تهاوى أسعار النفط بسبب زيادة إنتاج أوبك+ ورسوم ترامب الجمركية

شهدت أسواق النفط العالمية هبوطًا حادًا في الأسعار بنسبة تجاوزت 6%، لتسجل أكبر خسارة يومية منذ عام 2022، وسط مزيج من العوامل والأسباب الجيوسياسية والاقتصادية، أبرزها إعلان تحالف أوبك+ تسريع وتيرة زيادة الإنتاج، وفرض الولايات المتحدة الأمريكية رسومًا جمركية جديدة على الواردات.

زيادة مفاجئة في إنتاج أوبك+ يهوى بالأسعار العالمية

جاء التراجع الحاد بعد اجتماع وزاري لتحالف “أوبك+”، تقرر خلاله تعديل خطة زيادة الإنتاج بإضافة 411 ألف برميل يوميًا إلى السوق بدءًا من مايو المقبل، بدلاً من 135 ألف برميل فقط، كما كان مقررًا سابقًا.

ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لمواكبة الطلب العالمي، لكنها في الوقت ذاته زادت من مخاوف وفرة المعروض في الأسواق.

رسوم ترامب تعمّق القلق سياسيا واقتصاديا

وفي تطور موازٍ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على معظم السلع الواردة إلى الولايات المتحدة – أكبر مستهلك للنفط عالميًا – مستثنيًا واردات النفط والغاز والمنتجات المكررة.

ورغم الإعفاء، فإن التوترات التجارية الناتجة عن هذه الخطوة أثارت المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي قد يقلص الطلب على الطاقة.

وفي ضوء هذه المستجدات، خفّض محللو بنك “يو بي إس” توقعاتهم لأسعار النفط للعامين 2025 و2026 بمقدار 3 دولارات للبرميل، ليصبح متوسط السعر المتوقع 72 دولارًا. ويشير مراقبون إلى أن السوق قد يشهد موجات تقلب حادة على المدى القصير مع تصاعد السياسات التجارية والرسوم المضادة.

بسبب قرارات ترامب.. ركود وتضخم ركودي في الأفق؟

وقال تاماس فارغا، كبير المحللين في شركة “بي ڤي إم”، إن الأسواق تترقب ردود فعل سريعة من الدول المستهدفة بالرسوم، مما يعزز احتمالات الركود أو حتى التضخم الركودي.

وأضاف: “الرسوم الجمركية تُحمّل في نهاية المطاف على المستهلك المحلي، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتآكل القدرة الشرائية، وهو ما يُبطئ وتيرة النمو الاقتصادي”.

ارتفاع غير متوقع في المخزونات الأمريكية

في سياق متصل، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات النفط الخام بمقدار 6.2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، مخالفًا التوقعات التي أشارت إلى انخفاض قدره 2.1 مليون برميل، ما زاد من الضغوط على أسعار الخام في الأسواق العالمية.

مستقبل أسعار النفط غير مستقر فى الأسواق العالمية 

في ظل هذه المعطيات المتشابكة، تبدو الصورة المستقبلية لأسواق النفط غير مستقرة، حيث تتداخل مخاطر زيادة المعروض مع تباطؤ الطلب، ما يجعل المستثمرين والمحللين في حالة ترقب حذر لما ستؤول إليه الأمور خلال الأشهر المقبلة.

الرابط المختصر
آخر الأخبار