بسبب التغيرات المناخية ونقص الإمدادات.. سعر القمح يواصل الصعود

مع استمرار الظروف المناخية السيئة في كبرى الدول المصدرة للقمح، واصلت أسعاره صعودها بعد أن لامست أعلى سعر لها في شهر خلال الجلسة السابقة، مما أثار مخاوف بشأن تضرر الإمدادات العالمية.

وارتفعت العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو بالولايات المتحدة، بأكثر من 2% أمس الاثنين، مع تزايد المخاوف بشأن تأثير الجفاف والعواصف العاتية على المحاصيل في المناطق الزراعية الأمريكية.

القمح الروسي

ومن المتوقع أن تستمر الظروف الجوية في التدهور بالسهول الأمريكية مع استمرار الجفاف في المناطق الجنوبية، حسب شركة “ماكسار” (Maxar) للتنبؤات الجوية.

كما عززت التوقعات بانخفاض الصادرات الروسية الآمال في زيادة الطلب على الإمدادات الأمريكية.

وكان تراجع الدولار قد أسهم إلى أدنى مستوى له في خمسة أشهر في دعم السوق، حيث جعل ذلك أسعار الحبوب وفول الصويا الأمريكية أكثر تنافسية في الأسواق العالمية.

كما ارتفعت أسعار الذرة وفول الصويا بدعم من مكاسب القمح، رغم أن القلق بشأن النزاعات الجمركية وتأثيرها على تدفقات التجارة حدّ من مكاسب هذه المحاصيل.

تباطؤ الصادرات الروسية

وإلى جانب تأثيرات الطقس، أشار محللون إلى أن تباطؤ الصادرات الروسية قد يفتح المجال أمام زيادة المبيعات الأميركية، لا سيما مع تراجع الدولار الذي جعل الأسعار الأميركية من بين الأدنى عالميًا.

في السياق، أفادت شركة «سوفكون» للاستشارات الزراعية اليوم الاثنين بأن صادرات القمح الروسي لشهر مارس قد تتراجع، حيث تسعى الحكومة الروسية إلى تقليص الصادرات بهدف الحفاظ على استقرار أسعار الدقيق والخبز محليًا.

أما في سوق فول الصويا، فقد أوضح محللون أن الطلب القوي على المنتجات البرازيلية يلقي بثقله على الأسعار الأميركية، حيث تواصل الصين تحويل مشترياتها نحو البرازيل وسط النزاعات التجارية والتعريفات الجمركية بين واشنطن وبكين.

المناخ والقمح

وتفاقمت المخاوف المتعلقة بشأن الظروف المناخية في الولايات المتحدة بسبب الأوضاع الجوية في منطقة البحر الأسود، حيث يؤثر نقص الغطاء الثلجي والجفاف على محاصيل القمح في أوكرانيا وروسيا، وفقاً لتقرير صادر عن “فيوتشرز إنترناشيونال.

ومن المتوقع أن يزداد الجفاف في أوكرانيا وغرب روسيا، حسب شركة “ماكسار”.

ساهمت التوقعات باستمرار الطقس الجاف في مناطق زراعة القمح بمنطقة البحر الأسود في إعادة فرض علاوة المخاطر في الأسعار، وفقاً لتقرير صادر عن “سي آر إم أغري” (CRM Agri). كما أن تباطؤ صادرات القمح من روسيا، أكبر مصدر عالمي، دعم ارتفاع الأسعار.

توقعات مبكرة

وكانت منظمة الفاو قد توقعت في تقرير منفصل لها نهاية العام الماضي، حيث خفضت الفاو توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي في عام 2024 إلى 2.840 مليار طن مقابل 2.841 مليار في السابق. ويرجع هذا التعديل في المقام الأول إلى خفض تقديرات إنتاج الذرة في الولايات المتحدة.

وذكرت المنظمة إن موسم زراعة القمح الشتوي في نصف الكرة الشمالي انتهى في يناير مع زيادة الزراعة في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في حين شهدت روسيا انخفاضا بسبب الظروف الجوية.
الفاو كانت قد رفعت لاستخدام الحبوب العالمي في 2024-2025 بنسبة 0.9 بالمئة إلى 2.869 مليار طن، في حين من المتوقع أن تنخفض مخزونات الحبوب العالمية 2.2 بالمئة بحلول نهاية المواسم في عام 2025، بسبب انكماش مخزونات الذرة الأمريكية.

الرابط المختصر
آخر الأخبار