل بوقاحة إلى حد ما لأنهم قالوا له في الأساس: لا، وكان زيلينسكي نائماً وغير متاح لمقابلته”.

اتهام ترامب لزيلينسكي

لم يكتفي ترامب بتوجه تلك الاتهامات للرئيس الأوكراني بل وصفه بأنه “ديكتاتور” يرفض إجراء انتخابات، وعليه أن يتحرك بسرعة “وإلا فلن يتقبله بلد”.

ووجه ترامب رسائل تحمل اتهامات صريحة للرئيس الأوكراني عبر منصة “تروث سوشيال”، قائلا: “فكِّر في الأمر، لقد أقنع الممثل الكوميدي الناجح بشكل متواضع الولايات المتحدة بإنفاق 350 مليار دولار للدخول في حرب لا يمكن الفوز بها”، مضيفا: «الولايات المتحدة أنفقت 200 مليار دولار أكثر مما دفعته أوروبا. واتهم ترامب الرئيس الأوكراني بإضاعة نصف هذه الأموال التي أُرسلت إليه، ورفض إجراء انتخابات، وتلاعب ببايدن.

علاقة في طريق الإنحدار

وتزامن هجوم ترامب على زيلينسكي مع تدهور واضح في العلاقات بين كييف وواشنطن، إذ أشارت تقارير إلى أن ترامب استشاط غضبا بعد تصريحات زيلينسكي التي وصف فيها رؤية ترامب للحرب بأنها قائمة على “الأخبار الكاذبة”.

كما دعا الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى فتح تحقيق حول مصير المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، بعدما أقر زيلينسكي بعدم معرفته بمصير نحو 100 مليار دولار منها.

وفي ظل هذه التجاذبات، يبدو أن موقف زيلينسكي بات أكثر هشاشة، خاصة مع تراجع الدعم الدولي لأوكرانيا، وسط دعوات متزايدة لإنهاء الحرب من منطلق القوة، كما صرّح بذلك الأمين العام لحلف الناتو، مارك روتي.

ويرى الدكتور عماد أبو الرب، رئيس المركز الأوكراني للحوار أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتبع هذا الأسلوب للضغط على زيلينسكي لإنهاء الحرب دون أي شروط، ومن ثم إيقاف الدعم الأمريكي الغير محدود لكييف.

من جانبه، حذَّر جيه دي فانس نائب الرئيس الأمريكي، زيلينسكي، من الإدلاء بتعليقات “مهينة” للرئيس ترامب، وهدد بأن ذلك سيعود عليه بنتائج عكسية. وقال فانس لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية: “هناك فكرة أن زيلينسكي سيغير رأي الرئيس ترامب من خلال التحدث عنه بشكل سيئ في وسائل الإعلام… مَن يعرف الرئيس ترامب سيخبرك بأن هذه طريقة فظيعة للتعامل مع هذه الإدارة”. وأضاف أن هذه هي سياسة رئيس الولايات المتحدة، إنها لا تستند إلى معلومات مضللة روسية، بل تستند إلى حقيقة مفادها أن دونالد ترامب يعرف الكثير عن الجغرافيا السياسية ولديه وجهة نظر قوية للغاية، وكانت لديه وجهة نظر قوية لفترة طويلة جداً.

المعادن مقابل السلاح

وكان ترامب قد أعلن في أوائل فبراير عن رغبته في إبرام اتفاق مع أوكرانيا يتيح لواشنطن الحصول على المعادن النادرة الأوكرانية مقابل استمرار المساعدات الأمريكية لكييف.

في أعقاب ذلك، قامت إدارة ترامب بفتح قنوات اتصال مباشرة مع روسيا، مما أدى إلى لقاء رفيع المستوى في السعودية، ناقش قضايا عدة، منها الحرب في أوكرانيا وسبل إنهائها.

ورفض زيلينسكي المقترح الأمريكي، معتبرًا أنه لا يتضمن الضمانات الأمنية التي تطالب بها أوكرانيا منذ ثلاث سنوات، لكنه أبدى استعداده للنظر في استثمارات أمريكية في قطاع المعادن.

“يريد دفع زيلينسكي لعقد صفقة المعادن النادرة”، هكذا يرى أبو الرب، رئيس المركز الأوكراني للحوار، أن ترامب يحاول بمساعدة إدارته إجبار الرئيس الأوكراني على أن تكون المعادن الاستراتيجية مقابل استمرار الدعم الأمريكي، وهو ما رفضه زيلينسكي قائلا: “أنا أدافع عن أوكرانيا، ولا يمكنني بيع بلادي. هذا كل ما في الأمر.”

ورغم تزايد حالة التوتر وعدم الثقة بين ترامب وزيلينسكي، فإن ترامب سيحتاج إلى موافقة زيلينسكي إذا نجحت المفاوضات في وضع نهاية للصراع والحرب، وسيحتاج إلى الحلفاء الأوربيين لوضع قوات حفظ سلام بين روسيا وأوكرانيا. وتشير التقارير إلى أنه يمكن لبريطانيا وفرنسا قيادة قوة حفظ سلام قوامها 30 ألف جندي في أوكرانيا إذا انتهت الحرب.

الرابط المختصر
آخر الأخبار