بعد لقاء الزعماء العرب في الرياض.. قمة القاهرة تحدد مستقبل غزة

قبل القمة العربية الطارئة التي ستنعقد في القاهرة خلال الرابع من مارس المقبل، تكثف مصر خطواتها بالتعاون مع دول المنطقة للتشاور حول آلية تنفيذ الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، وبحث مستقبل القطاع خلال السنوات المقبلة.

تلك الخطوات شملت أيضا تحركات ميدانية ساهمت في إدخال أول دفعة من المنازل الجاهزة للقطاع، عبر معبر رفح، وأخرى دبلوماسية وسياسية لإيجاد طرح بديل وحشد دعم له، من خلال مواقف واتصالات وتصريحات وتحركات مصرية، منذ طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 25 يناير الماضي، دعوة لتهجير سكان غزة لمصر والأردن.

وعبرت الدول العربية جميعاً عن رفض التهجير، وسعت مصر لطرح خطة بديلة، وكان أبرزها حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، في 29 يناير الماضي، بأن “تهجير الفلسطينيين ظلم لن نشارك فيه”، مروراً ببيانات لـ”الخارجية” ترفض ذلك الاقتراح، بخلاف زيارة لوزيرها بدر عبد العاطي للولايات المتحدة، أكدت موقف القاهرة الرافض للتهجير، بخلاف حشود مصرية رافضة أمام معبر رفح، وإعلان الرئاسة المصرية عن إعداد تصور شامل لإعمار القطاع دون إخراج سكانه.

لقاء أخوي بالرياض

وعقد قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، الجمعة، لقاء أخوياً تشاورياً في العاصمة السعودية الرياض، حيث “جرى التشاور وتبادل وجهات النظر حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، خاصة الجهود المشتركة الداعمة للقضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في قطاع غزة”، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية “واس”.

ورحّب القادة في هذا الإطار بـ”عقد القمة العربية الطارئة المقررة بمدينة القاهرة في 4 مارس 2025″.

ويأتي هذا اللقاء في سياق اللقاءات الودية الخاصة التي جرت العادة على عقدها بصورة دورية منذ أعوام عديدة بين قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربي والمملكة الأردنية وجمهورية مصر العربية، وذلك في إطار العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع القادة، وتسهم في تعزيز التعاون والتنسيق بين دول المجلس والأردن ومصر.

وفيما يتعلق بالعمل العربي المشترك وما يصدر من قرارات في شأنه، فسيكون ضمن جدول الأعمال القمة العربية الطارئة المقبلة التي ستُعقد داخل جمهورية مصر العربية.

القمة العربية الأهم

ويقول أستاذ العلوم السياسية الدكتور منيف الملافخ، “إن القمة العربية الطارئة في القاهرة هي الأكثر أهمية في تاريخ القضية الفلسطينية منذ عقود، لا سيما أنها تأتي في وقت حاسم وشديد الخطورة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي”.

وكان وجود مصر وتحركاتها لا سيما إعداد مؤتمر لإعمار غزة، عنصراً رئيسياً مشتركاً ضمن بنود خطة طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، لافتاً إلى أنها ستقدم خلال القمة العربية الطارئة في 4 مارس المقبل.

تراجع ترامب

وجاءت التصريحات الأمريكية الجديدة في شكل إيجابي حول خطط تهجير الفلسطينيين من غزة، وسط ترقب لطرح رؤية عربية شاملة بشأن إعادة إعمار القطاع.

هذا الموقف الجديد، الذي عبر عنه المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، يعزز الحلول العربية، قبل قمة القاهرة التي سيكون بيانها الختامي معبرا عن موقف عربي كامل بشأن خطط إعادة الإعمار دون تهجير الفلسطينيين وكذلك مستقبل القطاع وإدارته سياسيا.

ويرى الدكتور منيف الملافخ أن الولايات المتحدة لا تريد مزيداً من التوتر في الشرق الأوسط لما تمثله المنطقة من أهمية سياسية واقتصادية واستراتيجية لواشنطن، مؤكدا أن التحول في الموقف الأمريكي بشأن التهجير يدفع نحو ضرورة تنفيذ الخطة المصرية، ويعزز من موقف القاهرة الرافض لمخططات ترامب.

الرابط المختصر
آخر الأخبار