وفقًا لصحيفة الإيكونوميستا، تزايدت مخاوف المؤسسات المالية من الجرائم الإلكترونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وكشف استطلاع أجرته شركة أكسنتشر هذا العام أن 80٪ من كبار مسؤولي الأمن السيبراني بالقطاع المالي يشعرون بعدم القدرة على مجاراة الهجمات الإلكترونية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، رغم الاستثمارات الضخمة في تعزيز أنظمة الحماية.
كما تكبدت الشركات خسائر مالية كبيرة بسبب عمليات الاحتيال القائمة على التزييف العميق، وهو دليل على مدى تطور هذه الأساليب الاحتيالية.
تطور التصيد الاحتيالي
وأدي تطور أدوات الذكاء الاصطناعي المُنتج إلى جعل هجمات التصيد الاحتيالي أكثر تخصيصًا وأصعب في التمييز عن الاتصالات الحقيقية، إذ تحلل سلوك الأفراد بدقة.
ويعتمد المحتالون على الذكاء الاصطناعي لاستخراج بيانات من وسائل التواصل الاجتماعي، ويسمح لهم بإنشاء رسائل احتيالية تبدو وكأنها مرسلة من أصدقاء أو زملاء عمل. كما باتت عمليات الاحتيال أكثر تفاعلية، حيث تتكيف مع ردود الضحايا في الوقت الفعلي، مما يزيد من فرص نجاحها.
التزييف و سرقة الهوية
إلى جانب هذا، لم يعد التزييف العميق مجرد أداة لتعديل الصور والفيديوهات، بل تحول لوسيلة خطيرة لانتحال الشخصيات وسرقة الهويات. إذ يستخدم المحتالون هذه التقنية لإجراء مكالمات فيديو مباشرة بشخصيات رقمية مزيفة، ما يخدع الضحايا لدفع أموال أو الكشف عن بيانات حساسة.
الذكاء الاصطناعي التنبئي
وتسعى الشركات إلى مواجهة هذه التهديدات عبر تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التنبئي، الذي يحلل البيانات الضخمة لاكتشاف الأنماط غير العادية والتنبؤ بالاحتيال قبل وقوعه. وعلى عكس الذكاء الاصطناعي المُنتج، الذي يُستخدم لإنشاء المحتوى، يساعد الذكاء الاصطناعي التنبئي في كشف التزييف العميق، والتعرف على الهويات المزيفة، وتمييز العملاء الحقيقيين عن المحتالين.