كشفت مصادر حكومية مطلعة، في تصريحات خاصة لوكالة “بلومبرج”، عن أن الحكومة المصرية تستهدف جذب استثمارات فرنسية جديدة بقيمة مليار يورو خلال عام 2025، موزعة على ثمانية قطاعات استراتيجية، في خطوة تستهدف رفع إجمالي الاستثمارات الفرنسية في السوق المصرية إلى نحو 8 مليارات يورو.
زيارة ماكرون للقاهرة
وتأتي هذه الخطوة في توقيت متزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، اليوم الأحد، حيث من المقرر أن يعقد مباحثات ثنائية رفيعة المستوى مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تستمر على مدار يومين، تتناول ملفات التعاون الاقتصادي والاستثماري إلى جانب عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
اجتماع مرتقب
وبحسب “بلومبرج”سيعقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء المعنيين، سلسلة من الاجتماعات مع الوفد الفرنسي المرافق لماكرون، وذلك لعرض فرص الاستثمار المتاحة والمزايا التي تقدمها الدولة للمستثمرين الأجانب، خاصة في القطاعات ذات الأولوية الوطنية.
استثمارات مرتقبة
وأشارت “بلومبرج”، بحسب المسؤول الحكومي، إلى أن الاستثمارات الفرنسية المستهدفة ستغطي مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، والنقل والشحن، والصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية، إلى جانب الصناعات الغذائية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات الهندسية، وصناعة السيارات، والصناعات الكيماوية.
اتفاقيات ثنائية
وأضاف أن الجانبين سيوقعان عدداً من الاتفاقيات الثنائية خلال الزيارة، تشمل مجالات التعليم العالي، والطاقة، والصناعات الغذائية، والمراكز اللوجستية، والبنية التحتية، بالإضافة إلى تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي.
التبادل التجاري
وفي سياق متصل، أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع حجم التبادل التجاري بين مصر وفرنسا بنسبة 14.7% خلال عام 2024، ليسجل نحو 2.9 مليار دولار، مقارنة بـ2.5 مليار دولار في عام 2023.
وتضمنت قائمة الصادرات المصرية إلى فرنسا كلاً من الأجهزة الكهربائية، والأسمدة، والوقود المعدني، والملابس، والمنتجات الكيميائية، والخضراوات والفواكه، بينما شملت الواردات الفرنسية إلى مصر طائرات، ومركبات، وآلات، وسيارات، ودراجات وجرارات، بالإضافة إلى منتجات الألبان.
وكان الدكتور مصطفى مدبولي قد أعلن عن وصول حجم الاستثمارات الفرنسية في مصر إلى 7.2 مليار دولار موزعة على 940 شركة في قطاعات مختلفة مثل البنية التحتية والبنوك والتأمين والطاقة والنقل والاتصالات،
التحديات العالمية
تأتي زيارة ماكرون إلى مصر في ظل ظروف دولية معقدة تتسم بحالة من عدم اليقين الاقتصادي، خاصة في ضوء التداعيات المستمرة للقرارات الحمائية التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أثارت قلقاً واسعاً بشأن اندلاع حرب تجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى.