رصد العلماء ظاهرة محيرة، على مدار العقد الماضي، نبضات راديوية قادمة من داخل مجرة درب التبانة، تنبض كل ساعتين يشبهونها بدقات قلب كوني.
كانت هذه الانفجارات الراديوية الطويلة، التي استمرت ما بين 30 و90 ثانية، تبدو وكأنها قادمة من كوكبة الدب الأكبر.
مصدر النبضات
ووفقًا لصحيفة “سي إن إن ” تمكن علماء الفلك من تحديد المصدر المفاجئ لهذه النبضات الراديوية غير العادية: نجم ميت يُعرف بالقزم الأبيض، يدور حول نجم صغير بارد من فئة الأقزام الحمراء. وتعد الأقزام الحمراء أكثر أنواع النجوم شيوعًا في الكون.
ويشكل هذان النجمان، المعروفان معًا باسم ILTJ1101، نظامًا ثنائيًا يدور فيه أحدهما حول الآخر بشكل وثيق، ما يؤدي إلى تفاعل مجالاتهما المغناطيسية، مُطلقًا ما يُعرف باسم الانبعاثات الراديوية العابرة طويلة المدى (LPT).
فك شفرة النبضات الغامضة
ويرى الباحثون سببين محتملين لهذه النبضات: إما أن القزم الأبيض يمتلك مجالًا مغناطيسيًا قويًا ينبعث منه النبضات بانتظام. أو أن التفاعل بين المجالات المغناطيسية للقزم الأحمر والقزم الأبيض أثناء دورانهما يسبب هذه النبضات.
كما يخطط الفريق لدراسة النظام النحمي ILTJ1101 في الأشعة فوق البنفسجية وأشعة الراديو والأشعة السينية، لمعرفة المزيد عن تاريخهما المشترك.
أهمية الاكتشاف
ويعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة في فهم الظواهر الراديوية الغامضة، حيث يكشف عن نوع جديد من المصادر المنتجة للنبضات، مما يعيد النظر في دور الأقزام البيضاء في الكون.
كما يساعد العلماء على اكتشاف أنظمة نجمية مماثلة وتحليل التفاعلات المغناطيسية بين النجوم. إضافةً إلى ذلك، يساهم في البحث عن إشارات راديوية أو موجات كهرومغناطيسية غير طبيعية يمكن أن تدل على وجود كائنات ذكية خارج الأرض، مما يعزز تقنيات الرصد الفلكي ويفتح المجال لاكتشافات جديدة في المستقبل.